مبحر على عتبات الحرف

مراكب سكرية للحب "3" : أنا لا أحبك ....



مراكب سكرية للحب : المركب الثالث
أنا لا أحبك
.
.
.
قالت: أنا لا أحبك
قال: أنت تكذبين
قالت: لست مضطرة للكذب على نفسي ولا عليك
قال: وباقات الورد التي وصلتني حين كنت بالمشفى؟
قالت: هو أقل واجب منا لقلب مريض
قال: وحروف الكلمات التي زينت البطاقات المرفقة بها.. لقد ابتسمت كلما قرأتها مئة مرة كل يوم
قالت: لم تكن حروفي, هي مقتطفات من أجمل ما قرأت
قال: وفتات الخبز الذي كنت تضعينه قرب نافذتي كل صباح كي ...
قالت: كي يجتذب الطيور فيواسيك تغريدها حين تستيقظ عند الصباح
قال: هل كنت تفعلين ذلك مع كل المرضى؟
قالت: لا
قال: أولا يعني ذلك أن لي مكانة خاصة في قلبك
قالت: لوجودك في المكان مكانة خاصة في قلوب الكل, أنت إنسان طيب وتستحق كل الخير
قال: فقط
قالت: هل تريد سماع شيء آخر؟
قال: ألم تحبي .....
قالت: سبق وأخبرتك, أنا لا أحبك
قال: وكتب جبران التي أحضرتها إليْ؟
قالت: لتسليك
قال: ونظراتك العميقة على زجاج النافذة, كنت تتأملين جلستي وأنا أقرأ, أتحسبين أنني لم أنتبه
قالت: لا تدع خيالك يأخذك بعيدا, كنت أتأمل المكان الذي يقع خلف المرآة مباشرة وذلك المكان لا يستطيع أن يلجه أحد غيري وما كنت تراه كان جسدا لي بينما روحي كانت هناك
قال: لم تهربين مني؟
قالت: وكيف حكمت علي أنني أهرب منك
قال: عيونك التي تخاف من عيوني
قالت: لا تجعلني أضحك, ربما هو احترام لشخصك أكثر, أم تشك في ذلك؟
قال: وهذه؟
قالت: هذه الساعة.. أهداني إياها جدي قبل أن يرحل, وكانت تذكرني بكل شيء آلمني من حياتي.. هجرتُ الأمس والماضي انقـضى, أما الساعة فآثرت أن أمنحها لك, لأنني لم أجد على معصمك ساعة يوم سألتك عن الوقت
قال: وبسمتك حين تريني كل زيارة؟
قالت: هي لك ولهم, أم تراني شديدة البخل؟
قال: ولهفتك على حروفي يوم سلمتك الرسالة, فهرعت خارج الغرفة كي تقرئيها بأسرع وقت
قالت: كنت مستعجلة, ولم أقرأها إلا بعدما عدت إلى البيت
قال: لكنك رجعت في اليوم الموالي أكثر سعادة وإشراقا
قالت: لأن كلماتك جميلة وتوحي بأنك رجل نبيل ويجيد تقدير الآخرين, وهذا ما شعرته في سطورك التي تشرفت كثيرا بأن خصتني رسالتك بها
قال: غدا سوف أخرج, لقد أمضى الطبيب على الملف لآخر مرة
قالت: أين هو؟
قال: على عارضة السرير
قالت: لكنك لا تزال بحاجة .... ما به؟.. هذا لا يجوز
قال: لكنك ممرضة ولا أظنك تفهمين أكثر من الطبيب
قالت: شكرا على الملاحظة
قال: إلى أين؟
قالت: منصرفة, هل تأمر بشيء؟
قال: ناوليني محفظتي من الخزانة لو سمحت
قالت: خذ.. تفضل أتأمر بشيء آخر
قال: هلا أدرت وجهك إليْ
قالت: لماذا؟ لتسخر مني أكثر
قال: حاشى لله, تفضلي
قالت: ما هذا؟
قال: لن أقول, انظري إليْ وستعرفين ماذا
قالت: أستأذن
قال: توقفي أرجوك, لا تخرجي.. آخر سؤال.. أرجوك
قالت: ...
قال: أتحبينني؟
قالت: قلت لك لا
قال: ودموعك؟
قالت: أنا لم أبك
قال: لكنني أرى دموعك... أنت تحبينني أضعاف ما أحببتك, فلماذا تكذبين؟
قالت: ولأنني كاذبة, فأنا لا أحبك, ولا تصدق دموعي لأنها أيضا كاذبة
.
.

وذهبت وهي لم تر بعد دفء البريق بين يديه وهو يمسك الخاتم
.
.
.
سليم مكي سليم

11 comments:

  1. Anonymous20/2/09 04:01

    I recently came accross your blog and have been reading along. I thought I would leave my first comment. I dont know what to

    say except that I have enjoyed reading. Nice blog. I will keep visiting this blog very often.so you also can read my blog.my blog is about air shox,Nike AIR Force and UGG.welcome to visit.

    ReplyDelete
  2. nice presence, and happy to find your reply here, good luck in your wonderful commerce.. nice days forever

    ReplyDelete
  3. Anonymous25/2/09 01:39

    تابعت الحوار متشوقة للنهاية .....
    أحسست بريق الخاتم مكانها..
    تحياتي ..مؤثرة جدا..

    nrhane@hotmail.fr

    ReplyDelete
  4. Anonymous25/2/09 01:40

    جميلة جداً سليم
    نص مشوق للاخر
    تحياتي

    ميرفت

    ReplyDelete
  5. Anonymous25/2/09 01:41

    أيتها الحسناء السمراء

    اليوم تتلددت الغداء

    طبخته بيداى حتى

    أحببت المائدة والنساء

    مادا أقول إدا أحببت

    جسدا بلا روح و باء

    متى يا سيدتي تعودي

    إلينا كما باقي النساء

    إبن المعتز

    ReplyDelete
  6. Anonymous25/2/09 01:42

    قصة مؤثرة وحوار شيق لكن السؤال هو لماذا هي ترفض الاعتراف بحبه!!؟



    شكرا لك


    سمر

    ReplyDelete
  7. Anonymous25/2/09 02:28

    قالت خجوله اننی لا استحی
    ان بحت سر العشق لیلا کالوحی
    قلت بربک لا تزیدی غبتطی
    هل احجیة تلک ام فیها تمزحی
    فی وجنتیکٍ اوراق ما یملی الفواد
    لون احمرار السطر لا لم ینمح
    قالت زهاء الخد من صنع الجمال
    قد جاد عرضا للبهاء مسرحی
    ............
    کنت جریحا من ذوات الکبریاء
    فکی ضمادة عفتی ثم اجرحٍ
    میزانه العشق وصلٌ او فراق
    و الان انت بالکفتین ترجحی
    فالخفة تعنی هواء لا هوی
    و الثقل ان زدته کبرا لن تنجح......
    ........................
    تحیاتی سلیم
    آسف علی الاخطاء لان الکیبورد فارسی

    صافي - حلب
    safi-alhalabi@hotmail.com

    ReplyDelete
  8. Anonymous25/2/09 02:29

    كتابة حالمة جدا جدا جدا..
    شكرا

    نادية - منتديات أحلام مستغانمي

    ReplyDelete
  9. Anonymous25/2/09 02:30

    شكرا على كم الجمال هذا أيها الرائع . مدهش كالعادة .

    المخلص للوجع
    خالد
    khalidkhalid1984@hotmail.com

    الى سليم le 2/23/2009

    ReplyDelete
  10. Anonymous14/3/09 22:28

    ما عساني اقول لك لقد ابحرت معك في دهاليز هذه القصيدة التي دوختني ..وما اعجبني هو نهايتها الدرامية فهي اشبه بفيلم =ارنست همنغواي= وما هزني هو انتقا ؤك لكتاب جبران كهدية منها فاختيارك لهذا الكاتب بالتحديد هو ينم عن مستواك الحضاري و الادبي الرفيع فلا تبخل علينا بالمزيد ...تحياتي

    sidahmed
    le 3/7/2009
    www.sidou_mosta@live.com

    ReplyDelete
  11. أحببتك من حروفك

    ReplyDelete