مبحر على عتبات الحرف

لـــوحــــة لخـالــد وتتمة لـسـلـيـم

خــالــــد: اللــوحــــة

وفاء لها يصر على أن يرسم المشهد الذي أحبته الأكثر : لون الشفق المائل إلى حمرة خضاب و الشمس ترتمي بأحضان البحر في المدى البعيد . هكذا اختار مكانهما المفضل على ذلك الجرف الصخري و أخذ يحضر اللوحة العذراء باحترافية بالغة .
أصباغ و فرش عديدة ، و بياض شاسع يغري بأكثر من شيء . توقف لحظات و تفاصيل المكان تعود بذاكرته إلى الوراء عمرا بما يكفي ليتساءل بانذهال : أين الذي كان ؟
و كأنها لا تزال هنا ، فها حواسه كلها مشغولة بها رغم الغياب . عيناه ترقصان فرحا بطلتها الآسرة ، صدى ضحكتها ينساب إلى مسمعيه دافئا بحس طفولة بريء ، عطرها ما زال عالقا به يشتمه فتعاوده دوخة لطالما تمنى ألا تبارحه ، كفاه تستسلمان لذكرى يديها الصغيرتين الطاعنتين في النقاء...يضع على الحامل ألوانا مختلفة و يمسك الفرشاة بيد مرتعشة كأنها محاولته الأولى في الرسم . يكتشف أنه كان يرسم ببراعة لأنها معه...أنها هي التي كانت ترسم بيده و ليس هو .
ينظر إلى الفضاء بعين تعودت أن تلتقط و تسجل : قرص الشمس الذي غرق أكثر من نصفه ، حمرته التي انعكست على صفحة الماء ، باخرة خفر السواحل ، قارب عائد من رحلة صيد ، طيور النورس المحلقة بشكل دائرة كتاج من الياسمين ، الموج الذي ينكسر على الصخور أسفل من علوه الشاهق فيتطاير الرذاذ أمامه ... وهي ... هي التي تحتل بصره حد الشرود دون أن يعي حقا ما يفعله بفرشاته التي تواصل تأثيث اللوحة بلغة عشقية مدهشة .
يتذكر لقاءهما الأول هاهنا : يومها أتى ليرسم البحر فوجدها جالسة بمكانه المعتاد مولية ظهرها إليه و قد ضمت ركبتيها و دفنت وجهها بينهما و شلال شعر بلون الفحم ينساب على ثياب كل ما فيها أبيض . " لو سمحت " .. أراد أن يطلب منها الانتقال إلى مكان آخر ، و لكنها حينما رفعت رأسها لتلتفت نحوه أضاع حروفه و تقاسيم الوجه الملائكي تنبئه أنه حلم... حلم كم تمنى ألا يقوم منه . عيناها اللتان جرتا فيض دمع أسود كانتا أكثر ما شده إليها . كانت باذخة الحزن في قدسية الحضور الصامت . لحظتها قال بلا تحفظ عن غير قصد : " يا لروعة الكحل الذي فيه اختصار الحزن مستترا بأحداق النساء " . يضع لمسات أخرى بفرشاته ، و يواصل شروده . لحظتها تبسمت ... لحظتها ... أدركا أن الحب أوقع بهما معا ، و ابتدأت قصة . لم يسألها فيما بعد ما الذي أبكاها ، و لم تسأله عن كلماته المضاعة . يحدث للحب أن يبدأ من حيث النهاية ... من حيث انكسر شيء . صارا يحضران غروب الشمس يوميا : تأتي لتشاهد اختفاء الشمس في البحر ، و يأتي ليرى احتفال البحر في عينيها .
يضع لمسات أخيرة بفرشاته ... يستفيق من شروده و صوت صافرة الباخرة يعلو على هدير الموج . يعود إلى الوراء خطوتين حتى يتحقق مما أنجزه . يدهشه للحظة غياب كل تلك الأشياء الرائعة في لوحته ، فلا شمس و لا حمرة و لا باخرة و لا قارب و لا طيور نورس و لا ألوان ، فقط عينان مكتحلتان ليس أجمل منهما إلا هما ... عينان بالأسود و الأبيض ... عيناها
11/23/2008

سـلـيـــم: التـتـمـــــــة - مهداة لخالد

...
يقترب من اللوحة خطوتين يمد يده إليها ليشعر بالقشعريرة
يعود إلى الخلف خطوتين فيشعر بالبرد
يعود ليقترب من اللوحة من جديد فيحتله الدفء وينحني على ركبتيه ويطرق صامتا بذهنه الغريق في صخب الموج الشجي
لفحات نسيم تداعب رمشه ثم جفنه ثم بؤبؤ عينيه فعروق دمه فوريده التاجي فقلبه الوحيد
أنامل ملائكية تلمسه,
تداعب شعره لفحات مخملية
يرفع رأسه مفزوعا.. ينفزع أكثر حين يلتفت إلى الخلف
يقع على ظهره يكاد يصرخ
لا يستطيع .. أثقال الفضاء الرحب كلها تغتال صوته
يريد أن يقول ... لاااااااااااااا
لكن... لا صوت له
...
يريد الوقوف ..الوقوف ليهرب ..لا طاقة له
رجلاه شلتا.. والبحر خلفه
واللوحة ذابت
في زبد جسمها الضوئي
كان ستائر ثوبها الأبيض الأبيض الشفاف تكاد تلفه
كأن رياح البحر كلها اجتمعت حوله
ترفرف به حول نورها الفجريْ
يمتزج الأبيض المطلق في لمعته بسواد شعرها الليليْ
شعر طوييييييييييييييل
طويل جدا يلاحقه
يلامس وجهه ولا يلمسه
يخيفه أكثر كلما اقترب منه.. يقترب أكثر
مستحيل ما يرى
ملاك؟
لا
حورية بحر؟
لا
فينوس... إلهة الجمال؟ ما هذا الكفر
استفق
هل أنت تحلم
جرى صوب البحر...بلل رأسه.. لا.. مرغ وجهه المحمر في صقيع الرمل الجامد
كل الموج بعد لا يوقظه
يلتفت إلى الخلف... لم تندثر بعد
ستائر ثوبها لا تزال تلاحقه
صرخ أكثر
الآن صرٌخ
اذهبـــــــــــــــــــــــــــــــــــي

ابتسمت له وكأن بدر ليلة القدر انبلج: هل خفت مني؟
وقع في البحر مغشيا عليه.. حمله الموج بين يديها
واستفاق
كانت تمسح شعره مبتسمة بأصابعها الحرير
وعيونها السوداء تلمع بيضاء مثل القمر...
تلألأ الرذاذ فوق وجنتيها
وفرطت دمعة من مقلتيها مخبئة في قلب الشجن
لامست رقبته برودتها الحنونة
فتح عينيه.. لقد استفاق
ابتسمت له دفعة واحدة: حبيبي .. هل أنت بخير؟
قام مفزوعا: ماذا جرى؟
أمسكت يديه ثم قالت: استعذ بالله من الشيطان الرجيم, إني هنا, لقد كنت تهذي وتنادي علي.. لقد كنت تحلم
خفت عليك كثيرا ولم أشأ أن أوقظك ولم أشأ أن أتركك وضعت رأسك بين يدي وضممتك إلي وكلي إصغاء إليك
سألها بلهفة: واللوحة؟
أجابته: هي هناك على المسند لم تكملها بعد
قال: وتلك؟
تساءلت: من؟
ضحك وانبطح على الأرض يفرك الرمل بين كفيه: يعني كنت أحلم
قالت: أجل, تركتك ترسم وذهبت لأحضر لك فنجان شاي فوجدتك مستلقيا على الرمل تهذي وتصرخ كطفلي الصغير وتبكي وتحلم.. من تلك التي كنت تحدثها بالمنام؟ أتعرف غيري؟
ضحك بعمق: أو تتجسسين على حتى بأحلامي؟ متى تكفين عن الغيرة التي....
وقبل أن يكمل وضعت سبابتها على شفاهه وهمست: لن أسمح لأي امراة ولو في الحلم أن تسرقك مني.. أسمعت؟ هل تفهم
ارتمى برأسه على ركبتيها وقال: أين الشاي؟ بدأت فعلا أشعر بالبرد..ما كنت لأنام لو ظللت معي..ما كنت لأحلم..ما كنت لأشعر بالبرد.. ابقي هنا..هنا
هنا
دوما بقلبي
حتى عندما انام.. وعندما أحلم
ورفع رأسه إليها: أتعلمين أنكِ بالحلم كنت أجمل؟
صرخت بوجهه: خاااااالد ..إياك
فاستفاق مجددا
وانتهى الحلم

---
سليم مكي سليم ... مع كل الحب

11/25/2008

42 comments:

  1. إليك...دوما

    أنت قلت :عينان باتساع البحر...بلون القمح...خلقتا لحزن له وهج الكبرياء...تغريان بالبوح...تتقنان الصمت...أتمنى لهما عمرا مضيئا في عيدهما

    وحدها كلماتك هذه التي لم أمح من ذاكرة هاتفي ، إذ أنني كنت محتاجا لأبقي على علاقة الإرتباك تلك التي جمعتني بصوتك المجنون هذا . لم أدر أي عيد لعينين مثقلتين حزنا و قد جردهما من لونهما بريق الدمع...ذاك الذي لا لون له ، ومع هذا لم أسألك فيما بعد و أنا أدرك أنه من اليسير عليك تدبر عيد لي وحدي خارج المناسبات ، تستهلكين فيه كل ما تملكين من حظ الأمنيات

    و أسأل نفسي بعد كل هذا إن كان هناك سبيل لتنتهي قصتنا و كأنها ما بدأت ، فأجيب : أجل ، بأن أولد مرة أخرى فلا نلتقي . و لأن حبك كالولادة كالموت لا يعاد مرتين ، فلا سبيل.لقد حدث و أحببتك منذ البدء

    أعود لأستنطق بقايا الأشياء عن بقاياها حاملا ما تجمع من شتاتي في حقيبة وحدتي و الشوارع التي أنكرت نفسها تقذف بي من غربة إلى غربة و لا شيء أخلفه ورائي سواي

    منتعلا ضياعي أرسم خطواتي على مسارات ملتوية و تجاهلي لكل ما حدث و يحدث معطف كاذب لا يقيني زخات القلق الذي يهب من كل الجهات بشراسة و بلا رحمة

    هكذا أصبحت رجل الرحيل قهرا ، مشردا تسكنني كل المنافي و لا مكان أسكنه سوى حافة ميناء ينتظر أول قارب موت ينطلق منه نحو اللامكان ليقذف بي إليه

    صرت زوربا باسم آخر ، لكن بالقدر ذاته . فهأنذا مثله يتربص بي الخراب و قد نصب فخاخه حولي في إحكام . لكن...من أين لي بتلك القدرة المذهلة على تحدي ركام الأشياء و الأشخاص بالرقص فاردا ذراعي كما اعتاد زوربا ؟

    khalid 7/18/2008
    منتديات أحلام مستغانمي

    ReplyDelete
  2. "
    و أسأل نفسي بعد كل هذا إن كان هناك سبيل لتنتهي قصتنا و كأنها ما بدأت ، فأجيب : أجل ، بأن أولد مرة أخرى فلا نلتقي . و لأن حبك كالولادة كالموت لا يعاد مرتين ، فلا سبيل.لقد حدث و أحببتك منذ البدء
    "

    لايعقل ..
    هذه الكلمات ماوجدت لتتناثر في المنتديات
    انت يا سيدي "خالد" صاحب موهبة عظيمة
    موهبة ..مثلها مثل حبك لهذه المرأة لا تتكرر مرتين



    وتسأل

    "
    من أين لي بتلك القدرة المذهلة على تحدي ركام الأشياء و الأشخاص بالرقص فاردا ذراعي كما اعتاد زوربا ؟
    "

    سأدع احلام تجيبك عن سؤالك هذا
    "أكتب , لمثل هذا خلقت الروايات"

    دع قلمك يرقص عنك
    فوحده قلم وسيم يجيد الرقص فوق الورق ..
    من يملك القدرة المذهلة على اغواء الكلمات الجميلة

    ahleme_toujours@hotmail.com

    ReplyDelete
  3. أنثى اسمها..أنا.....
    7/18/2008

    ................
    بطاقة عادية في يوم غير عادي!
    ...

    اشتقت إليك
    تدفعني أفراح الآخرين إليك
    اليوم صباح عيد، وأنا أصبحت أخاف الفرح
    لأننا نصبح أنانيين عندما نفرح
    يجب أن أحزن قليلاً كي أظلّ معك
    ثم إنّ الفرح لا يلهمني
    وأنا أريد أن أكتب شيئاً على ورق مدرسي
    أكره أن أترك كلماتي على البطاقات المستوردة للاعياد
    أشكالها الفرحة.. تعمّق حزني.
    ***

    لو كتبت لك بطاقة في بداية هذه السنة لقلت:
    "لأنك...
    ولأنني...
    أتمنى أن..."
    وكان لا بدّ أن تملأ أنت الفراغ..
    أؤمن أن مهمة الرجل ملء الفراغ
    الفراغ الأرضيّ
    الفراغ الكونيّ
    الفراغ في قلب امرأة
    الفراغ في جسمها
    ***

    يحدث أن أمتلئ بك..
    يوم حدث هذا وضعت حدّاً للحزن المسالم
    وبدأت أجمع صور الشهداء
    يوم حدث هذا.. قلت أنك قادر على إمتلاكي
    الآن ترحل.
    ...
    كنت رصيف فرح
    الآن يجب أن أتعوّد الوقوف على أرصفة أخرى
    سأذكرك
    تعلّمت معك أن أعود إلى طفولتي
    أن أحبّ البسطاء
    أن أرتب خريطة هذا الوطن
    وأقف في صفّ الفقراء

    ....

    أحـلام مستغـانمي

    ReplyDelete
  4. كلمات أنيقة بحق نص عادي ...أشكر لكم هذا الحس الرقيق ، لكنني أبدا ما كنت كاتبا.أتمنى أن أجاري أصدقائي العمالقة هنا ذات قدر.شكرا

    ReplyDelete
  5. ليتني ما كنتُ أنتْ

    سوف تلتهم الكلمات جرحك
    ولن يبقى على صفيح ذكرياتك غير الصدأ
    وستدرك حتما حينما تنتهي من خط كل ما حملته حقائب ترحالك إليها
    أنك لم تكن سوى تذكرة سفر

    تحملك عيونها على طائرة الهوى المريب
    إلى عالم قلبها الغريب
    لترميك ضفاف عشقها الأغرب
    تصل فقط.. لكي تعود
    بعد رحلة .. ثم رحلتين ..ثم لا رحيل
    لأن طائرك الجريح أيها المسافر الكسير قد اهترأ
    يخونك دوما انكسار الأجنحة
    وتمزقُ نعال حلمك فوق الركام

    انتهى كل شيء في ضمير الحب
    مسافرا كنتْ.. والعاشق الموجوع
    ولم يبق من مآسيك الجميلة غير بعض الذكريات
    وتذكرة سفر
    لا تزال محتفظا بها بين تلك الدفاتر الهزيلة
    تقول لها عيون جرحِكَ كلما فتحتها
    لقد أحببتـُها ...
    ثم تصمت ..وتصمت ..وتصمت
    لتنطق التذكرة بين يديك

    "اما أنا فقد أحببتها .. ولم أزل"
    بابتسام

    ليتني ما كنتُ أنتْ

    ---
    حييت أخ خالد
    جراحاتك ناصعة
    تدغدغ الصمت .. تخدش النسيان
    لكنها لا تجرح ..
    بل تشعرك بالأمان

    أخوك سليم
    7/18/2008

    ReplyDelete
  6. خيار الوجود

    1

    إذا ما فقدنا خيار الكتابة
    وصرنا أسارى لفن الخطابة
    بماذا سندلي لجيل سيأتي
    غدا سائلا عن شعوب مبادة
    بماذا سندلي , و أين الإجابة ؟
    و أي التفاسير ترضي فضولا
    لمن يسأل الأمس كيف انكسرنا
    و قد أعلن الدهر موت الإرادة
    و كيف استحلنا عبيد الغواني
    و كنا ملوك الأقاصي...و سادة
    و كيف استطبنا صنوف الحرير
    و ريش النعام الذي منه صغنا
    فراشا وثيرا و حشو الوسادة
    فيا ليت متنا , و لو بالتمني
    و يا ليتنا ما شهدنا ولادة

    2

    خياري الوحيد امتهان القصيدة
    أداري بها خيبتي و اندحاري
    كأن الحروف اغتيال لعاري
    و أمجاد حبري تشي بانتصاري
    تقاطيع من دندنات بعيدة
    مراسيل من مفردات شريدة
    سأبني بها من هوانا صروحا
    و ضوء المصابيح ينهي حصاري

    3

    لقد أعلن الشعر موت العرب
    و أعلنت فيه انطفاء الغضب
    و موت الأساطير في داخلي
    فأسيافهم حزمة من قصب
    و تاريخهم خدعة لم تعد
    على مثلنا تنطلي...
    للأسف...
    تماثيلهم لم تزل كالتحف...
    أحاسيسهم مثلهم من خشب
    و كل الذي همهم تاجهم ,
    و كرسي سلطانهم ,
    و اللقب...
    أمير...
    رئيس...
    مليك البلاد...
    حفيد الملوك...
    و باقي العباد
    عبيد له...
    مثل رب السماء
    يرى نفسه
    فاعلا ما يشاء
    بهم...
    سابيا من حسان النساء
    وهم : بين داع له بالبقاء
    و داع عليه بطول الشقاء
    يقولون : أنت المطاع الحكم
    بما شئت فاقض , فإنا خدم
    لكم...فلتظلوا مليكا لنا
    كأجدادكم حين كانوا هنا
    إلى أن تصيروا بجوف الترب
    ليبكي عليكم عديم الضمير
    و ذاك الذي باعكم نفسه
    و صوت الحروف , و حبر القلم
    ليبتاع ما لم يكن يشترى
    و قد أودع الرب تحت الثرى
    و لاء الإباء استحالت نعم

    khalid 7/16/2008
    khalidkhalid1984@hotmail.com

    ReplyDelete
  7. و قد أعلن الدهر موت الإرادة

    نحن الآن حبر على ورق

    شكرا لك خالد بن طوبال

    ناي 7/16/2008
    nay16@live.com

    ReplyDelete
  8. مع ان ماكتبته هنا جميل جدا
    الا اني أجدك في النثر أجمل
    فلا زلت اعيد قرأة كلمات نصك السابق كلما مررت من هنا

    ربما هي ملاحظة غريبة ومجنونة بعض الشيء ولكن بي رغبة ان ابينها لك ..ولكم

    احلام قالت يوما
    "انا لست شاعرة ..لقد خنت الشعر فخانني"

    بهذه الكلمات وبهذا الاعتراف أمام الملأ ..قبلت ان تمنح النثر (الرواية) اسمها .. كما تقبل امرأةأن تمنح لرجل يدها
    منحت النثر نشوة ان يفاخر الجميع انها حبيبته وحده وانها خانت سواه لاجله.
    فبادلها هو الأخر اسمى درجات الحب ..والكل هنا ..قرأ ثمرة حبهما


    لقد فهمتني
    لا داعي لأصيف شيئا

    ReplyDelete
  9. لأجل امرأة اسمها...أنت

    لتكتب...أنت تحتاج قدرا هائلا من الخطيئة ، و قدرا أكبر من الندم.تحتاج خيبات آمالك التي تكفلت الحياة بتكسيرها كعيدان الثقاب الهشة مثلما تكفلت بالسخرية من أحلامك المغتالة.حتى و أنت تكتب حبا ، فأنت تكتب اعتذارا للحب لا أكثر.تغيب...ليكتمل حضورك ، و تصمت...لتبوح بكل شيء دفعة واحدة ، وبين الغياب و الصمت ، شيء واحد يصلح لتستدل به على وجودك : صوت أنثى يأتيك همسا ليسأل عنك بلهفة كيف أنت ؟ فإن لم تسمع شيئا ،أدركت أخيرا أنك...ما عدت أنت

    khalid 7/21/2008

    ReplyDelete
  10. على وزن كلمات احفظها
    تأتي كلماتك دائما ..لتتربص بي

    "لتكتب, لا يكفي أن يهديك أحد دفتراً وأقلاماً, بل لا بد أن يؤذيك أحد إلى حد الكتابة
    . ".

    وكأني بك تواصل الكتابة ،من اين توقفت هي، لتمنحني أنا حلم قراءتها من جديد

    فكيف لا أتوقف لأقول لك شكرا
    معتذرة في ذات الوقت
    لاني لا املك غيرالشكر كلمة لاقولها


    شكرا
    ahleme_toujours@hotmail.com 7/22/2008

    ReplyDelete
  11. .
    .
    ألا يحذر آدم من حزنه المفضوح .. ؟؟؟
    .
    .
    لتكتب الحب
    تحتاج أيضا إلى بعض العنفوان الذكوري وإلى الكثير من الرجولة الشرقية الجميلة
    لتكسر ميلان عودك على أنغام امرأة لست تدري ان كانت ستبقى تشتاق إليك كل يوم بقدر شوقك المجنون إليها كل لحظة

    لتكتب عن الحب.. تحتاج إلى الكثير من القسوة أمام قلبك والأكثر من الصرامة أمام قلبها كي تتفوق على سحر صوتها الشجين, و تتغلب على غزارة دمعها الفائض الكثير

    لتكتب عنك يلزمك بعض الصلابة .. تقاوم بها أناك.. لتنتقد قلبك.. لتفهم الحب, لتجادل حنينك, وتناقش ضعفك كلما استسلمت لهواها اللذيذ

    أما لتكتب عن حبك بنجاح
    فيجب أن تكون رجلا كبيرا يميز جيدا بين الحب لأجل الحب, وبين الحب لأجل الحياة
    وأن تفرق ما بين الحب لأجل اللحظة وبين الحب لأجل الخلود
    بين الحب لأجل انصهارها فيك أو بين الحب لأجل انبهارك بها

    فلتكتبْ..
    لكن تذكر كلما كتبت
    أن المرأة التي تركتكَ مهما قستْ.. مهما استقلت.. مهما تمردت ... ستظل إليك تحن .. تحلم بصوتك.. ترمق ثورتك كل يوم كي تعود

    من انت؟
    ككل النساء... حواء الكبيرة.. متطلبة جدا
    لن تقبل أبدا برجل في "الحب" ضعيف, على الأيام باكي.. على الأطلال راوٍٍ و شاكي.. لا يتشبث بجدور القلب.. ينظر كثيرا إلى الخلف.. بـحلم العودة لا يبالي .. يهزمه غبار أولى المعارك فيركن إلى الانسحاب ..فلا يحارب لأجل أبدية الحب .. ما أبشع الرجل حين تكلله روح الانهزام

    ... لماذا خلقت حواء يا آدم, أو ليست لأجلك أنت, أولا تستحق أن تقيم لأجلها الحروب تلو الحروب ولا تتوقف عن المعارك حتى تصبح لك.. فتتوج بها أنبل فارس وأقوى ملك وتصبح بك ولك أغلى ملكة..

    لماذا استسلمتْ؟
    أين ذاك الحب؟ .. هل كان حقا حب؟
    هل أسمعتها صوتك أنتَْ؟
    هل تشعر وحدك بالألم؟ هل تشعر بأنها مسؤولة عنه؟
    لا يندم الـمـحب على ألم أصابه... لكل ألم في الحب شريك

    تكلم عن حبك بقسوة
    هل جربت يوما يا خالد أن تكتب عن الحب بإصرار.. بتمرد.. بغضب؟
    لا بانكسار.. أو دموع .. أو وهن

    كانت حروفك مليئة بالرحمة.. مسجورة بالانكسار .. بينما ستهوي حروفها مجلجلة .. تقطر بالتحرر .. حبلى بالانفجار
    هل سترحمكَ أنثى تركتَها.. لوهي كتبت يوما لك؟

    عجبي لرجل لا يستطيع ألا يرحم..
    لكن المرأة تفعل
    ...
    ترحمها بالندم .. فلا تغفر لك

    سوف لن تفهمني هي.. ولن يفهمني أحد غيرك أنتْ.. فاحذر أن تبوح إذا كتبتْ بأسرار الرجولة (لا الذكورة) كلها ..

    فللأنوثة بعض الأسرار يا آدم لن تكتبها المراة ولن تبوح بها مهما فعلتْ

    ---
    سليم
    لحظة تخاطر
    .
    .

    ReplyDelete
  12. سمِّني .... بك

    هكذا تطول الأغنية...

    وتقصر المسافة إلى عينيك...





    .....

    ReplyDelete
  13. عطر

    كانت تكوي ملابسه كعادتها هي التي لطالما حرصت على جعله الزوج الأكثر أناقة وجاذبية . لم تكن تغار عليه هي الأكيدة من إخلاصه لها , و لا شك لديها في أنها امرأة حياته

    اختارت له قميصا زهري اللون و ربطة عنق سوداء و بذلة رمادية سقطت منها بطاقة صغيرة كانت هي البداية

    حبيبتي…
    اليوم أريد الإعتراف أمام عينيك بسر : أحبك جدا
    هل أخبرتك قبلا بأنك الأنثى الأشهى و الأجمل ؟ ]

    قرأت البطاقة بانذهال , أعادت قراءتها بانذهال أشد , مادت بها الأرض , تسارع نبضها , فكرة واحدة تولدت بعقلها و بدأت تكبر و تكبر و تكبر ,

    - رباب

    أعادها صوته القادم من البهو إلى رشدها و هي تسمع وقع أقدامه التي تقترب من الغرفة . سارعت بإرجاع البطاقة إلى أحد الجيوب و هي ترد

    أنا هنا_

    دخل عليها بابتسامة عريضة فإذا به تراه كما لأول مرة مغريا أكثر مثيرا لأنوثتها بما يكفي نساء غيرها لينصبن له الشراك

    فجأة بدأت تغار عليه . أدركت أنها أخطأت في اعتنائها الكبير به و أنها قدمته هدية لأول امرأة تقابله فتستدرجه إليها و قد انساق قلبها إليه

    سأرتدي ملابسي.لقد تأخرت

    عن من تراه تأخر ؟

    يحرقها السؤال و نيران الشك تأكلها . أتراه على موعد معها ؟ أهي أجمل منها ؟ موظفة معه , أم أنثى جمعت بينهما الصدفة في مكان عام ؟

    لا تنتظريني على الغداء . لدي اجتماع هام و ربما غداء عمل . أراك مساء

    طبع قبلة على خدها...و خرج

    إنها حامل في شهرها الثامن . كيف سمح له قلبه بأن يخونها و لم يمض على زواجهما سوى عام ؟

    فاضت عيناها بدموع قهر عصف بها و أمر خيانته ينغرز بصدرها محدثا قدرا مخيفا من الألم

    تأخذ ألبوم الصور و تمضي وقتا طويلا و هي تقلبها بين يديها . مع كل صورة ثمة ذكرى لمحطة جمعتهما معا و كلمات همس بها لها

    تتصل بأمه لتخبرها بما فعل بها . تعد جملا مبعثرة لتقولها دفعة واحدة وحاولة ألا يخذلها البكاء , فيخذلها المجيب الآلي الذي تترك عليه رسالتها الصوتية

    يمر يومها متثاقل الخطى رتيبا دون أن تنجح في تجاهل الأمر

    الثامنة مساء

    يعود و قد صارت على حافة الدمار . أشياء كثيرة أعدتها لتواجهه بها , و عند رؤيته شعرت كأنما أضاعت لغتها و هو ينحني ليطبع قبلة على جبينها . دنا منها فاشتمت به رائحة عطر نسائي
    و هوى قلبها...

    لم تعد تدري ما تقول . فاجأها هدوءها و
    هي تسأله

    هل تحبني ؟

    وضع علبة كان يحملها على منضدة قريبة و هو يجيب بابتسامته تلك

    هل عندك شك ؟

    أجل .هكذا ودت لو أنها أجابته و هو يمضي نحو غرفة النوم ليغير ملابسه

    تستغرب كيف يخون رجل أنثاه على مرأى من حواسها التي لا تخطئ الإدراك

    يعود إليها مرتديا منامته . يمسكها من كتفيها و يمضي بها نحو المنصة . يرن الهاتف . تحاول أن ترد فيمسك يدها و يضغط زر المجيب الآلي قائلا

    ليس هذا وقت الرد

    يقدم لها العلبة مردفا

    عيد زواج سعيد يا حبيبتي . سنة مضت...و أنت مليكتي

    تتسع عيناها دهشة و يبدأ صوت أمه عبر المجيب

    رباب...با ابنتي إنه عيد زواجكما . ياسر يحبك

    تفتح العلبة فإذا بها...قارورة عطر نسائي...و بطاقة...كتب بها...[حبيبتي...اليوم أريد الإعتراف...]

    ينظر إلى الهاتف لحظات ثم ينظر إليها قائلا :
    أ هناك أمر ما علي معرفته ؟

    تنظر إلى عينيه...تعتذر دموعها نيابة عنها.كلمة واحدة فقط همست بها قبل أن ترتمي بصدره

    أحبك

    khalid 7/21/2008

    ReplyDelete
  14. يليق بك َ هذه الزي
    ...
    روائي
    ....
    أظنه أجمل من معطف الأشعار
    ذاك يجعلك أكبر سناً.....
    رغم أن شعرَكَ حالك السواد
    ....
    اختر إذاً
    إما أن تصبغ شَعرَكَ ...بلون الشيب
    أو أن تقصِّر معطف الأشعار
    ....
    تقبل فائق احترامي
    وعظيم ودي....سيدي


    سيدة الحواس
    عليا 7/22/2008

    ReplyDelete
  15. شكرا لانك تكتب عني ..عنها..عن أنثى منكسرة حينا و قوية أخرى....
    قلمك يعبق ذكورة متفهمة وقريبة جدا لاحاسيس الأنثى وتفاصيلها لذلك تحبه الورقة وتروى به.....فلتواصل

    ReplyDelete
  16. يا أنا....
    يا كل ما لا أملكه من نبضات....

    دعني أسلِبُ ..أنت...
    ذاك الذي تمرَّد عليك...
    وجعلني أبكي حيناً....
    و أرقص أحياناً...

    ....
    .......
    (أنا)

    ReplyDelete
  17. يا أنا....
    يا كل ما لا أملكه من نبضات....

    دعني أسلِبُ ..أنت...
    ذاك الذي تمرَّد عليك...
    وجعلني أبكي حيناً....
    و أرقص أحياناً...

    ....
    .......
    (أنا)

    !..@hotmail.com 7/25/2008

    ReplyDelete
  18. وفاء

    وحيدة جلست تنتظره بمطار شبه فارغ . لم تكن معها إلا باقة ورد , وشوقها الكبير إليه . كعادة تشرين المطر , كان الجو باردا و كان المسافرون قلة , ومع هذا ظلت واثقة الحنين بعودته . مرت ثلاث سنوات على سفره إلى الخارج قصد العلاج من مرض ألم بظهره . كانا على وشك الزواج عندما بدأت تلك الآلام تنتابه . ظن أنها نزلة برد لكنها ظلت متزايدة الحدة . نصحته أن يجري فحصا فسخر من حرصها المبالغ فيه , و أمام النوبات التي بدأت تعتصره ترجته أن يلبي طلبها . فحوصات...تحليلات...قياس ضغط...و هو الدائم الإبتسام...الدائم السخرية من أوجاعه و خوفها , لكن الصاعقة أذهلته و جمدت شفتيه : سرطان .
    لم يصدق . اتهمهم بالجنون...انتظر أن يضحكوا لدعابتهم السخيفة , لكن العيون المخفوضة أرضا نطقت بالكثير . جلس إلى الكرسي منهارا , منكسر الأمل...و على ركبتيها جثت أمامه بعينيها المطيرتين . توسلته أن يصمد لأجلها , وعدته بأنها لن تتخلى عنه . قال بأنه يرفض شفقتها المغلفة بالحب و يرفض تعلقها برجل على وشك الرحيل .
    شدت على كفيه و كأنها تستبقيه حلما...و كأنها تتشبث بوهم , قالت بأنها أحبته دون أن تدري عن مرضه شيئا و أنها ستحبه لما بقي من العمر و أنها لا تستطيع البقاء بدونه . أراد أن يدفعها عنه هو المهدد بالرحيل , و أن يمنحها فرصة أخرى مع رجل غيره قبل أن يغادر , لكن فيض عينيها الأسود كحلا بدا الأقوى حضورا أمام حضوره , و الأكثر إقناعا .
    تقرر أن يسافر للعلاج خارج بلده هناك حيث سيمكث أربع سنوات . بات ذلك مدعاة أخرى ليفكر فيها مجددا , لكنها ظلت الواثقة عشقا من قرار المضي معه حتى النهاية .
    و سافر...و خلفها للإنتظار .
    و مرت السنوات الثلاث كأنهن عقود . تستيقظ على صورته الموضوعة فوق المنضدة المجاورة لسريرها , و تنام على أبيات قصائده التي كان يكتبها لها أيام كان هنا...في زمن الحب الجميل . تزور أمكنة سبق و زاراها معا , و تجلس بمقهى إلى طاولة الذكريات و حيدة و قد جلس يوما بالمقعد المقابل لها...المقعد الفارغ إلا من عطره . هو الجالس شوقا بمقعد الذاكرة...كيف يمكن لها ألا تحن إليه ؟
    هو الذي علمها لغة الورود و دلالة أسمائها , في كل لقاء بينهما كان يحضر وردة ليبدأ بها حديثه . حصل ذلك عندما أرادت أن تعبر له عن حبها وردا , فأهدته زهرة الأستروميريا...يومها خطأت الزهرة و لم تخطئ الإحساس . أهدته ما يدل بالنسبة له على الصداقة , وما قصدت به الحب . ضحكا لبراءة ارتباكها و خجلها العفوي قال : ً كان عليك أن تهديني زهرة التوليب , فهي تعني التصريح بالحب ً . لذلك عندما أرادت أن تودعه قبل سنوات انتظارها الأربع ذات تشرين , قبيل الرحيل , أحضرت معها زهرة الليزانتس...ووردة . أرادت أن تلخص بهما اعترافها بالحب و الوفاء . أرادت أن تقول : ً حتى و أنت رجل الرحيل قهرا , سأظل وفية لحبك ً . هو أهداها زهرة الكاميليا الحمراء مصرحا أنها أجمل نساء العالم . هو الذي افتتحت على يديه قاموس الحب و زرعت أبجديات الشوق بقلبها زهرة زهرة , كيف تغيب الزهور في لقاء اليوم بينهما ؟ لم ترد أن تسرد عليه ما حصل في غيابه , و أي شوق خبأت له , و كيف صدت عنها الخطاب إيمانا بأنه وحده قدرها...أرادت فقط أن يعرف كيف أنها ظلت مخلصة لحبه...لا أكثر ....و لذا حملت معها زهرة وحدة : الهيدرانجيا .
    هو القادم نحوها مع امرأة تطوق ساعده مثلما يطوق خاتم الزواج أصبعها مسندة رأسها إليه في دلال و صوتها يعصف بالأحلام الوردية قائلة : ً أنا الأسعد بين النساء حتما , فلا امرأة مثلي تمتلك زوجا مثلك . أنا حقا أحبك ً .
    هي الواقفة أمامهما و قد سمعت كل شيء...
    هو الواقف ملتصقا بامرأة تزوجها , ما تراه يقول لامرأة أحبته و انتظرته...و حين جاء...شكر لها وفاءها بأن أغمد في صدرها نصل خيانته الذي تغلغل في قلبها ؟ ما يقول...؟
    - أنت ؟
    نظرت إلى زهرتها قليلا قبل أن يسيل الكحل من عينيها فيض دمع أسود . رمتها رضا كأنها ترمي بإخلاصها لرجل لا يعرف الوفاء ثم قالت :
    - آسفة . لقد أخطأت الزهرة من جديد .
    هكذا تغادر المطار إلى غير وجهة . لم يعد هناك شيء لتنتظره

    khalid 7/19/2008

    ReplyDelete
  19. إنها الزهرة الأصح
    7/19/2008

    حينما حملتُ زهرة الهيدرانجيا وأتيتْ.. عرفت أنني سأظل إلى أبد الآبدين وحيدة ... فهي الزهرة الوحيدة التي تغلغلت معانيها في عمق أعماقي طوال سنين رحيلك الثلاث.. لم أخطيء الزهرة هذه المرة, فقد علمت مسبقا وانا على طاولة وحدتي -دون أن أصارح نفسي بذلك- أنك لم تعد تتذكرني بنفس الحرقة المعتقة, ولم تعد لتسأل عني بشغف كما كنت تفعل دوما..
    كنت أمارس الانتظار بنكهة الوحدة اللذيذة .. أسامر ذكرياتي, وأغازل أحلامي التي لم تتبدد بعد.. لكن "الوحدة" فعلا كانت مؤنسي أثناء غيابك وأنيسي في سراديب التفاؤل والألم ..

    لقد علمتني طيلة السنوات التي خلت أن لا أسأل الأيام لماذا منعتني فرصة اكتشاف المزيد من معاني الزهور .. كنت بعيدا.. كنت أسأل طاولتي .. ووحدها زهرة الوحدة كانت تجيب: ... " هو لم يعد كما كان .. ولن يعود كما تريدينه أن يكون".

    إذا طال الانتظار وغلف اللحظات وابل الصمت المديد فاعلم ان الحب فيه مات وان القلب لم يعد يملك قدرة استشعار الآخر بنفس القدر الذي تستشعره انت..

    لأول مرة أشعر بأنني اخترت الزهرة الأصح.. في الوقت الأصح.. يغلبك اللاشعور أحيانا وينطق عقلك الباطن بردات فعل هي أقرب إلى الواقع من قربها إلى التخيل أوالخيال

    لم أخسر قدرتي على التعلم بمفدري بعد.. ولست أندم على ضياع رجل كدت أن ألتصق به لما تبقى من العمر وهو في صلب الحقيقة لا يمت بصلة لا إلى معاني الحب ولا إلى ملامح الوفاء..

    فخورة بزهرتي.. إنها اصدق من كل الأوهام

    ---
    سليم مكي سليم

    ReplyDelete
  20. هكذا يحدث فعلا و كما وصفت تماما, تدرك المرأة بحاستها التي لا تخطأ متى يبدأ الحب بالزوال

    شكرا لك

    ReplyDelete
  21. ان حدث وتعثرت بما يعبر عن اعجابي الكبير بكلماتك وردا ..فاهده قلمك عني

    زيادة عن معاني النص الانسانية..قيمته الفنية لاحدود لها

    تستحق عن جدارة لقب سيد التفاصيل

    ReplyDelete
  22. ما بين عطرك و الردى
    صلة التراب
    و صدرك الوطن المضمخ بالدماء


    شكرا جزيلا لكل هذا الإطراء
    ودمنا بحب...للأبد




    المخلص للوجع
    خالد
    khalidkhalid1984@hotmail.com 7/20/2008

    ReplyDelete
  23. أخي خالد
    الشكر لك
    عطرت حروفك مملكتي

    ReplyDelete
  24. صـــــورة

    هاهي ذي أمامه ينظر إليها دون أن يجد طريقة مثلى ليخبرها أنه مسافر وأنه ...قد لا يعود.الشعر القمحي القصير سيشتاقه ...العينان اللوزيتان الغجريتان العسليتان الواسعتان اتساع البحر سيشتاقهما ...الشفتان المخلوقتان كي تثيرا الزوابع داخله و هما تنطقان اسمه همسا سيشتاقهما...سيشتاق طلتها الآسرة و حضورها المميز داخل فساتين الموسولين المصممة كي تصير بها مليكة كل النساء...سيشتاق خجلها العفوي و تلعثمها كلما أفصح عن حبه أمامها...سيشتاق ارتباكة يدها داخل يده أثناء تصافحهما...سيشتاق حواراتهما التي أغلبها صمت

    ها هي ماثلة أمامه بوجهها المشرق مدلاة من جيدها الحليبي قلادة أهداها لها بغير مناسبة .كان وجودها في حياته مناسبة مثلى لأجمل الأشياء . قلادة على شكل قلب منقوش بداخلها بأحرف بارزة «أحبك أكثر » . يذكر جيدا دهشتها وفرحها الطفولي وهي تفتح العلبة الأنيقة وتأخذها منها .لم يقصد أن يبحث عن هدية باهضة الثمن ، كان الأهم عنده أن تكون هدية تجعله دائما إلى جوار قلبها
    يومها قالت

    هدية ؟ لي أنا ؟

    - أجل ، إنها هدية ، لكنها ليست لك . إنها لامرأة أحبها جدا ، اسمها...أنت
    - أيها المخادع ، سأغار عليك مني إذن . أنا أيضا أحبك أكثر و أكثر

    ارتدتها بقلب راقص على دقات الفرح . صارت هكذا مثالا لجمال مثلث الفتنة : القلادة الذهبية ، الشعر القمحي و الجيد الأبيض المثير

    - عديني ألا تنزعيها أبدا مهما حدث
    - أعدك أن تظل حيث أنت

    يحتار كلما تذكر هذا كيف سيقنعها برحيله ، كيف سيخبرها أنهما على وشك الفراق .لكن هذه المرة لم يعد ثمة وقت للتردد و لا للتأجيل ، إنه مسافر بعد أربعة أيام ، وهو وقت بالكاد يكفي للتمهيد حتى تستطيع احتمال الخبر

    مرر يده على البرواز الفضي للصورة و أعاد وضعها على المنضدة القريبة حيث ظلت هناك منذ أهدتها إليه قبل ستة أشهر . لنصف العام ظل ينظر إلى هذا الوجه القمري صباح مساء دون ملل و مثلث الفتنة فخ جاذبية ظل يسقط فيه رغم إشارات التحذير

    هكذا قرر المضي إليها ليخبرها كل شيء .
    حان الوقت

    khalid 7/26/2008

    ReplyDelete
  25. أيمكن؟

    أمام كل نص لك اصاب بصاعقة الدهشة
    أدهش اعجابا ..وأرفض التصديق
    فقد عشت عمري أؤمن ان احلام لن تتكرر مرتين
    وتصر انت على ان تثبت لي العكس كلما كتبت

    سأكرر ماقاله احدهم هنا
    سعيدة انا
    لاني اشهد ميلاد كاتب عظيم

    ReplyDelete
  26. والله...لست أدري
    ربماهي حقا لا تتكرر
    ربما تتشابه فقط
    شكرا لكلماتك

    ReplyDelete


  27. مؤكد أنك خالد...وخالد لا يكرر أحدا 7/27/2008
    -----------------------------------------------

    تلك النهايات دوما تصنع الفرح
    فرح الأوراق بنحيب الكلمات
    وتبكي الحروف مزغردة
    بعض من الحزن ينجب الرواية
    والكثير من الأسى يجعلها ناجحة

    قد لا أوافق السيدة أحلام
    أنت فعلا كاتب رائع
    لكنك لا تكرر أحدا
    ولا تشبه احدا.. ولن يشبهك أحد
    أنت خالد
    وكفى

    أحلم بأن أقرأ يوما تتمة ما تسكبه من دماءك على بياض مذكراتك.. مصقولا بروحك.. مطبوعا باسمك.. حيث سنتلهف كلما زرنا معرض كتاب إلى رؤيا توقيعك مبتسما على غلاف جميل
    جمال حروفك التي نقرأها الآن بامتنان وحب

    أتمنى لك النجاح ...
    كثير من الخواطر الضائعة تليق أن تصبح مشروعا لأروع رواية

    أكتب
    هكذا قالت أحلام: لمثل هذا خلقت الروايات

    ReplyDelete
  28. 'DC*'() EECF)
    'D#/( 59(
    4C1' 9DI G>J 'DCDE'* 'D#FJB) %FG' '-*A'! (E' #C*G H B/ D' #3*-BG

    ReplyDelete
  29. فهمتك صدق
    ...................

    ReplyDelete
  30. طبعا هو خالد ..وقطعا احلام مدرسة
    7/28/2008

    أسفة حقا ان جعلت البعض يفهم اني قلت انك نسخة مكررة عن أحلام
    فانا لم اقصد هذا ابدا..وانما قصدت ان انبهاري واعجابي هو الذي يتكرر

    ثم ..وعذرا اخ سليم
    أحلام اكبر من تكون كاتبة وفقط ..انها مدرسة
    ولا عيب في أن يكتب احدهم على طريقتها
    هذا ان وجد من يستطيع اصلا
    لانه ليس في المتناول طبعا


    اظنني تجاوزت حدودي أخ خالد وسمحت لنفسي ان اتحدث عنك بدون اذن
    ولذا فسأختم بكلمة "أسفة " ايضا

    ReplyDelete

  31. أحلام ... لن تتكرر يا خالد 7/28/2008
    --------------------------------------

    كثيرا ما اكتشف أنني أقرأ الجمل منقوصة المعنى
    هكذا كتبتِ وهكذا قرأتُها سيدتي:

    فقد عشت عمري أؤمن ان احلام لن تتكرر مرتين
    وتصر انت على ان تثبت لي العكس كلما كتبت
    ...

    لمست في المعنى وكانه -خالد- يكررها..وهذا الذي اكتشفته أنتِ -كقارئة- مع كل صعقة جديدة
    أتقبل قراءتك بتفتح
    لكن هذا لا يمنع من اظل مصرا على أن كل كاتب حقيقي -وأؤكد حقيقي- يكتب نفسه ويصوغ وجدانه بأسلوبه المتحرر المستقل مما يكفل له الخروج في نهاية مشواره مع الكلمات بمدرسته الخاصة

    السيدة أحلام "مدرسة" حقا.. تمثلها هي وفقط , طلبتها هم قراءها, مقرراتها هي كتاباتها ورواياتها, سمعتها هي رسالتها الفكرية والروحية, أما أن يولد من جيل الكتاب الجدد من يقلدونها في الصياغة او من يأخذون عنها مسار البوح والسرد والرسم شيء لا أراه مشرفا لا للأدب ولا لمدرستها الجميلة..
    لا أعرف أحدا من خريجي مدرسة نزار قباني ولا سهيل ادريس ولا جبران ولا الرافعي ولا حتى محمود درويش أو غسان كنفاني.. لكل منهم مدرسته الخاصة لكن أحدا منهم لم يخرج كاتبا جديدا يحمل بصمته الكاملة أو حتى يكمل ما بدأه ولم يكتمل...

    لا أريد الخوض في فلسفة المدارس الأدبية فهي ليست من اختصاصي ..لكن أؤكد حسب فهمي أن المدرسة -بعيدا عن المدارس الفنية أو الايديولوجية الكبرى- هي مدرسة في الأسلوب وحنكة في الصياغة وهي ملكة ربانية مغروسة في جينات الكاتب لوحده وأبدا لا تصدر ولا تورث... لن يحدث لأسلوب أن يستنسخ وان حدث فهو من صنيع السرقة أو المحاكاة أو التثليد وب لن يعتبر البتة ابداعا ولن يقدم جديدا...

    وحتى تبقى "مدرسة أحلام" فريدة من نوعها برأيي لا يجب أن يتمكن من تقليدها أحد لأنها لم تقلد أي أحد رغم كل ما قيل عنها في بدايات ابداعها.. وألا يحاول مغازلتها بالمحاكاة أحد...
    على الكاتب الذي يتأثر بمدرستها وفلسفتها في الكتابة ان يبدا من حيث توقفت هي أو ان ينطلق من حيث هي وصلت ولم تستطع أن تتقدم.. مؤكد ان المبدعة الفريدة نجحت..لكنها أيضا تعثرت في كثير من محطاتها ..أحيانا بسبب غيرة البعض أو بسبب حقد البعض الآخر.. بسبب ظروفها الحياتية الخاصة, بسبب غربتها, بسبب الكثير من العوامل الاخرى التي جعلت عطاءها الكبير محصورا في أذهان الكل بثلاث روايات عملاقة تكفيها في الواقع للحصول على المجد وخلود الاسم المبدع... لكن مدرسة احلام برأيي لم تكتمل ذروة عطاءاتها بعد لتنجب كُتابا بحجمها وعمقها..
    ننتظر "الأسود يليق بك".. أشعر بانها ستكون أكثر تميزا من توائمها الثلاثة... أشعر أيضا بأنها ستضيف الجديد إلى مدرسة احلام.. تمنيت لو سحرت بحروفها بالقدر الكافي لأفتح احدى رواياتها مجددا فاقرأها عشرة مرات اخرى... مؤكد انني هذه المرة سأقرأ المولود الجديد عدة مرات لسبب واحد
    أنني أحب الأسود فعلا كأجمل لون اختاره غالبا لملابسي لأثاثي لاكسسواراتي لخلفيات لوحاتي...
    ..

    لم أحب أحلام لأنها جزائرية.. ولا لأنها أصبحت اسما على علم ولا لأني انبهرت بما قرأته لها, فقد انبهرت قبلها بالكثيرين.. أحببتها لأنها امراة قوية فعلا, فرضت جودة ذاتها في سوق الغيلان.. لا أعرفها لكنني قرات عنها الكثير, واكتشفت من سيرتها كم عانت لتصل إلى ما وصلت إليه. وما كانت لتصل لو لم تكن نقية الباطن ..بيضاء السريرة.. مليئة بالحب.. للقلب العربي..بالغيرة على البيت العربي.. معبِئة للروح العربية..بالأصالة العربية
    صدقا أتشرف بان أرش على صفحات منتداها -بعضا من زخات قلمي الصغير- وأن أتمنى أن يرتقي منتداها إلى الريادة الحقيقية التي تمكنها فعلا من انشاء مدرسة تربي وتنمي الذوق وتكتشف الملكات الأدبية الخلاقة والتي حتما تشرف رسالتها كواحدة من أرقى وأنبل المثقفات العربيات اللواتي يصنعن المجتمع ويحفظن نبالة الغد لأجياله القادمة..

    مم لا شك فيه أن أحلام لا تكتب لنفسها بقدر ما تكتب للغير...

    برغم كل نقائص هذا المنتدى أشعر برغبة جميلة في أن ان أبقى منتميا إليه
    ---

    طبعا ما أكتبه ليس لمجرد القراءة, قد أخطيء كثيرا في بعض رؤاي وأملي أن نتواصل لنكتشف الجمال فيما ما نحمله بأعماقنا أو نمحو القبح الذي نسهو عنه في بعض خلجات أفكارنا...
    ربما لن تستطيع السيدة أحلام أن تشارك مع أقلام متواضعة كالتي تحن إلى منتداها اليوم لكنها مؤكد تقرأ لنا وتقرأنا.. لذلك أحب دوما أن نشعر السيدة أحلام بأننا هنا لأجلها فهي هنا لأجل ما نحبه جميعا.. لأجل الكتابة.. لأجل الحرف..

    حاولت قدر المستطاع استفزاز قلمك يا خالد
    أتمنى أن تكتب فتناقش أفكارا تحوم حول خواطرك.. لا تكن ممن يرمون بأوراقهم ويرحلون.. فلنتعلم الاجتماع حول أوراقنا نناقشها فتناقشنا
    فنكبر وننضج ونبدع أكثر

    سليم...

    ReplyDelete
  32. ارغب في اعادة قولها"شكرا لانك تكتب بهذا الحس المرهف""

    ReplyDelete
  33. شكرا لكم أصدقائي جميعا
    لم أتوقع يوما أن أصير أو تصير كتاباتي موضع نقاش
    ربما كنت أكتب ، لكنني أبعد ما أكون عن الأدب
    لا داع لأي اعتذار منك أو من أي أحد آخر
    من حقك الحديث عني ، فأنا صاحب النص
    شكرا

    khalidkhalid1984@hotmail.com

    ReplyDelete
  34. تواضعك يزيد كلماتك جمالا

    وهأنت تطبق مقولاتها أيضا من دون أن تدري
    "صمت الكاتب بعد كل نص ( هي قالت كتاب) جزء من ابداعه

    كل كتابة لابد أن تؤدي الى الصمت
    "

    تواضعك يزيد كلماتك جمالا

    ahleme_toujours@hotmail.com 7/29/2008

    ReplyDelete
  35. أضنني بدأت أهلوس
    ليلة بطلك الوهمي التي أمضاها بعنين مفتوحتين
    جعلتني أمضي اكثر من ساعة اعيد قراءة نصك
    ولكن بعنين مبهورتين هذه المرة

    و تمعنا في سحر كلمات ليست كباقي الكلمات
    باحثة عن سر ذلك التفصيل الصغير
    الذي يرفع من قدر ماتكتبان
    أقع على اكتشاف أذهلني
    فلربما
    يكمن السر في أنكما لم تكتبا شيئا في حقيقة الامر
    مافعلتماه حقا.. هو التعثر عن دون قصد بتلك الكلمات التي كانت في مكان ما منذ الازل
    في انتظار قلم يترجمها حبرا على ورق


    اضنني بدأت أهلوس ..
    فلم اصحى بعد من تخذير كلماتك التي قرأتها لتوي

    7/29/2008

    ReplyDelete

  36. سلامتك من الهلوسة 7/30/2008
    ------------------------------

    أخي خالد:
    هنيئا لكَ إعجابا بحجم اسم ملكة الرواية.. السيدة أحلام
    حتى بات ابداعك في عيون -أحلام إلى الأبد- لصيقا بروعة عطاءها يا خالد
    فهي التي تحفظ عن ظهر قلب كل ما قالته "أحلام الجميلة" وكل ما لم تقله

    لقد قالت:
    تمعنا في سحر كلمات ليست كباقي الكلمات
    باحثة عن سر ذلك التفصيل الصغير
    الذي يرفع من قدر ماتكتبان

    ثم اكتشفت ما يلي:
    يكمن السر في أنكما لم تكتبا شيئا في حقيقة الامر
    مافعلتماه حقا.. هو التعثر عن دون قصد بتلك الكلمات التي كانت في مكان ما منذ الازل
    في انتظار قلم يترجمها حبرا على ورق


    ...
    ...
    فمجددا هنيئا لك
    لقد صرت يا خالد رفقة "أحلام" كاتبان بقلم واحد ينفث حبره من ذات المدواة.. على صفحة واحدة
    ومم لا شك فيه أنك مبهر رغم تواضعك الكبير

    تلك قراءتي المتأنية لهلوستك الجميلة سيدتي
    لا أستسيغ أي قراءة أخرى لم تكتبين حتى لو تيقنت انني كنت مخطئا
    لست أدري لمَ يستهويني مطاردك لحروفه
    أحببت كثيرا صعقة حبك لنثره الجميل
    أوحى لي ذلك بالكثير
    ما أروع حبنا للكتابة

    أجج الحرف في ضميري رغبة كبرى في الكتابة
    لكنني لم أكتب
    ولن أكتب
    سأكتفي بما كتبتُه فيما مضى
    سأستمتع بما تكتبون

    وأجدد
    هنيئا لك معجبيك وأنا منهم يا خالد
    هنيئا لك تواضعك
    سلامتك من الهلوسة سيدتي
    يسعدني حقا أن أقرأ لك بقدر فرحتي بقراءتي للكل

    دمتم بخير

    ReplyDelete
  37. Anonymous4/3/09 00:01

    أرق

    هاهي ليلة أخرى سيمضيها بعينين مفتوحتين

    هو هذا الرجل المنذور للأرق ، أيام مضت لم ينم خلالها كما يفعل الآخرون . صار يكره الليل الذي يزحف نحوه مطبقا بسواده على الدنيا فينام كل من عليها ويبقى هو

    يعد المنبه على الساعة السابعة صباحا وقد آوى إلى فراشه عند العاشرة. يندس تحت الأغطية و يأخذ كتابا يقرأ فيه لنصف الساعة و قد قرر منذ البدء أن يطفئ الضوء عند العاشرة و النصف كموعد ثابت دوما

    اختار أن ينام هنا بالغرفة المجاورة و أن يترك لزوجته الحامل غرفتهما كي تستريح.كانت في شهرها التاسع و ربما في أيام الحمل الأخيرة, و كان القلق حولها و حول الجنين يأكله و يمنع النوم عنه

    منتصف الليل

    يفكر في طفولته و في تلك الحواري التي لطالما ركض بها صبيا يلهو مع أبناء الجيران.لا زالت تفاصيل البيت القديم عالقة بذهنه كأنه ما زال ساكنا به

    الواحدة صباحا

    يفكر في مراهقته : حبه الأول الذي كان يسكن في بيت رائع بالشارع الخلفي...سيجارته الأولى ... المرة الأولى التي يقضي فيها ليلة مع أصدقائه خارج البيت ... وتوبيخ أبيه الذي دام بعدها أسبوعا كاملا

    الثانية صباحا

    يفكر في دراسته الجامعية التي اجتهد فيها كثيرا ، وفي نبوغه الذي أشاد به أساتذته ، وكذا في مقالاته الأولى على سبورة الجامعة والتي كانت تثير الجدل تارة عن اعجاب وأخرى عن حسد

    الثالثة صباحا

    يفكر بوظيفته كاتبا صحفيا ... براتبه الأول الذي أنفقه على حاجيات أهله وهدايا كثيرة لمعارفه ... وعلى قميصين وربطتي عنق ونظارة شمسية وحذاء ... لا ... الحذاء كان من راتبه الثاني

    الرابعة صباحا

    يفكر في يوم تعرفه بزوجته : عندما رآها مع زميلته في العمل يتناولان طعام الغذاء بمطعم مجاور لمقر الجريدة ، كان مارا كي ... ماعاد يذكر ... فقد نسي كل شيء وهي تستدير بعينيها نحوه و تبتسم.لحظتها أدركا أن الحب أوقع بهما معا و أن كلا منهما قدر الآخر

    الخامسة صباحا

    يفكر في تصميم منزلهما الذي أعده مهندس معماري قبل أزيد من عامين دون أن يرى النور من درج المكتب.كان راتبه بالكاد يكفيهما كي يعيشا في مستوى معقول خاصة و أن الأسعار مستمرة في ارتفاع جنوني

    السادسة صباحا

    ما زالت عيناه مفتوحتين و ها هو على بعد ساعة من جرس سيدق ليعلن مرور ليلة أرق أخرى وسط الظلام
    يفكر في أسماء لهذا الذي سيولد :إن كان ذكرا سيكون اسمه ميلاد أو أدهم,و إن كانت أنثى سيسميها أماني أو حنين

    السابعة صباحا

    جرس الهاتف يدق
    يسكته و يحاول أن يركز:إنه قي غرفة نومهما,و هاهي زوجته قربه ترضع التوأمين
    لقد أمضى ليلة أخرى نائما يحلم أنه لا ينام

    إنه الكابوس نفسه مرة أخرى
    ...



    خالد - المخلص للوجع
    khalidkhalid1984@hotmail.com
    7/29/2008

    ReplyDelete
  38. الكتابة قفزة في الظلام


    ما أكثر المتناقضات في عالم الكتابة
    تصدق الشيء فقط لتكتبه
    ثم تكتبه كاذبا ليصدقه الجميع أثناء القراءة
    حتى وان ارتأى أن يكذبه بعدها
    الحلم يصبح حقيقة وتستحيل الحقيقة بعده إلى مثاليات
    تجعل من الأرق حياة كاملة وتجعل الحياة برمتها جرعة نوم
    تركد في النهار وتقفز في باحة الليل
    يصيبك العمى في غمرة الشمس وتبصر جيدا في الظلام

    هذه المرة أنا الذي أصابتني الصعقة
    ربما تأثرت بحديث السيدة أحلام-ثوجور عنك
    وكدت أصدق أنها تكررت فيك
    سأقرأ قريبا آخر رواية لأحلام, أخشى أن تكتشف غدا أنها تكررك أنت


    سلامي
    سليم

    ReplyDelete
  39. Anonymous4/3/09 00:06

    هل حضرت فيلم يدعى الحاسة السادسة؟

    عندما تذهلك نهاية ما وتجعلك مشدوها للحظات لا تعرف كيف أخذت على حين غرة

    لست مقتنعة بانك مجرد هاوي
    ذكرتني بصديقي شوقي
    عندما قرأت له قلت أنه من المستحيل أن يكون كاتب هذه الأبيات هاوي شعر
    وبالفعل، لم يكن شوقي مجرد هاوي
    كان شاعرا محترفا

    ان لم تكن كذلك فاتمنى أن تصبح كذلك قريبا جدا


    شكرا لك

    امتعتنا
    samar le 7/30/2008
    samaralnouri@hotmail.com

    ReplyDelete
  40. Anonymous4/3/09 00:09

    شكرا لكم أصدقائي جميعا
    كت أصدق أنني أكتب ، لولا يقيني أنني إنما أمارس الكتابة
    شكرا لهذي الثقة
    و دمتم...بحب





    المخلص للوجع
    خالد

    ReplyDelete
  41. Anonymous4/3/09 00:29

    حضورك يثير في الرغبة لكل الممنوعات
    لكل المحرمات والخطايا

    ما هذا الشبه في وجهك لكل الأطفال في العالم
    لأجمل الأطفال في العالم

    ما هذه الرقة التي تشبه النساء
    أجمل النساء

    وما هذه الرجولة التي فيها أهدأ الرجال
    أصخب الرجال في العالم


    ما هذا الحضور!
    أربكتني ...
    حضورك خطير , فاذهب , منعا للكوارث

    tagreed alahmad- nazareth le 7/31/2008
    tagreed_alahmad@yahoo.com

    ReplyDelete
  42. Anonymous4/3/09 00:29

    أمامك بياض شاسع يصلح لتلطيخه بالحبر
    فلماذا لا تفعلين ؟
    جميل...على قلته

    ReplyDelete