مبحر على عتبات الحرف

أحلامكم تلك... تفوح منها رائحة الوداع


تتفتق القلوب في جوف المحبة, وتفيض أغانيها وأمانيها.. تغزو تويجاتها أركان الصدر, تبرعم الابتسامات في مآقيها.. وتشرق الحياة ... تتسلق الروح أدراج السماء, تقبل الفرح بين السحاب ... تطير من السعادة.. تنتعش... ثم فجأة ....
تهوي على الأرض
لماذا يموت الحب؟ ... لماذا يشح سيل المطر وتذبل جذور العطاء... لماذا يشيخ الحنين, ويطالب الشوق بالإستقالة؟
هل استقال الحب من مهنة العناق الأزلي لتلك القلوب... هل ضاعت الأمانة؟
متى نستفيق صباح على رؤيا ابتسامة .. تعيد إلى وجهنا المكفهر لمعان السعادة؟

كنت أحب أن أكتب وأكتب ... أحيانا أتوق إلى زرع الحدائق البيضاء بحروفي الملونة ... قلت ربما ههنا يطيب المقام, بين هذه الحروف الفنانة ... كتبت حرفا وحرفين, شققت سطرا وسطرين, التفت إلى الوراء, فلم أجد الطيور تأكل ما بذرت, ولا الأرض تحضن ما زرعت, ولا قلبي يحن إلى هذه التربة الجافة, عصية على قلبي وحشة المكان ... لم أرى الوجوه الباسمة, لا يوجد إشارات مرور, ولا صالات استقبال, ولا مفترق طرق ولا حتى شبه طرق ...
في أي زمن نحيا نحن ... في أي مكان ... لقد شبهت لي هذه الجنة الشعرية بحقل قمح قد اصفر, أعطت سنابله كل ما أوتيت من حب المحبة وطلع الفرحة والوحدان, ثم فجأة .... شاخ الكل
تعودنا كل صيف ودعناه أن يخلف بعضا من البذر يصلح للحفاظ على خضرة الحقل في الصيف القادم ... ليغوي الزراع كي يعودوا إليه كي يغرسوا من جديد سنابل الحياة وغصون البسمة ... كم عمر هذا المكان؟ ... سنة .. سنتين ... قرن .. جيل أو جيلين ... أين البسمة؟ ... أين الفرح؟ ... أين الدفء.. أين التطهير والتعقيم والتزيين والنظافة؟ ... ألم يعد لهذا المكان صاحب؟ ألم تعد لهذه الحروف قضية يستحق أن نرعاها ونحميها ونمنح لها المزيد الجمال, الكثير من المساحة ... في قلوبنا .. قلوبنا التي لها نكتب ولها نحب ولها نعيش ....

منتدى صغير .. لحروف أكبر منه ... وصدر ضيق لقلوب لا تسعها السماء
قد نبدأ صغارا , لكننا نكبر, فنحتاج إلى بيوت أجمل وأطيب وأوسع ...
قد نبدأ المشوار دوما بإمكانيات بسيطة لكننا بالأحلام نكبر وليس عيبا أن نطمع, في أن نكلف أنفسنا مزيدا من العطاء لمزيد من الامتنان لهذه القلوب التي تحبنا أكثر وتكدس على قلوبها حروفنا الكبيرة وعلى رفوفها أفكارنا الأوسع ... أهذا نصيب العاشقين من فرص الحب,

لست أنا من يقول لكم كيف ينبغي أن يكون منتدى أحلام, بل بيت أحلام, ولست أنا من أحدثكم عن مقتضيات الصورة وتجميل الصورة وتحسين الخدمات في عصر الأقمار الصناعية وألواح التحكم عن بعد ... يؤسفني أن أبحث عن صفحة كتبت فيها ردا لي لأرد على من أحس فعلا بأنه رد عليه .. فلا أجده, لا أجد اسمي .. لا أجد حروفي .. وتضيع روحي إن استمر البوح عشوائيا في هكذا مكان ... أحب أن أبقى .. أشعر ببعض السكينة .. وبأن الحقل المصفر قد يخضر يوما ... لكن .. لم يبادر يوما ضيوفك الأكارم بتلطيف الجو واستقبال الضيوف ونفض الغبار وترتيب الخزائن وتغيير الستائر وكتابة الأسماء بالعربية على أبواب الغرف لأنه للأسف لا يزور المنتدى أجانب .. عفوا أقصد فرنسيين...
إذا كانت هذه صورة أروع قلم يهدي للجزائر نجاحه وفرح قلوب العرب جميعا بروحه, فكيف ستكون صورة الجزائر الشاااااااااااااااااااسعة بجيالها وغاباتها وبحرها وصحراءها... أعرف أن القسنطينيين كما الجزائريين كلهم ذواقون جدا, و يهتمون أكثر بالأناقة والشياكة والنظام واللوكس والرشاقة... لم أشم رائحة العصرنة ههنا ولا رائحة العراقة, الصفحات مشتتة والأسماء متفرقة, وأحلامكم التي تلفون حول فلكها الكبير وقلبها الأكبر تفوح منها رائحة الوداع ...لا أقصد إلزامها بالحضور الدائم ههنا أو مطالبتها بالرد على كل حرف ..لا أحد يستطيع.. لكنني أقصد على الأقل ترقية هذا الفضاء ليكون أرحب وألطف وأوضح وأريح وأحن... ألا تستطيع السيدة أحلام أن تتكفل بهذا؟؟؟... أوليست ملزمة بتنشيط حركة الكتابة لأن لها من القراء والمحبين ما ليس لغيرها من عمالقة الأدب...

أعذروني على القسوة.... هي الغيرة على هذا المكان الذي أؤمن بجمال كل اسم يحن إليه ويحرص على البقاء فيه ويؤمن بأن صاحبة المكان ليست بهذه الصورة... بل هي أجمل من ذلك بكثير .. بكثير ..بكثير .. ولذلك لا يزال الكثيرون يحلقون بأرواحهم ههنا ... إنهم يتقبلون بقلبهم الكبير هذه البساطة في تصميم المنتدى وميكانيزمات عمله, ربما قلوبهم أكبر من قلبي الصغير ... والمتطلب جدا .. جدا... إنها أحلام .. إنها صورة الجزائر .. إنها روح الأدب الحديث..
لم أجد بعد في فضاء النت العربي ما يشبع نهمي لهذا الفن, أذواقنا أرقى, ثقافتنا أشهى, تراثنا سخي, فلماذا تبقى مواقعنا أبشع المواقع, وقنواتنا التلفزيونية أتفه القنوات, وفضاءات تواصلنا بهذه الصورة المرتبكة... بم يزيد الغرب عنا يا ترى ألهم أربعة عيون بالرأس, وخمسة آذان وعشرة ألسنة, لماذا يجملون أنماط حياتهم في كل ركن و في كل شبر بما يريح العيون والقلوب والوجدان, وبما يسهل الحركة والحياة بشكل عام, لا بد أن نحمل أنفسنا المسؤولية, لنكون على الأقل في نظر أنفسنا ونظر من أحبونا وسيحبوننا في المستوى, أعذروني إن بالغت ... لكنها أمتي وثقافتي وحياتي أيضا بينكم ...
أفلا تستحق كل هذه الغيرة ... وبعض الغضب ...

----------
سليم مكي سليم
نشر بمنتديات أحلام مستغانمي -
5/22/2008

7 comments:

  1. Anonymous22/6/08 13:32

    هناك معزوفة لعمر خيرت ؛ الموسيقار الشهير

    تحت عنوان
    الحب أيضا يموت

    ReplyDelete
  2. هناك معزوفات أخرى لموسيقيين أكثر شهرة .. تعنون روحها بالحب الخالد .. بالحب الذي لا يموت .. بالحب الأبدي
    كنت قد أحببت موسيقى عمر خيرت من خلال مقدمة البرنامج الإذاعي .. الجميل .. ( سيني راما ) من محطة قسنطينة الجهوية .. بالأخص مقطوعة ليلة القبض على فاطمة
    كان مغريا ً وكان صوت المذيع مريحا ً جدا ً وكانت روحه مريحة أكثر أصبحت أحب ذلك البرنامج لعطائه .. ومات المذيع رحمه الله .. لكن برنامجه .. وذكائه في إختار ما يجذب المستمعين لم يمت ...
    لا يموت الحب دوما أخت نجمة .. وليس كل حب نابض بالحياة معرض للموت ... وليس كل حب (( حبا ً )) بالضرورة .... الفكرة وصلت
    ... سلام

    5/24/2008 منتديات احلام مستغانمي

    ReplyDelete
  3. Anonymous22/6/08 13:37

    اعتذر منكم على تكرار تعليقاتي وذلك ربما عائد لخلل ما في جهاز الكمبيوتر عندي
    ميرفت

    ReplyDelete
  4. لم تسيئي لأحد
    وحاسوبك معصوم من الجريمة
    هي مؤكد هلوسة هذا الموقع المضطرب
    اضطراب خارطته ودروبه وعناوينه وردوده

    صدقا لا بد من اعادة هيكلة المنتدى والشبكة ككل.. لا بد من اعادة تهيئته
    ليكون حقا بمستوى روح واسم وتميز السيدة الجميلة "أحلام مستغانمي" تلك التي كتبتُ باسم روحها ذات يوم "أحلامكم تلك, يفوح منها عطر الوداع"... ثم استبدلت كلمة عطر بكلمة رائحة.. لأن رائحة الوداع مقززة بعض الشيء...
    تقبلوني بجراتي

    سيدة أحلام.. انتبهي لضيوفك.. قد يتيهون في معترك هذه الأسماء...
    لا أحد هنا يرغب في الرحيل بعد أن ذاق من سحر هذه الكأس.. لست أدعو إلى موائد الترف ولا المجون ولا البذخ.. لكن الجميع مؤكد يحلم كثيرا بأن يتعطر الجو,وينفض الغبار, ويعاد طلاء الجدراء وتلمع الأروقة و و...
    نريد أن نرتاح في الصالون حينما يزور بعضنا البعض...
    ربما أنا أخركم حضورا هنا, لكنني أشعر بأنني أكثركم تطلبا.. فلم لا نبتسم من جديد؟ ونمنح المكان بعضا من الفرح؟

    مجرد أسئلة... متى تنتهي الأسئلة؟
    سليم
    6/1/2008

    ReplyDelete
  5. Anonymous22/6/08 13:39

    كلامك به شييء من الصحة


    ولو أنني أدرس تصميم مواقع الانترنت

    لفعلت ما يليق السيدة أحلام


    ناي
    حزن القصب

    ReplyDelete
  6. أحلام, مبدعة تستطيع فعل الكثير

    le 6/2/2008

    لا أعتقد أن المشكلة في المصمم أو التصميم
    فالمبدعون العرب كثر والمصممون البارعون في كل مكان
    يؤلمني أن يكون موقع مغنية أو راقصة أجمل وأجود من موقع أديبة بحجم الأدب الحديث

    السيدة أحلام تستطيع إنتاج وإنجاز أعمال سنمائية وتلفزيونية ضخمة وهي ليست بمخرجة
    وتستطيع تطوير شبكة فنية متكاملة وهي ليست بصممة
    تستطيع نشر آلاف الكتب وهي ليست بآلة راقنة

    كيف تعجز عن اعطاء هذا الحيز المهم من عالمها الرحب بعضا من عزمها وذوقها الفني ولمستها الذكية
    لا يحتاج الأمر إلى كل هذا التقديم

    كل ما يحتاجه من السيدة احلام, مجرد وقفة والتفاتة قوية... وأمر
    أكبر دور التصميم من المشرق إلى المغرب تتشرف بأن يكون هذا الفضاء من إنتاجها.. فقط ينتظرون من "أحلام" أن تبدأ في الحلم..

    تحياتي أخت ناي

    ReplyDelete
  7. Anonymous22/6/08 13:43

    أما أنا فأعتذر
    le 6/3/2008

    انا اعتذر لكم
    لاني استطيع ولكني لا املك الوقت
    واول من اعتذر لها هي احلام

    ahleme_toujours@hotmail.com

    ReplyDelete