مبحر على عتبات الحرف

رحل درويش ... وبقيت غزة ... وستظل

.
.
.

انشغلت أحلام مستغانمي بالأسود الذي يليق بكم أيها العرب, وانتحرت قصائد نزار على جدائل امرأة لم يجدها بعد, واستقال محمود درويش من الحياة قبل أن يستقيل من العروبة كلها فهو لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يكتب قصيدة يعزي فيها حماس من خذلان جل الأنظمة العربية لها على اعتبار أنها وضعت غزة في ورطة والحقيقة أنها وضعتهم هم في ورطة, تلك حماس المقاومة وغزة كلها حماس, لأن حماس كلها مقاومة...
امتزجت الحروف الصاخبة بكريات الدم المهدور, فتخضبت الجوارح واحتضر الكلام وما عدت كغيري – ممن لا يؤلمهم الموت- انتظر أحدا ليكتب لي بدلا عني كقاريء جريح كان ينتشي حينما يكتب هؤلاء للوطن, وكان الغضب في أوداجي يصفر منتحرا لينطفيء كرغوة تحت الماء لأن هناك منهم قلبا شفيفا إذا قال جملة فستحذف كل ما قيل قبلها من جمل أو ما سيقال .. لم يعد يا غزة اليوم يبكيك القلمُ.. كانت هذه الجمل فيما مضى مسموعة جدا, مهضومة جدا ويصل مداها لوأد الألم.. لكن اليوم لا يصيب القلب إن رمى ذاك القلم... بارد كل شيء... أنت منذ الآن غيرك.. غيرك يا قلم...

لن أقول انتهى كل شيء... إن هي إلا بدايات تلك التي نراها نهاياتنا, والألم الذي يصنع المرارة يصنع أيضا رغبة أكبر في المقاومة وفي الأمل... وينبت من تحت حرائق القهر الذي نشعر به مع كل صورة جديدة بثورة بركان, يفيض كل ثانية يوما ليغرق كل الأرض في الإنتظار, انتظار النصر, وكم أغبياء أولئك الساسة, حين يعتقدون أننا غثاء للأبد غثاء... مزابل التاريخ تنتظر.. كثيرا من الأجساد العفنة وأكره الأسماء إلى قلوب البشر, قلوب تصنع قرار الحرب وتتاجر بالسلام وتأكل الخبز أيضا مع الجرذان مقابل صفقة عمر لتحكم رقابا جديدة ستشنقها الرقاب بسخطها ذات يوم, أغبياء أولئك الذين يتفاوضون بأسمائنا ويشكلون الحكومات والسفارات وهم لا يعرفون بعد أن كل شعوب العالم لم تعد تعترف بالحدود ولا بالتأشيرات.. وأنها استقالت من السياسة ولم تعد تثق بأحدهم ولم تعد تنتظر منهم شيء... أي شيء

أفرحينا هذا الصباح يا غزة
ففي صوت شعبك والصمود
نصمد نحن
إياكي أن تسقطي ليس لكيلا نسقط أمام إسرائيل فقد أسقطنا أهلونا من زمن
لا تسقطي يا غزة كي لا يشمت فينا هؤلاء الحاكمين بغير إرادة الشعب وبغير صوت الله
لك الله يا غزة ونحن لنا أنت
قلوبنا عندك فصوني قلوبك وقلوبنا
نعلم انه ثقيل ذاك الحمل
لكنك غزة
أرض الرباط وبك نثق

سليم مكي سليم

09/10/2008





دمـاء علـى كـوفـيـتـي

.
.
.

تتجمد الدماء على كوفيتي
ويمتص الثرى آخر ما تبقى من أنفاسي
كومة الركام المقصوف ترقص فوق جسدي
وتصيح أصابعي التي قطعت عن ذراعها
أن يا يدي عودي إلي
دموع أمي التي تاهت بين الحطام تفتش عني
يستحيل أن تضمني أشلاء تمزقت بين دمعي وبين دمي
أولا يكفيك أمي ما تشتت من هذه الأرض

ستون طنا من عناقيد حبهم وقعت علي
هل ترين كم يحبون القتل يا أماه
دمروا محفظتي وحافلة الطلاب وقاعات الدرس
وستون طائرة بصقت على شارعي المحتل
أذكر يا أمي أنني كنت أموت مع كل قنبلة مرة
وأفتقدك مع كل صرخة مرات
وكانت غيداء الرقيقة بنت الجيران
تزحف إلى حيث علقت أنا
لتصرخ لآخر مرة
على بشاعة لوحتي الحمراء
وتقول لي قبل أن تموت على أشلاء أصابعي
ليتكَ كنت كبيرا بما فيه الكفاية يا ابن الجيران
لتستضيف الشهادة قلبك رمزا بين فلول المقاومين
صقرا يخيف الطائرات
ويرهب العدو.. ويقصم ظهره بدلا من صعقة دبابة
بشجة سكين
عدونا مسكين
لأنك يا ابن جاري الصغير
هدف كبير
لطائرة تخاف الهبوط على الأرض كي تحارب
فتقصف وتهرب.. وتقصف وتهرب..
لنُضرب بصمت ونموت بصمت
وتقاوم دمعاتنا الكبرى وجع الموت
وتذوب شهية في بقايا دماءنا الغزيرة.. تسترق الصبر من الأجل
تتسرب عبر ذكريات الجرح
جرح الوطن الكبير... جرح الارض
ونمتزج بالأرض .. ثم نطير
كي لا تتعذب أمهاتنا
حين لا تتحمل رؤيانا جسدا صريعا لطفل كبير
هشمته مدافعهم البعيدة عن قسوة الذخائر
وهي تطحن بفظاعة أنين الأمهات
وألما صامدا لطفلها الصغير
وقد شيعه الصمت شهيدا تحت هذا الردم.

وداعا أمي...
أنا لم أمت
فكل ما فعلته هذه الطائرات
هو ان دفعتني لأضم جسدك الندي
في الطابق السفلي
لبيتنا المزلزل
بالقصف تلو القصف
في صدرنا المهلهل .. المنهك و الأعزل
وأذووووووووووووب
أذوب في التراب
تعبتُ يا أمي
أعدوا المشرحة
وملت الجراح
وولت الجرافة
وخافت الدبابة والطائرة والمذبحة
وقذيفة أخرى... وأصل إليك
تعانقيني جسدا بلا أصابع
دما بلا صياح
ونكتب الوطن بالصبر يا أمي
إياكِ أن تبكي
فكلنا وطن .. لأجله نضحي ... وموتنا مباح

.
.
.

سليم مكي سليم

وداعا غــزة.... انتهت المأساة

اليوم فقط تخلصت مما اعتلى يدي من تخدير... واستعادت عيوني عافيتها من عمى الألوان ... لأستطيع الكتابة عن غزة وقد بدأ الكل عنها ينشغلون... ولَى العشاق لنظم ما أجلوه من بيوت الغزل.. وعادت المطربات إلى مهنة الرقص المتين واسترجعت قنواتنا التي لم تخجل لحظة من دماء الضحايا لبهرجة فواصلها المغرية بالقهقهات تقديما لحفلة ماجنة أو لجعة من مسلسلات .. ونكتة مسلية يضحك عليها الحمير ولا يضحك له العقلاء من البشر..



وتستمر يوميات العروبة المزيفة في السخرية منا..فقد تصالح العرب الكبار مع اسرائيل... وانشغلوا بحديث السلام المسبق عن ثمن الجريمة .. في حين يعتصم أحرار العالم (من غير العرب) أمام مباني التلفزيون والسفارات ومحاكم العدل الانسانية والجنايات...
أما نحن .. أصحاب المأساة..فقد نسينا المأساة قبل أن تعلن ليفني أمام مبارك أنها ستنهي الحرب من مصر مثلما أعلنت بدايتها منها أمامه لأول مرة ... وتتكرر المأساة.. لتبقى قضية فلسطين في دروبنا سحابات صيف حمراء تحركنا وتتحرك فينا كما المناسبات الحزينة ...نقف عندها لحظة.. ونبتعد عنها لحظات .. نلتف حولها بشق الأنفس.. ثم نعرض عنها برمشة أعين ..لنعود إلى النوم ويعلونا سبات.. وتعود بنا أهواءنا إلى ركح المراقص ومسرح الحفلات.. فتلك متعة العرب في التعبير عن تقدمهم في الحياة .. واضحك للدنيا تضحكلك... وكأن الظلم مجرد قصة حزن تزورنا كما ذكريات الأموات ثم نعود للفرح خلف كواليسها بمجرد أن نستدير...

حبيبتي فلسطين... حبيبتي الجرح.. حبيبتي المنسية... لم يعد الخطر المحدق بالأقصى يهم.. وكيف يهم وهم يرون قبة الصخرة بخير... لا يعرف جل العرب أن المسجد الأقصى مغطى ...مغطى بدهاء كي يدمر تحت جنح الظلام وبني يعرب في خمرة الطرب يرقصون... لم يعد الحرم الإبراهيمي يهم ..فالخليل مدينة الأنبياء.. اعتذرت لشعوبنا على عجزها عن حماية المسجد الذي استولى عليه اليهود ليسكنه الجنود ثم المجرمين والمستوطنين..ليصبح عدد المصلين فيه محدود بعدد الأصابع تلجه مجبرة بعد المرور بثلاث بوابات للتفتيش في قلب الحرم.. وكأن الحواجز المفرقعة في كل شبر من ذلك الوطن الأسير لم تعد تكفي لتفتيش كل شيء.. صدور العابرين ومحافظ الأطفال وهم متوجهون صباح مساء إلى قاعات الدرس....
لم يعد الجدار العازل يهم... فالجيران هنا لم يعودوا يكترثون لبعضهم البعض .. لذلك ليس غريبا أن يقسم الشارع في فلسطين إلى نصفين يحدهما جدار..جدار تلو الجدار يعزل بيت سمير بن جهاد عن بيت أخيه من أمه وأبيه سامر بن جهاد مما يضطر كلاهما للالتفاف على نصف الطريق عبر المدينة الاخرى كي يسلم على الأطفال على عمهم صبيحة العيد المر .. ما أقسى العيد في فلسطين...
أما أسرانا فلم يعد لهم في أرضنا منازل.. فقد اكترى لهم الصهاينة زنازين في المعتقلات.. يساوم على بعضهم برأس شاليط... زعماءنا يعز عليهم شاليط كثيرا فيعتبرون أن أسره هو أصل المصائب.. لا يهم الاثنتي عشر ألف سجين من شعبنا... منذ سنين..وعشرات السنين.. في سجن عكا ..عكا المسروقة...
نسيت عكا.. وحيفا.. وعسقلان.. الناصرة.. وطبرية .. و ... كل مدائننا العزيزة محتلة.. رام الله صارت كلبة تشم جيدا رائحة غزة... غزة التي تضج بالمسلمين..عفوا..بالاسلاميين... أولئك الذين يتصدرون قائمة الإرهاب... نحن نشهد بعبقرية أمريكا.. تجيد اختيار الاوراق التي التي تغلف بها في جيبها عقول المتخلفين... ويجب علينا كمتخلفين أن نتحالف مع أمريكا المتقدمة كي نحارب الارهاب... إن هؤلاء المحافظين على الصلاة أخطر علينا من إسرائيل ... إسرائيل العزيزة.. الجميلة.. المحبوبة.. تؤرقها غزة...و آآآآآآه منك يا غزة.. كبلتنا ورطة عزة ..عذرا ..ورطة حماس أقصد.. مغامرة الانقلابيين تلك قضٌت على حكامنا مضاجع العناق.. فنشزت عن سريرنا أمريكا .. كيف سنستطيع تقبيل خدود اسرائيل بعد اليوم... لقد ورطتنا غزة.. ويا للغباء.. يا للغباء... كيف ننصر الارهابيين ونقف في وجه أمريكا.. أمريكا الديمقراطية.. أوروبا المساواة...سننتقم للعزة... ولا مساعدة لغزة.. لا إعانات حتى تعد لنا كرامتنا في الاستسلام.. ونحن العرب... العرب طيبون جدا ودعاة سلام ... فلتذهبي إلى الخيام... وانصرفوا في ظلام غزة ... لقد أخذتِ من صبرنا عليك نصف الصبر وزيادة... ورجالك شجعان.. وصغارك أشاوس .. ونساؤك ولاٌدة.. وتستطيعون الصمود أكثر تحت الجوع والبرد والظلمة والعطش..وتحت الابادة.. لقد رفعتم رؤوسنا برقمكم القاسي وقوفا عنيفا تحت القصف.. وجاء الآن دورنا لنقف مطولا نستقبل الزوار على السجادة.. لنحضن الأحبة ... لنصنع السلام على مهلنا.. لنرفع الحصار عن جبننا.. لندفع عن فلسطين هذا الغبن... ونعيد لليفني وسام السيادة...

ثقي في حكامنا يا غزة إنهم يحبون لهم كل الخير... ولك الله ..أما نحن
فلنا غزة
ولها منا ..الحب الخالص وتحية من قلب القلب


سليم

شاهد : Nasser Vs Mubarak
.
.
.

ما الذي يريده بوش منا ؟؟؟


قد تستغربون للعنوان... وهو في الحقيقة لمقال لم ينضج بعد كتب في غير أوانه لغير مناسبته لكنه جدير بان اذكر به اخواني العرب
بوش لم ينته بعد ولا يزال يحكمنا
بوش الذي أرسله العالم أجمع إلى مزبلة التاريخ لا يزال يأمر قادتنا
لا تقدموا على شيء حتى أأذن لكم
.
.
.


يا عرب

ما الذي يريده بوش منا ؟
أفغانستان وتحت إمرته
العراق يلتهب بين يديه
فلسطين ممزقة الأشلاء .. العراق ثم لبنان دك بالأمس دكا بمن عليه تحت الأرض... واليوم غزة
ما الذي يريده بوش منا؟
حكامنا في جيبه
كرامتنا تحت قدميه
أموالنا في مصارفه..

ما الذي يريده بوش أكثر من هذا؟
ما الذي يريده بوش منا؟

هل يتسلى المعتوهون بمصائرنا.. هل يتعلمون هواية الرسم على خرائطنا
هل يتباهون بغرس السكاكين في أوصالنا؟
هل تفرحهم دموعنا؟ هل يضحكهم موتنا؟

هذا شرقهم الأوسط الجديد ثم الكبير
تمعنوا جيدا بالصورة...




إذا كان هذا الذي يريده بوش منكم؟
فما الذي يريده حكامنا منا؟؟؟
نكاد نصعق لما جرى... وتصلبنا

ولم نعد نحزن.. لم نعد نأسى
طالما حكامنا ينعمون بالنوم على الفراش الوثير.. يستيقظون صبحا.. يتثاءبون على مهل .. يبتسمون لأحلامهم الوردية على طاولة الغزل الجميل.. رفقة "سيقان الماعز" والمادموزيل رايس.. طالما لا ينتفضون غضبا مثلنا.. طالما لا يصيحون سخطا مثلنا... فهم وبوش وأولمرت وشارون والمادموزيل رايس "سواء"...
طالما نسمع أولى كلمات الشجب والتنديد من حلفاء الصهاينة منذ الساعات الأولى للفجر.. بينما تصدر بيانات زعماءنا الهادئة جدا.. الحنونة جدا بعد منتصف الظهر... فنحن وإسرائيل سواء...
ألا لعنة الله على إسرائيل وعلى من والى إسرائيل, وكأننا لم نقرأ يوما سور القرآن الكريم: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".. هل نتبع ملتهم ونقف خلفهم ضد ملتنا... هل حلفاء إسرائيل أرحم بنا واحن علينا من حلفاء حزب الله... هل نطمئن لبوش ولتلاميذ شارون ونخاف من سورية ومن إيران... هل نأمن جانب من يكفر بالله ويشرك به ونناى عن جانب من يشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول ((مهما كان مذهبه))...
إن الله لن ينصر إلا من يستحق.. لن ينصر من يضيع صلاة الفجر.. لن ينصر من يضيع حقوق الله.. لن ينصر من يفتح العنان لعشرات قنوات الفسق والمجون لتجعل منا أمة للرقص والغناء في زمن السلم وزمن الحرب.. لن ينصر من يرصد فرق المخابرات كلها لتتبع أصحاب اللحي ((على تفاهة خطرهم)), ويهمل تتبع شبكات العري والشذوذ والفاحشة والمخدرات, هل تمكنت انظمتنا من ايقاف إصدار تراخيص دور البغاء والخمارات...
ما الفرق بيننا وبينهم.. إن الذين نخاف منهم, أصدق في اعتناق مذهبهم منا, وأخلص في العمل على التمسك بالمظاهر الاسلامية الراقية منا... لا يهمنا متطرفيهم ولا متعجرفيهم, فالله أقدر عليهم... كل ما يهمنا فيهم أنهم يكرهون أمريكا وكلاب أمريكا, كل ما يهمنا فيهم أنهم أعداء أعداء الله... فهل يخاف المسلم ممن يعادي أعداء الله...

اعتنقوا حزب أمريكا أيها الزعماء... أحبوها قدرما شئتم ... ثقوا بها.. لكن إياكم ان تنسوا أن امريكا ستكون أولى وآخر أسباب فناءكم.. فناءكم.. فناءكم
لأصحاب الرؤى العقلانية نقول.. إن الفرصة مواتية للنصر الأكبر لهذه الأمة بكل أطيافها.. لنتحد على ما يجمع وننأى عما يفرق من الهواجس الشيطانية التي تبثها في عقولكم امريكا "رب العالم الفاني"... إن إيران مهما طغت.. لن تصل إلى جنون التتار وجبن إسرائيل ودهاء أمريكا ...
ستنتهي أمريكا اليوم او غدا.. وأسباب فناءها تحملها بين أيديها وتغرزها في صدرها يوما بعد يوم... ويومها ستخلو الساحة.. فلن تجدوا لكم حليفا ولا عدوا.. وسنتظر إليكم شعوبكم نظرة الازدراء الأكبر وتدير لكم كل ظهورها... يومها فقط سوف تعلمون ... الفرق الكبير بين حزب الله وحزب أمريكا.

بالأمس كلن لبنان يفضح كل المؤامرات, ويسقط جميع الأقنعة
لبنان يتبرأ من كل المتشدقين بالديمقراطية المقلوبة
لبنان يعلم العالم أجمع أن حب الوطن لا علاقة له بطائفة ولا فرقة ولا مذهب
لبنان يعلم بوش ومن وراءه أن الولاء الأول والأخير مهما كثرت المطامع الشخصية والإغراءات الدخيلة سيعود لله أولا وللوطن
لبنان يعلم الكون أجمع عظمة أن يكون لك في الحياة قضية
لبنان يعطي لكل العرب مجتمعين دروسا في المقاومة.. في الكفاح الميداني.. في دفع الثمن
بعيدا عن الخطب البالية و نفخ الأوداج وهز البدن.
لبنان هذا الصغير بمنظورنا
لبنان هذا الضعيف بمنظورهم.. يعلم الكبار معنى البطولة
يبرهن للجميع أن زوال إسرائيل حتمية تاريخية.. وأن جبنها وطغيانها لا يسمح لها بأن تستمر ككيان.. كأمة .. كدولة
لبنان يضرب الصهاينة في العمق.. يشفي غليل المظلومين.. والمقهورين ذلا وظلما في فلسطين ومن خلفهم العرب جميعا..

إنه لبنان.. لبنان الذي صار رمزا .. وسيظل
واليوم جاء دورك يا غزة
غزة ... كم نحن بك محروقون.. تلجمنا الأشربة وعشق حكامنا لقوم أذلهم الله وسيذلهم التارخ في مزبلته
فلنكفر جميعا بأمريكا ولنلتحق جميعنا بالحصن الحقيقي.. حضن المقاومة.. حصن الولاء لرب الكون.. لخالق الأرض والبشر وهذا الوطن.





هذا مصير كل حاكم منكم يا عرب... أبدا التاريخ لا ينسى
أبدا الخالق لا يظلم

شاهد التصميم :


سليم

متى تخجل أنظمتهم العربية .. متى تنتحر؟؟؟


غدا سوف نكتب التاريخ بأيدينا.. لأن زمن المؤرخين الذين تنصبهم الأنظمة العربية على صحائفنا قد انتهى .. وأصبح من البشع جدا أن يزيف التاريخ وتنمق الجرائم والمذلات مجاملة لسيادة الرئيس أو خوفا من سعادة الجنرال...


ربما لا تزال عقلية الأنظمة العربية تحيا في عصر القرون الوسطى أو في ظلال الأربعينيات والخمسينيات أو حتى الثمانينات ونست أن الشعوب التي كانت تحت سلطتها قد انقرضت وقد بزغ من رحم ذعرها إلى الوجود جيل جديد من الرؤؤس لم يعد يهمها أن تقطع أو أن تقطف أعمارها وان لم تكن بعد قد أينعت... جيل اليوم عنفواني جدا يا سادة قد يصرخ في وجه أمه ولا يبالي إن هدده عمه أو أباه...

جيل اليوم متمرد جدا منذ الطفولة, مستقل جدا, قد يعرض حتى عمن والاه... وكم يمقت جدا يا سادة الانصياع لمن يؤمن بانه ليس هناك سائدا إلا برشوة أو بنفوذ أو لعمالة أو ترهيب أو إرث مفروض الولاية لا بالكفاءة مكسوبا أو متعوبا عليه...


كم يؤسفنا في هذه الظروف ألا تتقدم بلداننا شبرا واحدا إلى الأمام فقط لأن الذي يرأسها ويسهر على حمايتها واستقرارها لا هم له سوى تحصين زعامة الكرسي وحماية حاشية الزعيم وترقية ممتلكاتهم وتلميع صورته على شاشات التلفزيون التي تنهق صبح مساء بكلماته التي لا يسمعها أحد سواه...


سمعنا عن بعض اللصوص الشرفاء كيف أن بعض النبل في ذواتهم الكريمة جدا يحولهم بعد بضع من السنين من الإدمان على السرقة واحترافها إلى الاعتراض عن اعتناقها وامتهانها إلى الأبد.. فيغيرون المهنة قتلا للروتين أو بحثا عن الشرف حينما يتنازلون عنها للصوص أكثر احترافية منهم وحنكة... فيفتحون مؤسسات خيرية أو مؤسسات خدمية يوظفون من خلالها بعد الصيع الجياع علهم يعرضون عن التفكير في سلوك ذات المنهج اللصوصي الذي عرفوا مع الأيام أنه كما الإدمان ان سرت بدمك حشيشته سممته إلى أن يموت...


متى تشبع الأنظمة العربية من سرقة ضمائر الناس وحرقاتهم.. متى تمل من احتضان الكراسي المهترئة ومن تذليل الشعوب التي قرفت من كل شيء حتى من شعورها بالانتماء إلى وطن جامد لا يتغير فيه شيء ولا يكبر غير ذلك الشعور بالقهر والتذمر والغضب....


متى تستفيق الأنظمة على صورة الاحباط الجماهيري الدامغ والذي تراه على وجه كل فقير.. على وجه كل مريض.. على وجه كل معاق... على وجه كل متقاعد .. على وجه كل عامل بسيط... على وجه كل يتيم... على وجه كل بطال وجاهل وطالب سترة أو طالب علم... فقد المواطن المحتل بأعماقه المحتل بحدوده كل شيء.. فقد حتى القدرة على قول كلمة "سئمت"... لا أحد يشعر بي.. أتتخيل شعورك حينما لا يشعر بك أحد؟؟؟


أعتقد أن بيوت الساسة -عفوا قصورهم- بنيت لتكون جدرانها عازلة ليس فقط للحر والبر وانقطاعات الماء والكهرباء بعيدا عن مطبات الطرق وأوحال البرك ... بل صممت أيضا لتكون عازلة ضد الشعور بآلام الآخرين, وبدموعهم وهمومهم ومعاناتهم.. طبعا هم ليس لهم جيران ... ولا يأكلون على موائد قد يزورها الذباب والفئران.. ولا يخشون من أكل المطاعم التي لا تزورها عيون الرقابة ولا يدرسون في مدارسنا القصية التي لا تعمل فيها المراوح في الصيف ولا المدافيء في الشتاء... هم لا يزورون أقاربا يقطنون في الأرياف حيث تنعدم الطرق المعبدة ولا تعرف شكل التكنولوجيا و الباصات.. طبعا هم لا يطالعون الجرائد التي نقرأها نحن ولا يشاهدون البرامج التي تؤلمنا نحن ولا يسمعون أنه على أبعاد أميال قليلة من مروجهم وبساتينهم الخضراء ومسابح حيوانهم ينام البعض في العراء... ويبيت الكثيرون بلا عشاء ويتداول أبناء جاري على كل شيء لأن بيوتهم أضيق من سرداب النمس أو جحر الأرنب...


وننسى ملذات الحياة ونقول راحة البال أرحم...وتهون هموم المعيشة حول قصر الملك, ونبتسم بالفقر حينا فالفقر آفة وربما قدر الكثيرين أن يسعدوا بأن يحيوا فقراء لأن الأغنياء لن يتقاسموا قدر المستطاع أرزاق الله معكم... أتُقرقر بطنك؟؟؟ .. ويبتسم ويهرب من السؤال بسؤال أمر من السابق: ماذا عن الكرامة...؟

الكرامة فقدت... فقدانها لوحده يجعلك قادرا على أن تفقد طعم الابتسام لألف سنة من قبل وألف أخرى من بعد...قد لا أطلب من حاكم ثقيل البطن بأن يبيت ساهرا يصلي لأجل بيت وخزته ذبابة ولا أقصد دبابة فوطننا والحمد لله محصن ولأجل هذا سقطت بغداد بأعجوبة... قد لا أطالب الحاكم الذي أوهنت الطائرة قدماه من كثر الترحال لأن يزور حارتي المهترئة ببساطة لأن ذلك الحي ليس من مستوى سيارته الفيحاء ولا أحذيته البراقة ولا من مستوى نظاراته الشمسية الساحرة والتي يبطل مفعول سحرها حينما تعكس ألوان جدران شوارعنا الغبراء...

بم تطالبه إذن ..صرعتني

أطالبه بأن يصون كرامتي أمام أعدائي في غير بلدي لأنني لا أستطيع السفر إلى هناك كي أهذب صورته.. أي كرامتي...


سنظل شعوبا تحتقر هذه الأنظمة التي تصورنا أمام أعداء الأمة بحجم النملة التي تنظر إلى الفيل الثقيل من أسفل السافلين ... ولم ننس بعد كيف يصون حكام الآخرين كرامة أوطانهم فيخوضون الحروب ويقطعون الطرق ويقاطعون من أرادوا فقط ليرفع مواطن منهم رأسه وهو يمشي سائحا في دولة أخرى أو عابر سبيل..


لم ننس بعد أننا عرب روضنا الصحراء رغم جحود الصحارى عشنا أعزة, وكان لنا مع الكرامة والشرف ملاحم ملاحم.. وعرفنا الله فأعزنا الله فوق هذا كله بالإسلام دون الأمم كلها ... عرفنا ونحن جيل جديد أن العربي رجل فارس وامريء شهم وكريم وذو أنفة تهشم الصخر ان ديست كرامته.... العربي يطوع الصحراء ويحتضن الشمس ولا يخاف من الانصهار في بؤرة الموت .. أما المسلم فشريف لا يذل.. لا يخشى من الجوع ولا من الحصار ولا يطأطيء رأسه لعاد ولا يستسلم لجبار.. فالجبار الأوحد هو ربه العلي .. علمتنا الثورات ضد المستعمر أن المقاومة لوحدها تعطينا الشعور الكامل بهاتين اللذتين العروبة والإسلام .. وعادة ما يبدأ المقاومة عناصر من الشعب البسيط وليس من سادتها .. ليصير الشهداء منهم أبطالا ويبقى من كتبت لهم الحياة بعد أن يتقاتلوا على الممتلكات يتوارثون من خلالها ما تبقى من فتات الحكم... هذا ما علمتنا إياه تلك الثورات نفسها أن مكاسب النصر والمقاومة بعد الاحتلال يحتكرها عناصر من هذا الشعب عادة لم يساهموا في هذه المقاومة ولم يصنعوا أسباب نصرها لكنهم يتحولون بأعجوبة إلى سادة القوم وحكامهم فيقبلون بالغنائم ويتنازلون عن الكرامة للقوم


متى يصبح لزعمائنا الذين يعلمون جيدا أننا لا ننكر عليهم الزعامة ولا ننافسهم على الكراسي فقد سئمنا الجلوس وتعودت أذرعنا على المعاول والفؤوس وأرجلنا على المرتفعات والسلالم والحفر.. متى يصبح لهم بعض من لهيب مشاعرنا ونحن نحتضر ..بعض من بعض اعتزازنا بوطننا وذوينا ونحن نقصف ونُهدر... متى يصبح لهم مثل ما لنا من غيرتنا على قيمنا ورموزنا ومقدساتنا ... متى يفهم هؤلاء المواطنون أمثالنا أن الذين يطبعون معهم سرا خلف البحار ويوقعون المعاهدات يطرزونها على مقاساتهم يرقعون بها دائرة الذلة ذاتها التي ينظر الغرب بها إلى العرب كافة والمسلمين كافة بمن فيهم الذي يسودهم ويولي نفسه حاكما عليهم ... متى ينظرون إلى أنفسهم من علِِ ليروا أنهم ليسوا إلا دمى.. مجرد دمى تحركها الأنظمة الأقوى... أي الأنظمة التي تولي أهمية أكثر للشرف في اللصوصية .. فلصوصهم لا يسرقون شعوبهم مباشرة بل يسرقون الذين يسرقون شعوبهم في وضح النهار....

متى يكتشفون أننا غدا حين يسقطون لن نرحمهم ولن ندافع عنهم ولن نبكي على ذهابهم ولن نحلم بعودتهم ولن نبني لهم نصبا مخلدة للجبروت كما بناها لهم جيل قديم تعلم الخوف من الموت من الحوت وهو في بطن الحوت...

ليعلموا أننا ما أحببناهم.. مؤكد هم ليسوا بحاجة لحبنا بل إلى أشياء أخرى لا يستطيعون البوح بها ..ليعلموا أننا سنمحيهم من التاريخ لأننا نحن غدا من سنكتبه وسنظل نصلي فيه إلى أسماء تلمع في السماء وتضيء ضياء شهداء المقاومة والثورة .. أسماء حملت شرف الذود عن الكرامة من تحرير الأراضي من قيود الاحتلال إلى تحرير الأمة من بشاعة هذا التذلل والذل والقهر عبر الزمن ...


وداعا شهداء الأقصى..وداعا شهداء غزة..وداعا شهداء بغداد... وداعا شهداء الجزائر.. وداعا شهداء مصر.. شهداء لبنان... وداعا شهداء الإسلام وداعا شهداء المجد من شواطيء الرباط إلى الأرخبيل الماليزي...


وداعا عبد الناصر.. وداعا للملك فيصل... وداعا للراحل بومدين... وداعا للأسد.. وداعا للحسين ...وداعا للرجال... وداعا لكل من لم اذكرهم ويحضون في التاريخ بذرة عشق للكرامة ... الكرامة ... الكرامة العربية المرة حرقتها اليوم... وداعا لزعماء رغم بعض فظائعهم في حق شعوبهم إلا إنهم ظلوا وسيظلوا شموعا نوقدها في كل مرة نحن إلى هذه الكرامة... الكرامة العربية التي صارت مرة حرقتها الكبرى هذا اليوم.... كم نحن بحاجة إلى هذه الكرامة يا أحبة ... كم نحن إلى الشهامة العربية التي ما انفك يسلبها منا اليوم مرة الفرس ومرة الأتراك... تلك الشعوب التي يقول قادتها لا إن قالت شعوبهم لا ... لا لأمريكا ... لإسرائيل... لا

سنبقى نرددها ولو بقلوبنا طالما لم يعد لنا زعماء تملك قلوبنا تعي وعقولا تسمع ... وتعي أن الحكام وجدت لتوحد صوت شعوبها وتنطق به ....

سجل

سجل يا تاريخ سجل ..فنحن غدا من نكتبك


هل انتهيت من التنديد والشجب

ليس بعد يا حاكمي

تذكرت بعد ترهاتك..لم تكن إيران عدوة لنا من قبل ... نصبوها عدوة على صدام ليحولها صدام قبل أن ينحر نفسه ثم شعبه على صحوة الشهامة العربية إلى زعيمة عسكرية...

لم تخن سورية شعبها بعد ولم نفكر يوما بأن سورية أصبحت أخطر علينا من إسرائيل... لم نكن نتوقع أن تصبح المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية مبدءا أو سلوكا نساوم عليه... لم نكن نتصور لحظة أن العراق الذي بيع بالرخيص سيمحى يوما ما من الخارطة العربية ...


ألهذا الحد أصبحت ترى أنظمتنا الهرمة الحقائق والوقائع بالمقلوب.. يفترض أن تزداد الحكمة كلما شاخت العقول وكبرت التجربة والضمائر لكنها يبدو أنها هوت في شرك العمالة المقنعة بعد أن أصيبت بالخرف واقتنعت بقدرات أمريكا وحلفائها على التنويم المغناطيسي وانبهرت بدهاء اسرائيل السياسي الذي أخرس العالم وكأنه أجرى للكل غسيل مخ بلغ مدى جدواه في أدمغة ساستنا لينكروا ما يؤمنوا به يقينا أن: "صداقة إيران رغم كل التحفظات أشرف لنا من تقبيل خدود كوندوليزا رايس وضم أصابع ليفني بكل عمق وهي النكرة التي لا تنتمي إلا لعصابة الجواسيس الذين تكفلوا بملاحقة أحرار فلسطين في باريس لتنضم بقفزة نوعية مفتوحة الأبواب في ردهاتنا يحتضن قدومها ورحيلها عبدة المال والسلطان يمنحهم الصهاينة النفوذ ويعبيء الأمريكان جيوبهم من أراضينا التي تنجب المال الذي يذلنا بدل الدم الذي يعزنا ونحن كرام".... سجل يا تاريخ سجل


فقد سجل هذا المنتدى حروفي على وقع القصف الذي عصف بآذان الذين لا يستطيعون النوم الآن في غزة بعدما حاصرتها القنابل والنار من البر والسماء والبحر


امنحينا الكرامة يا غزة

فأنت نحن ونهديك الحب

أما انتم يا سادتنا

فأنقطونا بالسكات

لا نحب المقيمين للولائم

على ما تبقى من فتات


أنقطونا بالسكات

فقد أصبحت أصوات الأحرار من برازيليا وبوليفيا وخيام تشافيس أثلج لصدورنا من أصواتكم

أنكر الأصوات



سليم مكي سليم


على دماء غزة

شهادة خلف المعبر المغلق

4/01/2009


550 شهيد وليس قتيل

2700 جريح

30 بالمئة أطفال


نحن من سيكتب التاريخ بعد اليوم


سليم مكي سليم