مبحر على عتبات الحرف

دمـاء علـى كـوفـيـتـي

.
.
.

تتجمد الدماء على كوفيتي
ويمتص الثرى آخر ما تبقى من أنفاسي
كومة الركام المقصوف ترقص فوق جسدي
وتصيح أصابعي التي قطعت عن ذراعها
أن يا يدي عودي إلي
دموع أمي التي تاهت بين الحطام تفتش عني
يستحيل أن تضمني أشلاء تمزقت بين دمعي وبين دمي
أولا يكفيك أمي ما تشتت من هذه الأرض

ستون طنا من عناقيد حبهم وقعت علي
هل ترين كم يحبون القتل يا أماه
دمروا محفظتي وحافلة الطلاب وقاعات الدرس
وستون طائرة بصقت على شارعي المحتل
أذكر يا أمي أنني كنت أموت مع كل قنبلة مرة
وأفتقدك مع كل صرخة مرات
وكانت غيداء الرقيقة بنت الجيران
تزحف إلى حيث علقت أنا
لتصرخ لآخر مرة
على بشاعة لوحتي الحمراء
وتقول لي قبل أن تموت على أشلاء أصابعي
ليتكَ كنت كبيرا بما فيه الكفاية يا ابن الجيران
لتستضيف الشهادة قلبك رمزا بين فلول المقاومين
صقرا يخيف الطائرات
ويرهب العدو.. ويقصم ظهره بدلا من صعقة دبابة
بشجة سكين
عدونا مسكين
لأنك يا ابن جاري الصغير
هدف كبير
لطائرة تخاف الهبوط على الأرض كي تحارب
فتقصف وتهرب.. وتقصف وتهرب..
لنُضرب بصمت ونموت بصمت
وتقاوم دمعاتنا الكبرى وجع الموت
وتذوب شهية في بقايا دماءنا الغزيرة.. تسترق الصبر من الأجل
تتسرب عبر ذكريات الجرح
جرح الوطن الكبير... جرح الارض
ونمتزج بالأرض .. ثم نطير
كي لا تتعذب أمهاتنا
حين لا تتحمل رؤيانا جسدا صريعا لطفل كبير
هشمته مدافعهم البعيدة عن قسوة الذخائر
وهي تطحن بفظاعة أنين الأمهات
وألما صامدا لطفلها الصغير
وقد شيعه الصمت شهيدا تحت هذا الردم.

وداعا أمي...
أنا لم أمت
فكل ما فعلته هذه الطائرات
هو ان دفعتني لأضم جسدك الندي
في الطابق السفلي
لبيتنا المزلزل
بالقصف تلو القصف
في صدرنا المهلهل .. المنهك و الأعزل
وأذووووووووووووب
أذوب في التراب
تعبتُ يا أمي
أعدوا المشرحة
وملت الجراح
وولت الجرافة
وخافت الدبابة والطائرة والمذبحة
وقذيفة أخرى... وأصل إليك
تعانقيني جسدا بلا أصابع
دما بلا صياح
ونكتب الوطن بالصبر يا أمي
إياكِ أن تبكي
فكلنا وطن .. لأجله نضحي ... وموتنا مباح

.
.
.

سليم مكي سليم

No comments:

Post a Comment