مبحر على عتبات الحرف

بين سحر الجرأة وشرف الكلمة.. يسكن تيه المرأة في الكتابة

يكتب آدم لكل امرأة يشعر بأنه ربما قد يحبها, و يصر على البوح حتى لو صدُق احتمال النهايات الفاشلة كلها ... سوف يكتب وبعمق .. ويوصل مبتغاه بجرأة... هو آدم ومشكلته أنه يعلم بأنه مهما تجرأ في الكتابة سوف لن يلومه أحد ... قد ينجح إن كان بالفطرة كاتبا... لكنه في الأغلب لن ينجح.. لأنه بالمعاشرة نكتشف صدق الحب وليس بالكتابة ...

قد لا يكون آدم ضليعا بتطريز الحروف على مقاسات قلبه.. فيكذب كثيرا على من يصوب ناحيته سهام الحب وعلى نفسه بالنهاية... قد يقول من الكلمات ما لا يؤمن به, وقد يرسم من المشاعر ما لا يصدقه, وقد يضطر إلى استعارة روائع الشعراء أو سرقة أفكار النيرين .... وهو في الحقيقة مجرد ببغاء لا يمت للحب أو للكتابة بصلة إن اعتمد في بوحه على كلمات رسالة لم تنبع من أعماقه ولن تصل مطلقا إلى قلب من اعتقد أنه موضع حب, لأنه في وجدانه الهش لا يوجد بالكم الكافي ولا بالشوق الطافي ما يسمح بميلاد المعنى الغزير لهذا الحب المولِد عفويا لكلمات الحب.

يبطش آدم بقبضته.. ويبطش أيضا بالحروف... بالكذب... لكنه لا يُحاسب ...فهو آدم .. يطلب الكثير .. ولا يُطالب بشيء ... يحق له أن يحب ألف مرة.. من يشاء ومتى يشاء.. وأن يميل حيث الفؤاد يطيب.. صوب من تستميل أشعة عينيه أو شغاف قلبه.. يبادرها بالتحية ثم البوح ثم بالغرق في جراءة الأحلام .. ويستمر الشاعر في الكذب والكاتب في الغواية والمغامر في اللعب... سواء آمن بأنها تبادله شيئا من المشاعر أو لم يؤمن ... سواء علم بأنها تعتز بما يحيك من كلمات تبنى بشوق .. أو أنها فقط تقبل به كمجرد ببغاء يتغنى بشعره المشبوه بالسرقات حينا أو المستعار بوقاحة حينا آخر مع استبدال الأسماء.والعبارات..

وفي كل الأحوال ... سواء صدق آدم في مشاعره أو كذب ... سواء تأدب في بوحه أو تجرأ .. سواء استباح الحدود والقيم أو استنكر في البوح الوقاحة ... سيظل واقعنا بلا تحفظ يمنحه الحق في أن يغزل مشاعره بجرأة ... بالجرأة في المبادرة ... بالجرأة في التبرير ... بالجرأة في الحلم ... بالجرأة في التعبير .. بالجرأة في الصراخ بأعلى صوته ... أحبك...

هل الحب سهل إلى هذه الدرجة .. كم مرة قلت هذه الكلمة يا آدم؟, كم امرأة أسمعتها إياها مذ سمعت أنت قلبك ينبض .. أتلقيها هكذا في كل مرة, وبكل جرأة, وفي كل مكان, وفي كل زمان, وفي كل تجربة حب عابرة سواء كنت أنت من صنع هذه التجربة أو أن الأقدار اصطفتها لك ... أسألك يا آدم, كم مرة يفترض بك أن تحب؟... هل تقبل حواء بمبدأ التعددية في الحب؟ هل جننت يا آدم؟ هل أنت جريء إلى هذا الحد؟... لم كل هذه الأسئلة؟

يجب أن أحدد جيدا مصطلح الجرأة الذي أقصده وما أقوله لا يُلزمني إلا أنا بتبني جوهره, لأن مصطلح الجرأة عندي مكلل بأطنان من القيود ... يكفي أن تكون كلمة "أحبك" عندي جرأة, جرأة محمودة, حين تقولها بإيمان فأنت جريء ... وإن كررتَ قولها لكل من اعتقدت أنك قد ... قد تحبه فأنت جريء مغامر, وإن أسهبت في وصفها فأنت جريء متمرد, وإن ألقيتها هكذا بلا قيود ولا تفكير لكل من هب على قلبك ودب فأنت برأيي جريء بلا قيم... إذا كانت هذه الكلمة مسؤولة عندي إلى هذا الحد فهي تلزم آدم بنظري بأن يتحرى الصدق حين يفكر بالبوح بهذه الكلمة, وأن يفكر ألف مرة قبل أن يهديها لمن يحب, وألا يتسرع في فضحها كحروف وهمسات كي لا تنقلب عليه لو لم يصمد ذلك الحب إلى ألم وحسرات... أتحدث عن آدم كآدم, فماذا لو تحدثت عنه ككاتب مسؤول عن كل عين سوف تقرأ أدبه وروحه وأفكاره ... الجرأة في الكتابة خطيرة جدا.. خصوصا إذا سقطت عن حروف الكاتب رائحة الأدب, فتصبح الرسالة العطرة, مغامرة قذرة ...

لكن آدم لا يهتم .. ويظل يغامر .. ويظل يحب ولا يشبع .. ويستل بانفعال شجاعة الذكر كي يبوح, ويغزوه غرور الرجولة لحاجة المرأة إليه, ثم يسلمه بعد ذلك هذا المجتمع المنحل جل أسلحة التملك فلا يتردد أبدا في استعمال سيف الجرأة ... وأي جرأة.

أين صوت حواء .. لا أسمع همسا ... لماذا تصمت المرأة ؟؟؟

ويظل واقعنا وبلا تحفظ يحرمها من الحق .. وكل الحق ... في أن تبادر .. في أن تبوح .. في أن تعبر عما يسكن وجدانها مثلها مثل شقيقها آدم .. أستغرب لماذا لا تفعل... وقلبها لا يضعف عن قلبه في شيء .. فكلا القلبين ينبض... لهما نفس الكريات من الدم .. ونفس التصميم العضلي .. ونفس الميكانيزم في الوظيفة والعمل ... لكنه لا يحق لها عشر ما يحق له من اعتراف وبوح وتعبير .. أما الجرأة فهذا المحظور الأبدي ... في منظور مجتمع لا يزال يؤمن -وأتمنى أن يظل- بأن المرأة الشرقية والأصيلة والنبيلة والمحافظة والشريفة لن تبوح في الحياة كلها بمكنونات قلبها إلا لرجل واحد, ذلك الذي تؤمن فعلا وتتيقن أنه أصبح قمرها ونجومها , سماءها وشمسها .. صبحها ومساءها, نهارها ولياليها ...

وتظل المرأة الروح وديعة ساكنة, تقبل بكل رضى في سواد النساء الأعظم لهذا المجتمع الشرقي أن تكون كذلك .. وأن تحيا كذلك .. رزينة متينة .. تنتظر الغد بصمت .. بألم .. وبصبر.. وبفخر .. تحلم بأن تهبها إرادة السماء ذلك القلب الذي سيمنحها هذا الحق الوجداني في البوح المشروع وذاك الانطلاق لتأججها الشعوري المحبوس ... هي مؤمنة .. وحسبها أن هذا اليقين شرف لها تناله كلما صبرت واحتسبت صبرها عند ربها, لتخالف بذلك في الجوهر والفطرة والسكينة تمرد المرأة الغربية التي أراها ترجلت في أوحال التحرر ولم تعد تقبل بالقدسية في الشرف الأنثوي ولا بالأدوار النسوية المحضة, وكأنها لم تخلق لها, بل وكأنها من العار أن تظل زوجة وأما وراعية للبيت الذي يركن إليه آدم كل مساء, فيدفن حضنه في سكينتها, في صبرها, في حبها له, له وحده ... هكذا يفترض أن تكون المرأة الأصيلة التي ورثت هكذا قناعات من أمها الجميلة وجدتها الأصيلة تلك التي بنت في الأمس القريب أعظم الأسر ورعت أجمل الرجال وربت أنبل الأطفال .. هكذا يجب أن تؤمن, وأن تخلص لهذا اليقين, لأنه لو وُجد بكل هذا العمق في قلب كل امراة من كل مجتمع لانخفضت معدلات الخيانة إن لم نقل انعدمت, لأن آدم سيفقد السهولة والليونة والمرونة في اصطياد الفرائس التي تبيح له تلك الخيانة, ولقلت نسبة الفاقدين للثقة في حواء وللفاقدات للثقة في آدم, هذا الكابوس الذي لم نكن نشتكي منه في العقود الخالية, في ذلك الزمن الجميل الذي حرمنا شفافيته وبساطته وروحه الوديعة والصافية والمعطاءة, فقط لأننا لم نعد نحيا ثقافتنا, بل ثقافة الغير....

إن عامة الناس من جنس آدم لحظة يفكرون جدية في الارتباط لا يزالون بشراسة وبلا تحفظ يبحثون عن المرأة النقية من شبهات هذا التمرد الأنثوي المعاصر والذي ينفرون منه حد المقت, لأنهم يفكرون حينها بوعي فيمن يستأمنون عليها أرواحهم وأعراضهم وأولادهم ومستقبلهم الطويل, ويرون فيها أمهم وأختهم المنزهة من كل خطيئة, هذا أيضا حق مشروع لآدم, ولكن ليس لكل آدم, لأن الذي يغرز يديه في شهد النحل يستحيل ألا تدقه الدبابير... كما أن سنة الخلق التي تقول أن الطيبين للطيبات والطيبات للطيبين... توقع من يلعب بذيله في شر أعماله فلا يستمتع حينا من الدهر بمغريات الحياة ليطلب في ختامها حور الجنة, إن الجزاء من جنس العمل, وإن وقع في المحظور فعليه ألا يطالب بتلك الحقوق التي لا يصونها المجتمع ولا يعطيها ولا يرعاها إلا لمن ثبتت نزاهته بشهادة السماء, إن القلوب المشبوهة في صدقها لا تجيد الكذب مطولا, والقلوب الذكية في إحساسها لا تخدع أبدا.. ومن شعر يوما انه قد خدع أو صدم في قلب ما فليعلم أنه لم يكن ذكيا بما فيه الكفاية أو أنه كان يشعر بالشبهة ويلامس الخطيئة لكنه يغض الطرف, ويقبل بالمغامرة فقط ليحظى بشيء ما كان يتخيل أنه قد يحرم منه...

ماذا لو اعتنقت المرأة شعار الجرأة الذكورية, وراحت تنافسه في كل مكان بامتهان ذلك الخداع الشعوري, في غواية الشعر ومتعة الكتابة, بدعوى المساواة في كل شيء, بدعوى الانتقام لأنوثتها من آدم المخادع, أو آدم المنافق أو آدم المتسلط أو المحتكر لكل شيء.. ماذا تتوقع من ذلك الآدم والذي في نهاية الأمر لن يقبل إلا بمن تشبه أمه في الحنان أو الكرامة أو الشرف أو التبعية المستحبة واللذيذة لآدم الأب ...

قد يصيبكم بعض التناقض الظاهري في تصويري لجوهر الموضوع, فتشكون حينا بأني أركز على فلسفة الحب و الارتباط, وأحيانا على فكرة الكتابة والبوح, وأحيانا على تحرر المرأة وأخرى على إشكالية الجرأة... أؤكد لكم أن كل هذه المعاني ستصب في فكرة واحدة... إنها فكرتي حول جدوى الجرأة عند المرأة الكاتبة في مجتمع لا يزال يحارب الجرأة في الكتابة إجمالا ... وكلماتي فيما سبق واضحة ولا خلط فيها بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون, كلكم هنا تقرأون وتكتبون, الكل هاهنا بالقلم يغامر, وفي الختام كل الأصابع تبحث عن السكينة والحب, سواء كانت مرتبطة عاطفيا أوشرعيا أو لا, سواء كانت مؤمنة بقيم المجتمع المحافظ جدا أو مستسلمة لنزوات التحرر الجديد.. كلنا ههنا نبحث عن السلام.. الداخلي.

هي إذن فسحة للتخاطر بالحرف لمداعبة الحرف, وتنتهي مقدماتي كلها لتفتح المجال لأسئلتي كي تطرح من كل قاريء, على كل كاتب.. وكاتبة.. وما أنا إلا مثلكم مجرد قاريء, قاريء يتساءل:

لمن تكتب المرأة؟ .. وان حق لها الكتابة لامتلاكها الفنية في رسم المشاعر هل يحق لها الجرأة في اختراق ذكورة البوح؟ هل الجرأة في الكتابة حكر على آدم؟ هل يسمح المجتمع لهذه المرأة الكاتبة أن تعبر بطلاقة كاملة وانعتاق قد يصفه البعض بالسافر من كل الأعراف والقيم والقيود؟ إذا تمردت المرأة بقلمها هل ستجد من يرحمها؟

لماذا تكتب المرأة طالما أنها تجد في كل زمان من يكتب لها؟ وان كتبت أيجوز لها أن تتقمص في هذا الزمن جرأة لم يحدث وأن تقمصتها امرأة عربية في غابر الأزمان؟ هل سمعتم يوما عن الخنساء كتبت حروفا تغازل حروف الغزل, أو أن فدوى طوقان مثلا صورت شعرا يغامر في محظورات الرجال ؟ هل كاتبات الزمن الجديد وشاعراته معفيات من قيود الشرق الذي لا يزال يصارع بل يقاتل للحفاظ على رجولته؟ هل نـَـصفهن بالذكيات والقويات والجريئات لأنهن حطمن جدار الصمت بتطرقهن لجل الطابوهات؟ أم نحكم عليهن بما يحكم به كل آدم متطرف في ذكورته يريد أن يظل محتكرا للسيادة في كل شيء, حتى في المشاعر وفي الحروف وفي القلم ؟

أملي أن تفتح لكم هذه الحروف بعض الشهية لتنزف أقلامكم ببعض ما تشعرون به اتجاه هذه الكتابة التي أصفها في هذا المقال بالأنثى, الأنثى في روحها حين تنساق مصاغة بحروف حيية بينما تحاك وجهتها جريئة كالرجل.. لي كرجل... إنها الكتابة التي لم تعد بالضرورة ملكا للرجل ولا حكرا عليه.. لا يؤلمني هذا, فتلك الكاتبة –وان كانت جريئة- أعتبرها أختي في القلم.. لكن الذي يؤلمني هو الأفظع من ذلك.. حين لا تبقى الكتابة أصلا حكرا على من نصفهم بالكتاب والكاتبات, بل تصبح مطبا يسقط فيه كل من يجوز وصفهم بالجريئين والجريئات فيوقعون معهم كل من يقرأ لهم, أولئك الذين يخطون غالبا ما لا يجيدون فهمه فيهدم المقصود ولا يبني, أو يخوضون عموما فيما لا يجوز الخوض فيه لأنه ببساطة ينافي قيم المجتمع وأسس المبنى ... فتصبح الحروف بلا معنى .. والكتابة بلا رسالة .. والأدب بلا قيم .. ثم يصبح في الختام مجتمعنا العربي غابة من المائعين السذج تتحكم فيه الأسماء العملاقة والصفحات الجريئة وبعض شاشات السينما, دون أن ننسى طبعا جل شاشات الكمبيوتر, وتـُـبيَض أرواحنا من وراء البحار فقط لأنه سقط في أوطاننا عن الكتابه -وباسم الجرأة- قيمة الأدب... ورسالة الأدب.

-----------------------------
سليم مكي سليم – الجزائر – مايو 2008

12 comments:

  1. .
    .
    .
    كلماتك التي تعبق شرفا وبساطة ردت الاعتبار بشكل ما للمراة التي ترضخ لمتناقضات المجتمع الشرقي الذكوري حد الثمالة...شخصيا اشكرك جدا على جرعة الثقة التي ناولتنيها من خلال آرائك كرجل عربي...هي ثقة فقدتها او كدت في مجتمع ينظر للشرف والعفة لكنه يطبق عكس ذلك..قساوة المجتمعات الشرقية تبرز خاصة عندما تسم المرأة الشريفة المتخلقة المتأصلة بانها متخلفة ومعقدة وو..فقط أضم صوتي لصوتك لاهمس بصراخ ..علينا كلنا التشبث بديننا واخلاقنا وعروبتنا واصالتنا عسانا نسهل على انفسنا وعلى الاجيال القادمة العيش بضمير مرتاح ورضا وقناعة داخلية..

    لبنات جنسي أذكر بأن الشرف هو سلاح المرأة في كل زمان ومكان..

    niddou5 5/21/2008

    ReplyDelete
  2. .
    .
    يفترض بكل رجل يحمل فعلا صفات الرجولة الشرقية أن يمنح تلك الثقة وذلك الوفاء لروح المرأة التي حملته وهنا على وهن, وللتي سوف تحمل نسله كرها على كره
    أوليست أخته وخالته وقريبته وجارته وزميلته في العمل وحبيبته في الفؤاد وشقيقته في الوجدان, ألم ينزلا من الجنة سوية دون أن أن يعاتب أحدهما الآخر, بل بكل إيمان وقناعة واصلا المسار سوية وملئا بالحب هذه الأرض -ليملأها النسل فيما بعد خرابا وقذارة- وللأسف...
    افتخري أيتها الأصيلة ... وارفعي رأسك أيتها المدافعة عن حرمة أنوثتها بشراسة, وتمسكي بما تملكين من عنفوان حد الثمالة .. لا تمنحي ذاك الآدم اللاهث خلف نير النزوات بعض ما يحلم به من فضلات المحبة .. افتحي عينيك جيدا .. فليس كل آدم يستحق الحب.. وليست كل أنثى فرصة نذالة.. قلبك يا من كرمك الله من سبع سموات أغلى من أن يعبث به كل الناس ومن ان يمتلكه كل آدم... فقط لأنه آدم

    salimekki 5/22/2008

    ReplyDelete
  3. .
    .
    ياه سلمت يديك
    لا أدري أن هناك من يقول الحقيقة والحقيقة فقط
    حقيقة الحياة الهاربة ؛عبور أخر يحترف العبرة في مستودعات التاريخ؛
    تاريخ حواء المجيد؛ مجد الشرف والطهارة

    يا أخي ؛ماذا أقول لك؛ الطوفان مسنا جميعا ؛ ولا عيب في التجربة أخي

    المهم أن لا نقف على حافة البحث عن الذات؟
    أن نتقصى مع الأيام حول من نكون نحن لنعيش بعدها كل ما ينتظرنا؟

    شكرا

    نجمة 5/21/2008
    nedjma_alger1@hotmail.com

    ReplyDelete
  4. .
    .
    من لا يقول الحقيقة حين يكتب لا يستحق لقب الكاتب ولن ينال شرف الكتابة ...
    من يكتب ليبرر أغلاطه وهو عاجز عن الاعتراف بالخطيئة, لا يصلح لأن يكون كاتبا.. ومن يزيف جواهر الأشياء ويصبغ المرايا كي ترى الصورة مشوشة إنسان يخون ذاته ويضطهد الآخرين ممن يعشقون لمس الحروف المكتوبة ...

    خوفي من أن تكون الرغبة في التجربة مبعثا لتبرير الخيانة .. خيانة الحقيقة... كثيرون هم الذين سقطوا في درك السافلين فقط لأنهم كانوا ينوون المغامرة بالتجربة كي يرضو غرورا أو يشبعوا نزوة.. لا بحثا عن اكتشاف الذات ولا تنقيبا عن الحقيقة ...
    وتبقى الأيام الشاهد الوحيد على ما نقترفه من أخطاء في حق أنفسنا
    ...

    سلم لي مروركم جميعا
    salimekki 5/22/2008

    ReplyDelete
  5. .
    .
    .
    بدوري اضم صوتي لكم سليم ونادية
    وما عساني اقول لقد قلتكم كل ما يجول بالخاطر بكل واقعية وتجرد وصدق
    مقالة موفقة انا اشجع هذا النوع من المقالات البناءة في زمن يكثر فيه الكلام من اجل الكلام فقط، واشجع التربية الذاتية والنقد الذاتي لمجتمع نعيش فيه ونقبل تقاليده عن غير قناعة فقط لاننا وجدنا فيه، انا مع التطوير لكن على اساس الاصالة وعلى اساس ان لا نتخلى عن القيم الاساسية التي ذكرت معظمها لن اكررها،
    اتمنى فعلا ان يكون الرجال يفكرون من هذا المنطلق لاننا النساء بحاجة الى رجل حقيقي يدرك كل هذه الحقائق مترفع عن النزوات التي تهدم المجتمعات، وعن الغطرسة والتسلط لمجرد انه ذكر، كما واتمنى حقا ان تكون النساء على القدر المطلوب من الشجاعة والجرأة المقيدة بالشرف والطهر، ان تكون امرأة بالمعنى الاصيل لهذه الكلمة، بعطائها واخلاقها وقيمها ومعرفتها وثقافتها، لان النساء هن اصل المجتمع، هن الركيزة في بناء المجتمعات المتحضرة المتسمة بالصفات الحميدة والاخلاق النبيلة..
    وانا مع ان النساء يجب ان يعبرن عن افكارهن ومشاعرهن بعبارات انيقة رقيقة مثلهن، ولتكن الجرأة في الكتابة ضمن الحدود الادبية بعيدة عن الابتذال والسفاهة، لان من يكتب بسفاهة بالطبع ليس بكاتب ومن ينثر كلمات الحب هنا وهناك ليس بعاشق بل هو زير نساء او مغامر عابث..

    تحياتي لكم
    ميرفت - لبنان
    Miro le 5/22/2008

    ReplyDelete
  6. .
    .
    أخت ميرفت مرحبا
    من ولع الجرأة أيضا أن تتمسك المرأة ذات الحروف الحميلة والقلم القوي بتلك الجذور العريقة والمنسية... ربما هي منسية فيما نسمعه أو نراه لكنها في ذواتنا راسخة رسوخ الإيمان بالله, وبالوطن وبالحب السوي والسليم...
    أتشرف دوما برؤيا هكذا ثقة بما نملك من أصالة ..ونتشرف أكثر بأن تكون هذه الأقلام النسوية الأصيلة أكثر تمسكا بالأصالة.. لأنها أمنا وأختنا وزوجتنا وحبيبتنا ونصفنا المكمل في كل شيء....
    ربما لأجل هذا نستأمنها على كل شيء.. ولأجل ذلك أيضا نمارس شغف الجرأة لنحظى بأروع النساء روحا وبأكثرهن أصالة
    ....
    سليم ... الأخ في الحرف .. والكتابة
    .
    .
    salimekki le 5/23/2008

    ReplyDelete
  7. فضيلة الفاروق: لست كاتبة جنس

    حجزت الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق لنفسها موقعاً ندياً في الكتابة، واستطاعت أن تبني شهرتها ككاتبة لها صوتها الخاص من خلال التراكم الذي جعلها غزيرة النشر، وقد صدرت كتبها تباعاً من بيروت، حيث تقيم، لدى دار رياض نجيب الريس ودار الفارابي، وهي مثل الكاتبة الجزائرية الأخرى أحلام مستغانمي مثيرة للجدل، وآراء نقاد الأدب منقسمة بشأنها، زيادة على أنها تكتب من فضاء خصب للإثارة والإبداع، وهذا الفضاء هو بلدها الجزائر، حيث المدن المغاربية تتشابه بسبب سيادة حالة من الإحباط العام..

    إنها كاتبة مغاربية ''مغتربة'' في بيروت المتعددة على نفسها. هنا نص هذا الحوار مع كاتبة يقرأها الشرق ولا يعرفها إلا القليل في فضاء مغاربي تقول عنه إنه جحود.

    ؟ تقيمين في بيروت، لكن ذاكرة الكتابة ومادتها بالنسبة لك موجودة في الجزائر، هل تشعرين أن كتابتك تنتمي إلى هجرات الكتاب وغربتهم، أم أن بيروت توفر لك فرصة أخرى لتأمل مصيرك ككاتبة؟

    ؟؟ كثيراً ما حاولت أن أكتب عن بيروت، ولعلها تحضر في مقالاتي كثيراً ولكنها لا تفرض نفسها في أدبي، الجزائر فضاء خصب للإثارة والإبداع، وهذا يبدو مناقضاً لمن يقرأ ما أكتبه، مدننا في الحقيقة في أغلب المغرب العربي الكبير محبطة، وتفتقر لهواء الحرية العليل الذي تنعم به بيروت، ومع هذا أجدني أكتب عن أمكنة الماضي، تطفو الطفولة بفضاءاتها، ومراهقتي بفضاءاتها، حقيقة بيروت منحتني وهجاً، ودفعاً لأبرز، ولكنها أعطتني دروساً كثيرة في الحياة لم أتعلمها في الجزائر، وأظن أنني استفدت رغم كل ما عانيته فيها؛ لأني اليوم أفضل بكثير، ولا أندم على أي مرحلة من حياتي. على هذا الأساس بيروت والجزائر فضاءان صنعا رؤيتي الروائية، وكونا بطاقة هويتي.

    ؟ لماذا في نظرك تتحول الكتابة عن الجسد إلى عار اجتماعي؟ هل لهذا علاقة بتصور ما عن وظيفة الكتابة أو الكاتب وكأنه مصلح اجتماعي؟

    ؟؟ الكتابة عن الجسد تتحول إلى عار عند فئات معينة في المجتمعات العربية والمتخلفة، إذن فهذه الفرضية خاطئة، وكون المتلقي يعتبر هذه الكتابة عاراً اجتماعياً فهذه مشكلته، خاصة وأنا أعرف جيداً وأنت تعرف جيداً أن عدد القراء في الوطن العربي ''يكادون يعدون على أصابع اليد الواحدة'' بمعنى استخفافي أقصده، فالوطن العربي الذي يهاجم كتاباً صدرت منه ألف نسخة يبدو مجتمعاً سخيفاً، خاصة حين ندرك أن الألف نسخة بيع منها عشرون نسخة في سنة، على أي أساس ينظر للكتاب على أنه عار؟

    هي وأحلام

    ؟ أنت وأحلام مستغانمي الجزائريتان اللدودتان، تقيمان معاً في بيروت، وتكتبان وتتنابذان أحياناً في الصحافة، هل هذا دفاع من ناحيتك عن حقك الطبيعي في الوجود؟ وهل تشعرين أن الأدب النسائي في الجزائر قد أصبح بشكل ما مركوزاً في مستغانمي؟

    ؟؟ في الجزائر كاتبات رائعات وكتاب رائعون، ومن الإجحاف أن نتوقف عند اسم واحد، لقد كتبت كاتبات كثيرات وناضلن من أجل الوطن ومن أجل إعلاء الحرف العربي ولكنهن قوبلن بالتنكر لهن، الكاتبة زهور ونيسي أحسن مثال على ذلك، والكاتبة جميلة زنير، والشاعرة مبروكة بوساحة، والقاصة شريفة عرباوي...

    ؟ موضوعة الحديقة السرية للمرأة، هل ترينها ماتزال قادرة على منح النص الأدبي النسوي ذلك الامتياز؟

    ؟؟ هل تقصد ركام الروايات الخليجية التي تكتسح السوق؟ أم أنك تقصد أسماء بعينها؟ بالنسبة لي النصوص التي تكتب تغربل بغربال النقد وتنتهي أسماء تظهر فجأة وتختفي كما ظهرت، حتى الأدب الخليجي تميزت فيه زينب حفني مثلاً، وفوزية شويش السالم، وبثينة العيسى، وربما أسماء أخرى لم أقرأ لها.

    هناك بالطبع أسماء يروج لها الناشرون لتحقيق ربح مادي، ولكنها أسماء لا علاقة لها بالأدب، إنها تكتب أشياء مثل روايات عبير، وآرلوكان الفرنسية.

    ؟ في روايتك تحضر أوتوبيوغرافيا شخصية، ألا تخشين من هذه النظرة التي تقرأ الأدب باعتباره مرآة للواقع، وهل توجدين على مسافة كافية من عدوى التطابق؟

    ؟؟ اقرأ صامويل شمعون في سيرته الروائية ''عراقي في باريس''، وستعرف أن سرد السيرة لا يتعارض مع بناء رواية جميلة، صحيح أني لم أكتب سيرتي بوضوح ولكني وظفت جوانب منها في نصوصي الروائية؛ لأني كأية امرأة تجاربي في الحياة قليلة ومحدودة، وعلى كل هذه صفة من صفات الأدب النسائي، وهي أيضاً السلاح الذي يوجهه النقاد للمرأة الكاتبة لمحاكمتها بدل قراءتها...

    لكن هذا لا يخيفني فكل مبدع يضع شيئاً من شخصيته في إبداعه، لقد تأثرت أول ما تأثرت بالكاتب تشارلز ديكنز وكنت صغيرة، ولكني كنت أتخيل ذلك الرجل حنوناً وشهماً ويدافع عن الفقراء؛ لأنه ذاق الفقر، فيما بعد حين كبرت قليلاً وبحثت عن حياته وجدته كما تخيلته...

    سحر ذلك الكاتب يكمن في أنه طعم أدبه بميزات من شخصيته وتجربته، وكل الكتاب الذين أثروا في بصدق لم يبتعدوا كثيراً عن حياتهم الشخصية منهم حنا مينا، وأذكر أني حين قرأت له ''الثلج يأتي من النافذة'' لم أتوقف عن البكاء طيلة الليل لتأثري بالنهاية، و''نهاية رجل شجاع''... حنا مينا يكتب من تجاربه ومحيطه والبحر الذي يميز أدبه لم يأت من فراغ.

    بعيداً عن الجنس

    ؟ في ''تاء الخجل'' هل كان يهمك كل هذا الاستعراء وذلك التلصص إلى الأعضاء الحميمية؟ ماذا يمكن أن تضيفي إلى كل مدونة الإيروتيكي التي أنتجتها الثقافة العربية؟

    ؟؟ ''تاء الخجل'' عمل مؤلم، لأني لم أذكر فيه كلمة نابية واحدة، ولم اسم فيها لا أعضاء جنسية ولا وصفاً جنسياً... كل ما هنالك أنها تتحدث عن الفتيات المغتصبات في الجزائر ومصائرهن المحزنة، ليس لها علاقة بالأيروتيكي أبداً، رواية صارخة في وجه النظام والمجتمع، حتى أن البعض أسماها رواية ريبورتاجا؛ لأنها نقلت وقائع محزنة عن وضع هؤلاء الفتيات اللواتي اغتصبن وكن ضحايا الإرهاب فيما عائلاتهن تخلت عنهن بعد أن أنقذهن الجيش وتحولن إلى مشكلة، حيث وضعن في مراكز تابعة للدولة، لكن المجتمع صار ينظر إليهن كأنهن عاهرات. هل تظن أن موضوعاً كهذا فيه مزاح؟ نص إيروتيكي مثل ''برهان العسل'' لسلوى النعيمي، وليس نصي الذي يهاجم القضاء في الجزائر، والنظام والمجتمع.

    ؟ أنت موجودة في بيروت التي تطبع، هل تعتقدين أنك كاتبة معروفة بما يكفي في بلدك وفي المغرب العربي، أم أنك تحتاجين إلى ناشر قوي وحضور إعلامي من أجل الوصول إلى القارئ المغاربي؟

    ؟؟ تعاملت مع ناشرين محترمين جداً، الأستاذ جوزيف بوعقل بدار الفارابي، والأستاذ رياض الريس بالدار التي تحمل اسمه، وإن كانت دار الفارابي غير قوية توزيعاً، فإن رياض الريس ناشر قوي وصحفي كبير ومحنك، ومع هذا لست معروفة جيداً في الجزائر والمغرب العربي، المسألة متعلقة بالتوزيع في المغرب العربي كله والعوائق الكثيرة التي تعيق الكتاب، منها أننا في المغرب العربي فتحنا سوقاً للكتاب كتجارة أولاً وثانياً كترويج لفكر معين، الكتاب الديني هو المسيطر على السوق خاصة في الجزائر، وهذا ما أرادته الأنظمة، وإلا كيف نجد مسؤولين في وزارات الثقافة لا يقرأون ولا يعرفون أكثر الكتاب شهرة في العالم؟ وكيف تمنع كتبنا من الدخول بسهولة فيما كتب تروج للإرهاب نجدها على الأرصفة أحياناً؟ غير ذلك شعوب المغرب العربي شعوب فقيرة تفكر بالخبز أولاً، والأولاد، والأمراض، وأشياء أخرى بتسلسلها نجد الكتاب في آخر القائمة أو أسقط بالمرة.
    .
    .

    المنفى البيروتي
    ؟ صرحت في ملتقى أدباء المهجر بالجزائر مؤخراً بأنك تركت بلدك واخترتِ المنفى الإرادي بحثاً عن الاحترام. أي نوع من الاحترام الذي تبحثين عنه في المنفى، وهل وجدتِه؟

    ؟؟ أحب أن أمشي في الشارع دون أن أسمع كلاماً يخدشني كأنثى، أحب أن أرتدي الثياب التي تعجبني دون أن يتدخل شخص غريب ويعطيني أمراً لأغطي رأسي أو أغير ثيابي لأنها لا تعجبه، لا أحب تلك النظرات الشبقة لي كأنثى، وأكره أن أقف لأوقف تاكسي فيقف لي عشرون حقيراً يدعونني إلى الركوب وكأني عاهرة.

    هذه بعض الأشياء التي أكرهها في الجزائر، وللأسف وجدت الاحترام في المنفى؛ في بيروت ترتدي الفتاة تشادور أو مايوه ولا أحد يعلق عليها، اللبناني لا يتعدى على امرأة؛ لأنها تأخرت خارج البيت، ولا ينظر إليها الجيران نظرة دونية لأنها تحضر مسرحية وتدخل بعد منتصف الليل، إنها ثقافة تريحني وتناسبني، أنا سعيدة في منفاي بغض النظر عن أي تعليق سخيف قد يلحق صراحتي.

    ؟ هل تؤمنين بأنَّ إصلاح المجتمعات يبدأ بكشف المستور والمسكوت عنه وإن لم تكن مهيأة لتقبّل ذلك؟

    ؟؟ أؤمن بأن الجرح يجب أن يُكشف ويُطهر وإلاَّ لا فائدة من صبِّ الدواء عليه وهو مغلق.

    المحافظون والرواية

    ؟ برأيكِ، إلى أيِّ مدى أدى نفور المحافظين من الرواية العربية واعتبارها ''مروقاً'' إلى تراجع مقروئيتها؟

    ؟؟إننا ننتمي إلى دين جميل هو الإسلام، وهو يجرد فكرة الله ولا يربطها بتمثال أو صليب أو وثن أو كاهن يعطي صكوك الغفران، ديننا يحرر الإنسان من التسلط البشري الظالم للإنسان ولكن الإنسان محتال كبير يخترع أسماء مختلفة ليبقي سلطته على البعض، هل نحن فعلاً بحاجة إلى من يسمون أنفسهم ''محافظين'' يراقبوننا كيف نمشي وكيف نأكل وكيف نلبس وماذا نقرأ ليرضوا عنا؟ وفيما ينفعنا رضاهم؟ لم أر ''محافظاً'' في الجزائر يحترم جاره وينظف محيط بيته ويغرس شجرة قربه أو يلقن البذيئين في الشارع درساً في الأخلاق.

    هؤلاء المحافظون يجلسون في أوكارهم ويقرأون بعض الروايات العربية أحياناً وينتقدونها بشدة لنشعر بوجودهم تماماً كالمثل الفرنسي الذي يقول: ''الخزّانات الفارغة تصدر ضجيجا قوياً''. على هذا الأساس ليس المحافظون هم الذين أساؤوا للرواية العربية، إنه مخطط كبير وحاقد من جهات أكبر من هؤلاء الأقزام الذين كانوا مجرد أداة صغيرة من بين أدواتهم لتحطيم البنية الاجتماعية في الجزائر، لقد ضُربت بيروت أوّلاً لأنها مركز النشر والإشعاع الثقافي في العالم العربي.

    أقلام جادة

    ؟ كيف تقيِّمين الرواية النسوية العربية في السنوات الأخيرة؟ وماذا قدمت للمرأة في نضالاتها من أجل التحرر؟

    ؟؟ إننا نكثر ونتطور ونتعثر ونتعلم، هناك أقلام جادة تناضل ليتطور المجتمع العربي، وهناك أقلام تُستغل من طرف دور نشر لتكسب الملايين. النساء اثبتن قدرتهن على القص والسرد وهذا شيء جيد.

    بالنسبة لي كجزائرية، أشعر بأن المرأة الجزائرية قدمت الكثير وغيّرت واقعنا نحو الأحسن بالرواية وبغيرها، أما في الوطن العربي فالمرأة غير فاعلة، أنظر إلى روايتي'' تاء الخجل'' موضوعها جاد وقاسي ولا علاقة له بالجنس كشهوة وممارسة ومع هذا رُوِّج له على أنه رواية جنسية، وانظر إلى'' اكتشاف الشهوة'' إنها رواية تروي مشكلة الزواج عندنا وكيف هي مبنية على أهداف خاطئة تحوِّل العلاقة بين الرجل والمرأة إلى جحيم، ولكن أيضاً هذه الرواية رُوِّج لها على أنها جنسية؛ لأنها صدرت في فترة تهاطلت فيها الروايات الجنسية من كل صوب وحدب، وقد قرأت عدداً كبيراً منها ولم أفهم مغزاها سوى أنها مخطط من بعض دور النشر لمقاومة إفلاسها.

    حوار
    حكيم عنكر، وحسين محمد 5/31/2008

    ReplyDelete
  8. بين الجزائر وبيروت

    حجة المنفى:
    ....
    هذه بعض الأشياء التي أكرهها في الجزائر، وللأسف وجدت الاحترام في المنفى؛ في بيروت ترتدي الفتاة تشادور أو مايوه ولا أحد يعلق عليها، اللبناني لا يتعدى على امرأة؛ لأنها تأخرت خارج البيت، ولا ينظر إليها الجيران نظرة دونية لأنها تحضر مسرحية وتدخل بعد منتصف الليل، إنها ثقافة تريحني وتناسبني، أنا سعيدة في منفاي بغض النظر عن أي تعليق سخيف قد يلحق صراحتي.

    ....
    سيدة فضيلة الجزائرية:
    أستغرب مثلك للمرأة الجزائرية التي لا تحلم بمثل هذه الاشياء ولا تطمح إلى نصفها .. لا تتوق إلى بيروت المتفتحة في المنفى .. لا تعرف شيئا عن الحداثة وعن الحرية ما بعد الحداثة المستهجنة...
    أستغرب لأمي التي تقف على عتبة الباب أو الشرفة يقتلها الرعب والقلق وهي تنتظر ابنتها التي لم تعد الى البيت بعد.. وقد قاربت الساعة الثالثة فجرا...
    أستغرب لجدتي التي تهرع إلى الخمار لستر خصائل شعرها حينما يدق الغرباء الباب وهي لم تعد تملك على رأسها ربع شعرة واحدة يدنسها السواد
    أستغرب لأبي الذي الذي يخنق ابنته بيديه ان فكرت مجرد التفكير بأن تخرج إلى دكان الحي بتنورة فوق الركبتين
    أستغرب لأخي الذي يتبع شقيقته علها تفكر بالسماح لذلك الزير باصطحابها إلى قاعة السينما او غابة الحيوان

    أستغرب لهؤلاء الجزائريون... سيدي فضيلة..
    هل شعب الجزائر متخلف إلى هذا الحد...
    ؟؟؟؟
    .
    .
    .
    نسيت أن أسألك سيدة فضيلة
    .
    .

    فعلا نسيت أن أسألك
    جزائرية.. اختارت منفاها إلى بيروت
    فأي منفى ستختاره لبنانية إن لم يكفها التفتح والتحرر في بيروت

    سليم مكي سليم
    6/1/2008

    ReplyDelete
  9. نعم

    وكم هو مجلبة للفخر تـخـلـفـنــا


    شوقي 6/2/2008

    ReplyDelete
  10. ثقافتنا


    ثقافتنا
    فقاقيع من الصابون والوحل
    فمازالت بداخلنا
    "رواسب من " أبي جهل
    ومازلنا
    نعيش بمنطق المفتاح والقفل

    نزار

    samaralnouri@hotmail.com

    ReplyDelete
  11. أدب الاستعجال معترف به عالميا والفاروق لم تكتب روايةً

    استضاف فضاء "صدى الأقلام" للمسرح الوطني الجزائ عية• عاب حميد عبد القادر على الجزائر كونها مدينة ترفض الآخر، على حد تعبيره، مرجعا ذلك إلى المخلفات الكولونيالية، ودعا صاحب "مرايا الخوف" إلى ضرورة إعادة قراءة الثورة التحريرية من جانبها الفكري لا القتالي

    وقدم عبد القادر روايته "مرايا الخوف" على أنها قصة حب مستحيلة في ظروف قاسية تلبست بقيم مزيفة اصطدمت مع القيم المثالية الصادقة للشخصية البطلة، شخصية زين الدين، معتبرا أن الرواية يجب أن تتناول التاريخ من نافذة الذاكرة لأن علاقة الذاكرة بالذات "قد تنتج أعمالا أدبية راقية"• وفي رد على سؤال لأحد الحاضرين عما يثار من جدل حول التفات الكتاب الجزائريين إلى الكتابة عن الأحداث الدموية، وضرورة ترك مسافة بين الكتابة وما يكتب عنه، قال حميد عبد القادر إن الكتابة فعل إحساس، ولا نكتب إلا الشيء الذي نحسه وأضاف أن هذه الالتفاتات ما هي إلا صمود في وجه الأحداث الدموية وصناعها، وأن هذا النوع من الأدب الذي اصطلح عليه بالأدب الاستعجالي، معترف به عالميا• واعتبر المتحدث أن أهم الأعمال الروائية هي أعمال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وهي المرحلة التي شهدت البرجوازية والحروب وكل المتناقضات التي تغذي الأعمال الروائية، أما ما يكتب اليوم فهو لا يصفو مصاف الرواية لأنه يخلو من التصوير الخارجي للأماكن والشخصيات، على حد قوله آخذا عن ذلك مثالا "فضيلة الفاروق" حيث قال إن "فضيلة الفاروق لم تكتب رواية لأن أعمالها تخلوا من التصوير الخارجي للأماكن والشخصيات، و كل ما كتبته هو مجرد خواطر وتأوهات"•ري الأربعاء الماضي، الصحفي والروائي "حميد عبد القادر" في حوار مفتوح مع الحضور حول تجربته في الكتابة الإبداعية
    nourbouka@yahoo.fr
    5/6/2008

    ReplyDelete
  12. فضيلة الفاروق جزائرية تتكلم باللبنانية
    وتقول انا امازيغية و احب وطني اكثر من كل الجزائريين
    هدا ما يعرفه كتابنا اليوم الافتخار بالنفس و الاعتزازبما يرفضونه في داخلهم اما الكتابة فهي جسر شهرة لا اكثر

    زينب بنت الصومام
    gzina.bejaia@yahoo.fr
    zineb 5/7/2008

    ReplyDelete