مبحر على عتبات الحرف

مراكب سكرية للحب "5" : حب وتذكرة سفر

بدأت أوظب حقيبتي بكل تأني... يحتدم على عيوني حزن حيرة وصراع...
متأزمُ نبضي.. متورط قدري في ثورة قراري الصعب..
كنت حينها موجعا إلى أفظع حد.. بينما جعلتني برودة أصابعي
أشعر بالجليد على كل شيء أحمله من خزانتي.. اتوسم في كل قطعة منه ذكرى
جميلة عشناها معا مرة بعسل حلو ومرة بمذاق مر .. لكننا لم نسأم من بعضنا
البعض طوال خمس سنين من الارتباط ...

أما هي فقد كانت تتكيء على عارضة الباب مربعة الأيادي .. تتنهد خلسة خشية

من أن أسمعها تئن .. لم تشأ أن تنطق ببنت شفة وواصلت مراقبتي بصمت ...
كادت حقيبتي أن تمتليء وحين هممت بإغلاقها ... أجهشت ببكاء مكتوم كبت في
صدرها الأنفاس التي سدتها بكلتا يديها كي لا يسمعها أحد ...
وقفت مطولا ولم أستدر كي لا أراها .. فتحت حقيبتي من جديد ... سحبت
أغراضا منها .. عوضتها بأخرى .. لم أكن أعي ماذا سحبت وماذا أعدت ... كنت
أحترق في جوفي مع كل انحناءة وقيام... كنت أريد أن أتكلم ... كنت أريدها
أن تصرخ أيضا.. أن تقول لي أو عني أي شيء ... كنت أسافر في خلدي إلى جحيم
الفراق الذي يذيبني وأعود .. كنت أشعر بلهيب جهنم ينخر وجعي ... لم أكن
أنطق بحرف .. لكنني كنت صمتا أصطخب.. ولم أشأ أن أتألم قبالتها فهي برغم
كل ضعفي أمام حزنها ليست بأشجع مني في كبرياء الحب ... هذا الذي نغامر به

كنت أعبث بملابسي التي رتبتها هي بحنو على رفوف الخزانة .. كانت تحب
ملابسي أيضا .. تعتني بها وكأنها قطع مقدسة .. كانت تصون قلبي بشوق من
خلالها.. فتطالع أغراضي المبعثرة في البيت تعيد ترتيبها كل يوم عشرات
المرات كي لا تنسى أنني ذهبت أو تأخرت أو غبت ...
كنت أقرأ حكايا انتظارها لي وخوفها على وأنا أعبث بتلك الملامس في حقيبتي
.. كنت أفعل ذلك على مهل ... أنتظرها أن تتكلم بل أرجوها في باطني ...
قولي شيئا أرجوك .. امنعيني .. اختطفي الحقيبة من يدي .. ارمي أغراضي على
الأرض ... ارميني أنا ... ادفعيني على سريري ... حطمي باب الخزانة على
وجهي ... اضربيني برقة يديك الناعمتين .. لا تسكتي أكثر أرجوك ... لا
ينسفني شيء أكثر من صمتك الذي يقتلني
...

بدات تبكي .. وأشاحت بوجهها عني حين حملت الحقيبة مارا قربها عند الباب..
لم ألمح إلا الجمرة متوقدة على شرايين عينها .. كانت محمرة عن آخرها ...
فجرت على بريقهما كل هدير الصمت .. انكسر خدها المبتل لوقفتي الخفيفة ..
وتوقف عن النبض قلبها الذي يلهث من كثرة ما اجترعه من كتم الأنفاس ...
تجاوزتها .. فعادت تتنفس بقوة ... تكاد تمتص ما تبقى في الغرفة ما
اجترعناه سوية .. بصعوبة من هواء .. ربما كانت تلك آخر ذرات الحب التي
نستنشقها معا... مررت ولم تكلمني بشيء .. ولم تمد ذراعها لتستوقفني كما
المعتاد .. شعرت بالانكسار مضاعفا هذه المرة .. هي لا تريدني أن أبقى إذن
...

تقدمت خطوتين .. لأخر مرغما على ركبتي .. كان طفلي الصغير واقفا بجمود
صاخب في وسط الصالون.. كان يرقبنا لوقت طويلا .. يرقبنا برعب .. شاهدني
وأنا أحضر الحقيبة ... شاهدني وأنا أحملها .. شاهدني وأنا اتجاهل دمعة
الحبيبة و الأم .. تراجع إلى الخلف قليلا حين تقدمت صوبه.. لم يعهد مشيتي
هذه بحقيبتي الثقيلة.. لم يحتمل رؤياي مقتربا منه لآخر مرة .. لم يكن
يفهم شيئا لكنه أحس بكل شيء ... يسألني بصمت آلاف الأسئلة.. يودعني
مفجوعا بعينيه .. يشعر بأنه سفر طويل .. طويل جدا ... لا يعرف أنه من غير
رجعة .. شعر بأنه الأخير .... لكنه لا يفكر في منعه .. لكنه يساعد عليه..
حملق بي وليد قليلا وكأنه يعاتبني بعنف ... التف فجأة خلف الطاولة
.. ومسرعا.. أهرع إلى غرفة النوم ... اختطف محفظتي التي نسيتها على السرير
.. وجاء يجري: بابا نسيت جواز السفر

دارت بيَ الأرض وفقدت توازني.. رميت من يدي محفظتي و ذراع الحقيبة
واحتضنته بكل ما أوتيت من قوة... وأخيرا بكى ... وبكيت .. وبقيت هي
ترقبنا من بعيد ...

بين ذراعيْ.. تضاعف خوف "وليد" ابن السنوات الثلاث .. لم ير أباه يبكي
بهكذا حرقة من قبل ... بدت عيونه حبلى بالدمع في باديء الأمر .. ولم يقدر
على البكاء حين مد يده ليسلمني المحفظة .. لم يكن راضيا بما سنفعل .. لم
يكن يعي الصغير شيئا "لماذا نرحل؟" .. لاحظ أنني نسيت شيئا ما قد يعيدني
إليه.. كان بوسعه ألا يفعل .. لكنه لم يكن يعرف "حيلة الحقد" الذي يجوز
أن نقابل به الاخرين حين يكافئونا بالرحيل ...

أحبك يا كبدي .. ضممته أكثر
حتى شعرت بصدره لما اهتز .. امتلأت أحداقه بالبريق واشرأبت شفتاه حين لم
تتمالك أمه نفسها من البكاء منسدلة على الجدار إلى أن أجلسها الوهن فوق
الأرض ..

حين سمعتها كذلك ... اقشعر بدني وارتعبت.. وضعت ابني على الأرض .. قبلت
رأسه وقلت له هامسا : ... وليد .. وليد بابا .. لا تبك .. ماما بخير ..
سأشرب كوبا من الماء وأعود ..
وقبل أن أقوم انحنيت إلى أذنه وقلت: اذهب إلى ماما .. قبلها وقل لها اسكتي .. رُح يا
وليد.. يالله رح

قبلني ابني وذهب يجري .. لم يبك وليد بعد كما بكيت أنا وهي .. لكن قلبه كان
منفطرا أكثر منا ... هرعت أمه وسبقته إليه .. حملته ووقفت ترقبني أسحب
قدميَ سحبا ناحية المطبخ ... كنت قد اختفيتُ حين لمحتْ تذكرة السفر بادية
من محفظتي في قلب جواز السفر العتيق.. هرعتْ إليها وسحبتها بعنف ثم
بخوف رمتها خلف الأريكة.. ابتعدت بوليد عن حقيبة السفر وضمته ...

.. كنت أحمل المنشفة في يدي حين عدت.. أمسح بها عرقا باردا كعرق الموتى على
وجهي .. لم أعد إلى وليد ..فقد كان في حضن أمه ... حملت الحقيبة وهممت
بالانصراف .. لكن وليدا صاح حين اقتربت من الباب: بابا ...

كان صوته رقيقا جدا .. لكنه أشبه بصوت الكبار حين يحزنون.. علت منه نبرة
الشجن ولم ينطق بعدها بشيء .. فقد أوصدت الباب خلفي بهدوء ورحلت..

توقفت عقارب الساعة عن الدوران.. وامتطى الصمت الغرفة من جديد ولا أحد
تكلم .. وقفا طويلا يرقبان طيف ذلك الرجل الذي بدا غريبا عنهما بعض
الشيء... حمل الحقيبة وغاب...

كانت تضم وليدها إليها .. ترقب في كل ثانية الساعة المطنبة في النوم قرب
سرير موحش وحشة الكهف المريب ... كان قد غفى في حضنها ولدي الحبيب وقد جف
على خديها كما على خديه بعض الدموع .. دموع أمه .. دموعي أنا...

وضعته على السرير وغطته برفق أكثر من ذي قبل ..تحسه اليوم أكثر وحدة من أي زمن مضى.. قامت
إلى النافذة .. تنتظر أحدا ما ..
من سيعود في هذا الوقت المتأخر من الليل؟ .. حملت سماعة الهاتف ثم
أعادتها ... راحت ثم أتت .. بدأت المخاوف تلتهم صبرها ... انحنت على وليد
وقبلته ... وليد ثمرة ذلك الحب الذي لا يقتله شيء ... حتى الغضب .. حتى
القسوة .. حتى الرحيل ... تفرك شعره بين يديها .. إنه يشبه أباه حين كان
صغيرا .. لكنني أؤكد أنه يشبه أمه أكثر .. فعيونه عيونها ... كانت تقول
لي: روحه روحك .. وليد أخذ منك طيبتك كلها ... وغضبك أيضا وحيرتك ...
أقول لها أن الشيء الذي متأكد منه أن وليد ورث كل شيء بشع مني وجميل من
أمه ... تنهدت عميقا هي تعرف أن ذلك الرجل الكبير حضوره في قلبها لا يريد
أن يكون أفضل من حبيبته بشيء حتى بجينات الأطفال ...

ابتسمت ودمعتها سبقت حركة الشفاه ...مدت يدها إلى سماعة الهاتف من جديد
..ثم أعادتها .. ثم حملتها ..ثم اعادتها ..بدأت تبكي لم تعد تدري ماذا
تفعل ..
هذه المرة جرت إلى الصالون . لم تتمالك خوفها عليه .. حملت تذكرة السفر
وشكلت رقم المطار .. أخبروها أن الطائرة أقلعت منذ ساعات ... ولم يكن على
متنها راكب بهذا الاسم ...

هرعت إلى النافذة مجددا .. تعصر الستائر بين يديها.. دق الجرس .. لم يكن معه
مفتاح الباب ..لذا جرت ... فتحت الباب وارتمت بحضنه: تأخرت كثيرا ..لماذا
تأخرت؟

تتوقف الدنيا عن الحراك ههنا.. بدأت تبكي ... فرك شعرها بين أصابعه وقبل
خصلة منها.. محاولا اسكاتها مازحها بلطف وقال: أنت مجنونة ...صح
قالت:أنتَ أكثر ...
ثم ابتسمت ورأسها لا يزال مغمورا في حضنه العميق

قال: أعلم والله... لكن هل سنبقى كمجنونين أمام الباب ... أين وليد؟

أدخلت الحقيبة وأوصدت الباب ثم قالت: هو نائم ..انتظر طويلا ثم نام ..
قال: أيقظيه ... سينام اليوم في حضني ..
أسرع الأب إليه وبدأ يوقظه برفق ودمعة الأسف ترقص على عينيه..
أما هي فوقفت ترمقهما بدمعة طليقة اغتالتها بسمة وليد لرؤية أبيه ..
التفت إليها وسأل: ألم تتعشوا بعد ... بطن ولدي يقرقر صح؟ ... أنا جوعان
قالت: ماذا تريد أن أحضر لك
قال: أي شيء المهم أن نأكل معا .. معا كل يوم ... كل يوم

أطال النظر إلى وجهها المشرق وقال: سامحيني .. أنا المخطيء دائما
قالت: لا .. أنت لا تخطيء أبدا .. أنا من أدفعك دائما لذلك ... أعتذر منك
قال ضاحكا: سنقضي الليلة نعتذر من بعضنا البعض إذن .. أين العشاء؟ وليد
جوعان أيضا.. صح وليد؟
.
.
.

سليم مكي سليم

مجرد حلم

ٍمراكب سكرية للحب "4": البحر في زجاجة

.
.
.

على أصابع الفرح الكبير يرقص حبري الأسود نكالا في الحزن الذي يسكنها ... تحبسني داخله ..أسطورة الألم الذي يعانق دموع امراة تبحث في داخلي عن الحب ولم تزل .. تتمزق على أشلاء ورقي المطوي أشواقها.... هناك في ضفة أخرى من أرقي الكبير ينتظر الحزن بشوق .. فرحي المغتال على عيون حبيبتي .. علَ أوصالها بشوق تضم أفراح قلبي الكسير لآخر مرة قبل أن نموت .. ولا تزال تنتظر

لفافة بيضاء تضم أجمل أوجاع الحب الكثيف.. يحملها قلبي المشغوف أنينا.. يكتبها برفق .. يلفها .. يزج بها في عمق زجاجتي الخضراء.. أحكم إغلاقها ببسمتي ... أقَبل عنقها .. وأحضنها طويلا ثم أرميها إلى البحر ...

ذلك الحب الذي يلملمني.. تزفه الأعاصير على متن أمنيتي ... ينشده الضباب حكاية يعزفها الرعد والمطر .. وأغني لها "على الشاطيء وحدي"... ورسالتي بعد لا تزال تموج.. على رقعة البحر المرصوف أمارس هواية الانتظار..
بين موجي المخضر وشاطيء حبيبتي .. نرتقب الفرح .. ونسمة عليلة تقرع الجرس لاعلان رحيل .. رحيل حزني الأكيد قبل أن يبتلعني الغرق في الأزرق الكبير.. قلب حبيبتي .. قلبي أنا

يطلع النهار.. وأسمع عزفا على البيانو .. وصياح نوارس ترحب بالأمل.. أقف باسما .. وتشرق الشمس على دمعتي.. توقظ الجراح أحلامي .. تستنهض السماء في زجاجتي البردانة بلسم الحب الجميل .. ننسى قليلا شظف الملوحة ..ولسعة البرد.. دفء الاشعاع ينبعث مرغما من زجاجتي .. فرحا بالوصول.. بإيصال الرسالة .. إلى حبيبتي .. هدية القدر

كم أشعر بالدفء ... رمال اللقاء تعانق ورقي .. وحبيبتي على الشاطيء .. تحمل الزجاجة ولا تصدق ... لم تفتحها بعد لكنها تشم رائحتي .. لا يمحو الزمان رائحة القلب الذي تحبه .. ولا تغير ملامحه أغلال البعد ومخالب الدموع وكثرة الوجع ...

نسيم هادر يلفحني .. حبيبتي تضم الورق .. إنها حروفي التي تقبل دمعها السعيد ... ضميني أكثر يا وجعي .. واقرئي قصاصتي الأخيرة لتشعري بأني حي .. لا أزال أكتب لك بيدي .. وأوفي بوعدي العتيق بأنني سأرحل إليك مرة كل كل يوم ... قبل أن أموت .. قبل ان يبتلعني البحر .. في قلبك الكبير

"حبيبها" أنا
وأنتِ القلب الذي يكتبني
إنه فرحي
ذلك الحب الذي يلملمني
فأغرق فيه ولا أموت
.
.
.

سليم
.
.
.
هكذا سمعتها .. أمواج البحر وهي تعزف على البيانو
على باب الصبر للموسيقار أحمد الزاير


تحية

معلق في حبل صمت ...

. . هب أنك يا قلب أخطأت
هب أنك كنت تقصد ...

هب أنك لم تقصد
أن تذبح ..أن تجرح ..
أن تطعن القلب الذي أحببت
ماذا لو أخطأت؟
.

.

قلب الذين تحبهم كل يوم من زجاج ...
ماذا لو كان يوما قلبك الطري إصبعا من صخر
ماذا لو خذشت .. ماذا لو كسرت ..
ماذا لو صرخت بعنف ..
فأوقعت من على مرايا الحب الرهيف تلك المزهرية
. .
هب أنك أخطأت .. هب أنك تقصد

هب أنك لم تخطيء... هب أنك لم تقصد
ماذا لو قصدت؟ .
.
.
هل ستشفع لك...
سلال الورود التي نثرت
تلال الأحلام التي زرعت
دقات الانتظار التي اجترعت
ورحلة سفر بعيد
مرتين كل يوم
من قلبك السعيد .. إلى قلبك الحزين
. .
ماذا لو أخطأت؟
هل ستشفع لك ..
أكُف الرجاء..
وحشرجة الاعتذار في حلقك المختنق
وبسمتك الذليلة ...
هل ستشفع لك ..
نظرة عينيك حين تلمع

.. دموعك التي ابتلعتْ
ماذا لو أخطأت
هب أنك تقصد ..
ماذا لو لم تقصد؟
هل تشفع لك؟
. . .
زخات ابتسامك في مطر حزين
هبات نسيم في إعصار هادر
نطرات شوقك في ليل صامت

أحلام فرح في عمر شقي
ماذا لو أخطأت؟

.
.
انتهيت؟
.

.

.
ماذا سيشفع لك..
غير بحر الصمت ذاك..

حين تُعلَق في حبله تحت السحاب
كدمية قش
تعلو وحيدا أنظارُك اليتيمة .. جمودَ ظلك وبرودة قدميك كلما عصفت تحتهما أمواج الموت..
الموت عابر.. يقطع الحبل .. .. تسبيك الرباح ..
ويسقط قلبك بين يديك ... يطير شظايا ..
ويقيك الشتات لما تبقى من العمر لهيب الحياة...
الحياة وحيدا .. وحيدا في حريق الانتظار ..


ما أفظع اللاحب بعد الحب ... حالة اللاحب, سكرات أليمة .. تذكرك كلما استيقظت ليلا..
أنك تــُـــحـَــبُ ببطء .. قطرة قطرة .. تنضج ببطء .. تُحضن ببطء ..
لـتـُــكره بسرعة .. ثم ترمَى... جرعة واحدة.. كلما أخطأت

فلماذا تحيا الحب ... حين لا يشفع لك ان أخطأتْ . . .
ماذا لو أخطأت؟.. هب أنك لم تقصد
ماذا لو قصدت
.
.

ماذا لو صبرتْ؟
.
هل ينتهي الحب؟ . . ماذا ستخسر
وماذا جنيت؟ وماذا تبَقى؟ ..
بعد لحظة موت تدلى طويلا بدمية قش.. تذروها الرياح ..
بقلب معلق مثل الجريدة .. في حبل صمت
تقرأ صمتها طويلا طويلا ..
ليقرأها الصمت .. فقط الصمت ..
وحرقة حنين .. ومأساة انتظار ...
لصفح مستحيل من قلب تعود أن تخدشه بلطف .. فيبتسم لك بعنف ..
دون أن يخبرك في غمرة رحيل .. رحيل جارف ..
بأنك حب هش وأن قلبه من زجاج.. لا يجوز ان يخدش
.
.
ما الذي فعلته القلوب بنا؟
ماذا لو لم تفعل؟
.
.
ما أبشعنا حين نجرح قلوب الذين يحبوننا ونحن نقصد
ما أتعسنا حين نخدش قلوب الذي نحبهم ونحن لا نقصد...
بدلال أطفال صغار تعودوا على الصعود بعنف على أكتاف الأمهات الباسمة..
ما أفظعنا حين نغضب.. حين نرفس أوصال الذين نحبهم .. ولا نبالي ..
بذاك الصمت .. نتجاهل المعاناة .. نتجاوز الألم ...
ونقول دوما
ماذا لو أخطات
ماذا لو قصدت ..
ماذا لو لم أقصد
أوليسوا هم .. أولئك الذين نحبهم.. نحبهم بعنف . . .

لم أكن أقصد
دائما لا يقصد ماذا لو قصدت ؟؟؟ . . . .
.
.

مهلا يا قلب
حافظ على الحب ..
فلحظة الوداع تتربص بك حتى وان لم تخطيء

فماذا لو اخطات
.
.
وشكرا على الصمت
لأنه بحق أفضل عقاب ..
لأتفه خطيئة

.
.
.
. سليم مكي سليم