مبحر على عتبات الحرف

لحظات قبل رحيلي ...

.
.
.
كان الوجود بلا معنى, واكتشفت أن الأيام حين يخذلك الآخرون, مجرد ريح تعبر الصحراء فلا تزيدها إلا جفافا...


لحظاتٌُُُ قبل رحيلي.. علمت أنني لم أكن أحيا بينهم... بل هم الذين ماتوا في عيون شوقهم إلى احتراقي..

لم يفهموا شيئا مما قلت لأنهم لا يريدون إلا سماع صوت الصدى .. صدى أصواتهم يكسر أشواقي..

لم يدركوا أن في حروف غضبي.. جذوة الحب الكبير الذي انتحر في دمع دمعة أحداقي


لحظات قبل رحيلي.. قرأت على جبين السماء.. وفوق موج البحر.. تحت طيات الثرى
أن نشوة الحب تبدأ بسرعة ثم تنتهي بسرعة.. وأن أكثر ما في الحب من جمال.. هو ما يتركه في قلبك بعد الرحيل ..من شجن وألم وفراغ ولوعة...


لحظات قبل رحيلي.. أحسست أن الموت يداعب الحلقوم.. وأن العمى يلف العيون.. وأن الفضاء يندثر من حولي كما تندثر النجوم عندما تشرق الشمس قبل ميلا الفجر...

لحظات قبل رحيلي.. رميت بصري خلف ظهري .. علَِيَ ألمح خطاهم تلهث صوبي قبل المضيْ.. تتمنى اللحاق بي قبل الرحيل.. تتمنى رؤيا السلاسل تسمر أرجل وجداني على أرض المحطة..
لكن المحطة في غفوة حلمي انمحت.. واغتال الرحيل صفير القطار...
وعدت أدراجي خائبا إلى قوقعة النسيان العتيقة ..

حيث لا أرى أحدا ولا يشعر بي أحد ...


سليم مكي سليم ...

11 comments:

  1. ((لحظات قبل رحيلي ...))

    كلماتك تنصب في قلبي شفاءً ..
    تحول عذابات حب أشرف على الاحتضار الى أنغام قيثارة عذبة تذوّب ما تراكم من عتاب ولوم تركه مر الهجر فينا ..
    لست أعلم كيف تفعلها ومتى بدأت أصلاً بدأت في فعلها...
    فعني أنا قد عجزت أن أجد لقسوته مبرراً ولتخاذله أسباباً .. ولمّا رضيت بالرحيل كحل أخير أبث عبره ذات السم الذي أذاقني اياه شهوراً.. وأوغله في شرايينه وبين انسجته حتى تشربه خلاياه .. ويمتصه قلبه .. فيصير في كل يوم يموت بذات السم مرة تلو مرة ..
    هكذا فقط وجدت متنفساً عن عذاب طبعه وجهه فيني.. عذاب سميته أنت :عذاب الحب ..
    ومازلت لا اجد حلاوة في عذابي .. ومازلت لا اجد متعة في عذابه ..

    اسلوبك رائع
    أعجبني ردك بخصوص مسلسل (ظل امرأة) وانا من متابعيه
    أحرفك ببساطة حكت كل مافي جعبتي من كلام عن ابطال قصة الحب تلك .. أراهم حقاً ضحايا حب أناني .. حب لم يفهم بعد أنه عندما تنصهر الذوات وتذوب الأرواح في توائمها فإن انانية الاحتفاظ بالألم تتلاشى كبقعة سواد تتوه في نور عظيم ..

    تحياتي:
    زمرد ...

    ReplyDelete
  2. أشعر بالألم مضاعفا حينما يتجاوزني أنا.. فأراه أقسى وأفظع كلما خنق غيري

    لا نملك غير الله نحس بحبه الذي لا ينتهي ... الله مالكنا وخالقنا ورازقنا ...فمم نخاف... إن الذي خلق لنا قلوبا ..قد خلق لها قلوبها في زمن ما .. في مكان ما... وتستمر الحياة .. لا بد أن تستمر

    ReplyDelete
  3. رائع یا صديقي
    جميل جدا ما خطته يداك
    أرجو ان تقرأ " الكأس الأخيرة "
    تحياتي
    صافي
    safi 5/28/2008

    ReplyDelete
  4. أحيانا يكون الرحيل شر لا بد منه..يحزننا في البداية لكن نتعود مع الوقت على تناسي الأوجاع التي يخلفها في نفوسنا...
    خاطرتك مستني كثيرا بالصدق والحيثيات التي نقلتها وخاصة قولك" لحظات قبل رحيلي.. رميت بصري خلف ظهري .. علَي ألمح خطاهم تلهث صوبي تتمنى اللحاق بي قبل الرحيل.. تتمنى رؤيا السلاسل تسمر وجداني على أرض المحطة..
    لكن المحطة انمحت .. واغتال الرحيل صوت القطار, وعدت أدراجي خائبا إلى قوقعة النسيان العتيقة .. حيث لا أرى أحدا ولا يشعر بي أحد"..

    أهنؤك على رهافة حسك


    نادية

    ReplyDelete
  5. نص مرهف الحس

    يقول لك أحزانه كأنه يهمس بها همسا


    شكرا لك

    سمر

    ReplyDelete
  6. وأن أكثر ما في الحب من جمال.. هو ما يتركه في قلبك بعد الرحيل ..من شجن وألم وفراغ ولوعة

    اليس هذا ما يجعلنا نكتب ايضاً
    السنا نكتب ما يتركه الحب في قلبنا بعد الرحيل؟
    جميلة جدا خاطرتك اخ سليم تحياتي لك
    ميرفت

    ReplyDelete
  7. .
    .
    ...أخي صافي
    أي "كأس أخيرة" ممكن الرابط رجاء

    ---
    ...أخت نادية
    لا أحب المستسلمين لنزوات الأنا ولا المنتحرين في تابوت الرحيل... قرأت في أحد ردودك على الأخ شوقي جملة بليغة لنزار ...الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الابطال ...... قكرة قوية قد توحي بمشروع رواية يقرأها المنتحرون ليواسوا بها فشلهم في الحفاظ على الحب.. لكنني أبدا لا أرغب في أن أجسدها على صفحات أيامي لا نصف مرة ولا مرتين...
    ربما هو آدم.. يستحيل عليه العيش وحيدا.. يمقت البكاء طويلا على الأطلال
    يخاف من الرحيل أكثر من حواء.. وليس كل ذكر آدم ..أتمنى أن يكون هذا صحيحا..

    ----
    ...أخت سمر
    صوت الشجن يملك نفس الأحبال الصوتية عندما تبكي القلوب الثكلى

    ---
    ...أخت ميرفت
    حين نكتب جراحنا نشرحها تحت نور الشمس ونتلذذ بفضحها وتعذيبها
    فقد عذبتنا بما فيه الكفاية وتستحق الذبح على أسطر الصفحات

    ---
    دمتم بخير
    salimekki 5/29/2008

    ReplyDelete
  8. وأن أكثر ما في الحب من جمال.. هو ما يتركه في قلبك بعد الرحيل ..من شجن وألم وفراغ ولوعة

    اختلف معكم في الرأي
    ميرفت والاخ سليم الالم بعد الحب لا يستوجب معه اللذه في الكتابه
    انه حريق استطيع فقط توجيهه نحو من اخطء في تقديراته ورحل

    فلو خيرت لما اخترت ان اجرح كي اكتب
    لو خيرت لحرقت صفحاتي البيضاء التي تستوجب ان انزف كي تمتلئ

    zahra yamani 5/31/2008

    ReplyDelete
  9. عندما نكتب بعد رحيل ، فنحن نكتب وجعنا ننحره على الورقة كي لا يذبح قلوبنا
    ليس في رحيل الحب لذة وقد يؤمن البعض ان في الالم لذة لكني لا اكتب لذائذ الحياة بل اوجاعها ، وعندما نشفى من اوجاعنا تبقى لذة الكلمات التي كتبنا، تبقى لذة الكتابة حينها فقط

    ميرفت

    ReplyDelete
  10. فنحن نكتب وجعنا ننحره على الورقة كي لا يذبح قلوبنا

    ...اقنعتني بطريقه رائعه
    اذا كان خروج الالم والجروح التي ارغمنا على تحملها هو سبب اللذه فنحن اذا محظوظون باقلامنا

    zahra le 5/31/2008

    ReplyDelete
  11. .
    .
    نستعيد الماضي.. لا لكي نفتح جراحا أو نجدد آلاما ... نستعيد الماضي لكي لا تذهب التجربة هباء ولا تصبح الذاكرة عذراء

    حينما يصبح الرحيل غدا مجرد ماض واندثر.. مجرد ألم .. مجرد ذكرى.. فعلى الأقل.. اعترف بأن ذكراه بكل شجنها أصبحت لك أكثر من درس وأوعظ من عبرة..
    ألا يتعلم المرء من نكساته وانتكاساته ومآسيه؟؟؟

    تحية

    ReplyDelete