مبحر على عتبات الحرف

إبتسامة ما قبل الرحيل

ونفتش عن بعض أجزاءنا الضائعة .. ونبحث عن أنفسنا فيها
نسأل ذواتنا بلا توقف ..لماذا نحس دوما بأن هناك شيئا أو أشياء كثيرة دوما تنقصنا ..
متى نشعر بالقناعة .. متى نشعر بالرضى .. ونفرح ذات يوم ..
وننال ما حلمنا به ..فتتراءى لنا أحلام جديدة كبرى
نحقق بعضا منها لتخلفها مطامع صعبة صعبة أخرى ..
متى نتوقف عن الأحلام ...
متى نتوقف عن الجري خلف أطماعنا ...
يقولون تلك طموحات الانسان المشروعة ..لكن ؟؟؟
أوليس فيها بعضا من الأنانية ... أولا يعترينا بها الكثير من الأحزان اذا نحن ما رمناها ..
يا ترى ..ما الفرق بين الحلم وبين الطموح ..
ما الفرق بين الحقيقة والخيال ..
ما الفرق بين الأنانية والتطلع الى الكمال
يا ترى ..هل من قدر الانسان أن يظل متقلبا بين الرضى والقنوط
نحن لا نناقش القدر والله ..لكننا دوما نفتش عن استقرار روحي لا مشروط ....

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
وسألـتـْني بهدوء بعدما اقنعتـُها بالرحيل
- هل ستحب سيدة أخرى؟
- لست أدري ..لا يمكنني أن اجيب
- لماذا ؟
- لأنك السيدة الوحيدة التي ارتبط قلبي باسمها ولم أفكر بعد في مصير قلبي بعدما ترحلين
- هب أنك ستحب سيدة أخرى ..كيف تحبها ان تكون ؟
- لماذا تصرين على تجريحي ؟
- والله لم أقصد ..لكنني أريد أن أطمئن عليك بعد أن أرحل ؟
- اطمئني .. تعرفين مدى قوتي وصلابتي ..لن أموت لا تخافي
- أعرف كم أنت رهيف ..أعلم كم أن أحاسيسك واهنة مثل خيوط العنكبوت
- لا عليك ستشتد صلابة بعدما تذهبين
- لا أعتقد
- بل اعتقدي واقتنعي ..لن اموت
- لكنكَ لم تجبني ..كيف تحبها ان تكون ؟
- أرجوك كفي عني عصفك بمشاعري ..أوليس حريا ان أقتنع أولا بفكرة اعتناق امرأة أخرى لقلبي وبعدها أفكر في تفاصيلها كيف هي ومن تكون ؟
- رجاءا قل ما تحس به .. لا تجعلني اشعر أنني لا أزال حية فيك .. لقد اقنعتـَني بالرحيل ومالم أقتنع بأنني فيك انتهيت لن أرحل ..سأتراجع عن قبولي بالرحيل ..
- ومن قال أنك ستموتين في أعماقي ..ستظلين حية تتنفسين من دمائي وفي أوصالي تنبضين .. من قال أنك حين ترحلين ستنتهين ..
- لماذا ترغمني اذن على الرحيل ؟؟..
- لأنني لست الا خيالا .. افهمي ..لا أستطيع أن أبني لك بيتا ولا حتى ان أشتري لك كل يوم قطعة خبز من النوع الرفيع .. لأنني لا أملك فرصة للعيش كما يرغب أهلك وكم انت للأمر تدركين .. لا قرار غير الرحيل سأتخذ ولن أتراجع عنه مهما تفعلين ..
- أتصدق بالله
- ونعمَ بالله
- لن أجد في حياتي كلها بل في حياة كل العاشقين روحا تشبه روحك .. تضحي بأجمل أحلامكَ كي تحقق أحلام الآخرين .. تنسى أن الكل مشترك في الجريمة وتعتبر نفسك المذنب الوحيد .. وتدفع الثمن وحيدا وتـُظهر للكل أنك قوي مستكين ... لست انا التي تخدعها بهذه الكلمات ..عذابك يستمد أشواكه من آلامي .. وجراحك تتقلب بين أحشائي .. أنتَ تتلوى متقطعا بذاك الألم وتنقبض نظراتك الهاربة التي تفر من أحداقي من كثر الأنين .. دافعتَ عني حين أرغموني واليوم حين حين الى قرارهم اقتادوني تنكر أنه لا وجود في قلبك لأحلامنا بعض الحنين ...
- هللا انصرفنا ..
- هل سئمتَ حتى من آخر لقاء بيننا .. لا يزال لي عندك سؤالا لم تجب عنه بعد ..كيف تحبها ان تكون ؟
- عم تتحدثين ..من هذه التي تسألينني عنها .. ليس في قلبي مكان جديد للحب فلا تسأليني مجددا هذا السؤال لا تصري ..
- وكأنك تريد اخباري أنه لم يعد بمقدورك ان تحب من جديد .. أعلم انك لا تستطيع ان تحيا بلا حب ..قلبك يستمد بهاءه ونشاطه ونبضه ودماءه من الحب .. لمَ تفر من مواجهتي ..
- أستغفر الله -مع تنهيدة عميقة - أما آن لهذا الحوار العذب أن ينتهي ... ماذا تريدين بالضبط ..الامَ تريدين الوصول .. مالذي يهمك في مستقبل لا يعنيك ولا يعنيني لأنني لم أعد أفكر فيه قط .. هل تغارين على شيء في حكم الغيب ..قد تنتهي أيامي قبل أن يطلع أول خيط من النهار .. وكأنك تريدين ان تتاكدي ان كانت التي سوف تسكن قلبي من بعدك أحلى منك ام أنت الأجمل ... أهذا ما ظل يهمك؟... لم أكن أريد فتح كل جراحي فأنت تحسينها كما لو كنت تحيينها بدلا عني .. أنا لا يهمني اليوم ان كنت سأحب من جديد او لا ..ولا يهمني كيف ستكون المرأة الأخرى التي تختارها الأقدار لي .. كل ما اعلمه الآن انك لا بد ان تنفذي القرار الذي حكمتْ به الأيام علينا ..ولا حاجة لي بالبحث عن الجارح والمجروح ولا عن الخاسر والمستفيد ..هي الحياة يا غالية .. أولا تصدقين انك غالية ..لك ان تطمئني انك من أجمل أسراري و ألذ ذكرياتي التي لن تموت .. ولك أن تعيشي مستقبلك الجديد بعيدا عن هذه الهواجس .. أرجوك سلمي أمرنا لله .... واعلمي أننا لسنا مخيرين في شيء يفوق طاقاتنا .. أرجوك ...أرجوك ابتسمي
- لا إله إلا الله ..- وابتسمت بكل ما آتاها الله على شفاهها من شجن جميل- ..ها قد ابتسمت وان شئت ان أغني لك أغنية غنيت .. هههه, وها قد ضحكت, لأول مرة أرى قتيلا يودع دنياه وهو فرحان .. أهكذا تريدني أن اودعك ..أن أودعك فرحانة ؟؟؟؟؟؟.. سأبتسم, لقد اكتشفنا الحب سوية, وحين نضج اكتشفتُ أنك وحيدا من يقرر الاختيار... لن أقاومك, سأظل مبتسمة, لا أحب أن أحرمك من ذلك..
- أرجوك لا.. لا تبكي... ابتسمي أرجوك.. لا تحرميني لو استطعتِ من أن أراك لآخر مرة مبتسمة, مؤمنة, قوية كما عهدتك دائما ..وأن تقولي لي في امان الله أستودعك ...أرجوك ابتسمي -وكاد يختنق صوته لغصة الدمع في مقلتيه- ابتسمي بعمق واجعلي ايمانك بالله قرة رضانا بما آلت اليه نهايتنا في دنيانا ... ((***))

ولم تتمالك ((***)) نفسها من الشجن ..وبكت ..وبكيتُ في أعماقي كلما سقطت دمعة على خديها .. وأسدلت رأسها حين استحت ان تريني وجهها باكية واستدارت مشيحة جفونها المبتلة عني, عن جراحي, وعن عيوني, ينصحون بألا نكب الملح على الجروح, وقد كانت مالحة جدا دموعي .. ثم قامت وحملت حقيبتها الصغرى وانصرفت بهدوء دون ان تودعني ولو بكلمة ..كان آخر كلامها أمامي بضع من الدموع الحيية الحارقة .. لن أنساها طوال عمري .. لست اعرف شيئا عنها بعد ذلك اليوم ... لكن الذي واثق منه هذا اليوم أنه قد تحقق لها وعدي لها بأن تظل أجمل أسراري وألذ ألذ ذكرياتي التي وان مت أنا في أبدا لن تموت ....
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
اهداء الى كل من حرمهم الزمان من أن يموت الحب فيهم بعدما ولد فيهم من دون علم ولا اختيار ...

سليم مكي سليم - ورقة من بين الألف لرواية لم تنشر بعد

اغترب كثيرا ... أيها المسافر وحدك

19 comments:

  1. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
  2. هي نفس الخطوط اذن
    نتقاطع كي لا نلتقي ونتوازى كي لا نفترق
    نفس الحروف
    نفس المعاني
    نفس الشجن

    لست وحيدا إذن.. وهي أيضا ليست وحيدة..
    سعيد بهذا...رغم أن الكلمات التي ننقشها هنا تحفر عميقا في باطن القلب..
    سعيد

    ReplyDelete
  3. Anonymous26/6/08 13:45

    نهاية متطرف من نهايات ذاك الخراب الجميل، قمة الألم أن تحول روحك إلى أشلاء بملء إرادتك


    الرد جاء بمنتدى احلام مستغانمي
    par Asturias le 6/8/2008

    ReplyDelete
  4. Anonymous26/6/08 13:46

    جزاك الله خيرا يا سليمان الحكيم ، فقد أبدعت حين أريتنا الموجة من بحر لم نر زرقته ، ولم نخبر طريقه ، ولم نسبر أغواره بعد ، لكن مما لا ريب فيه أن هذه الموجة ، أسالت لعابنا ، لتتبع خيوط القصة ، وشكت فينا إبر الفضول وبعض الشغف ، لنقرأك يوما ما ،
    تمنياتي لك بالحب ، والتوفيق
    والسلام
    تعقيب صغير لتعليق الأنسة ليا
    الألم الذى نقترفه بأيدينا يكون لذيذا جدا ، دون أن نكون ماسوشين في العمق

    menoberinne@hotmail.fr

    ReplyDelete
  5. أي الحـُبين أفظع؟
    le 6/9/2008

    أخي م.بيرين
    أعدك بأن أركب نفس الموجة لأخترق بصخبها آذانكم أو أداعب بنسيمها جبينكم, رموشكم وعيونكم

    ستستمر الحكاية ولكل شيء قدر

    وعن تعقيبك الصغير على أختي ليا أعقب بدوري أن الماسوشية الحقيقية تترعرع في أنامل وحناجر وأسطر الذين لا يفرقون بين الحب الذي يجب أن يموت ليحيا الآخر, وبين الحب الذي يُرغم على البقاء حيا ليقتل الآخر
    فأيهما أقرب إلى الأيلام وفظع في الألم

    أخوكم سليم

    ReplyDelete
  6. Anonymous26/6/08 13:48

    يكفي ان تعلم انك ابكيتني بهذه الابتسامة ما قبل الرحيل لتتأكد من نجاح ما كتبت ومدى صدقه وتأثيره في النفوس
    تحياتي لك دوما

    ميرفت

    ReplyDelete
  7. Anonymous26/6/08 13:49

    لن أتراجع عن عادتي "السيئة" في ان اكون صريحة وتلقائية في ابداء رايي..
    ما خطه قلمك سليم ينشر جرحك الذي مايزال طريا على الملأ..في خاطرتك كثير من الذكرى والحنين والوجع المكبوت.
    ..
    ما شدني في مكتوبك صدقك بدرجة اولى والقوس الذي فتحته الحبيبةمن باب السؤال و فتحته انت من باب التشويق..لازلت انتظر إجابتك على السؤال "هب أنك ستحب سيدة أخرى ..كيف تحبها ان تكون ؟

    ReplyDelete
  8. أخت ميرفت
    تحيتي لقراءتك العميقة, ستبقى الكثير من ابتساماتنا ودموعنا جزءا منا, نعتنقها بحب ولا نفرط فيها حتى وإن صنعت بعض أحزاننا الجميلة الكبرى, عظيم من يبتسم وعلى عينيه دموع, هكذا ينبغي أن نكون دائما حين نحزن.. ابحثي عن هذه الصورة ستجدينها في أعماقك ولا بد...

    تحياتي

    ReplyDelete
  9. الكاتب لنفسه, والكتابة لغيره .. ومن الصراحة لا يجب أن نخاف
    le 6/9/2008

    أخت نادية

    أخشى أن يموت هو قبل أن يجيب عن ذاك السؤال, نحترق دوما ونحن نبحث عن الاجابات السريعة... الجرح ليس بالضرورة جرح الكاتب, لو شاءت الاقدار أن تقرئي كل ما كُتب ستكتشفين أن هذا القلم فضح جراح كل البشر, ليس فقط جرح هذا المحب المنتحر... الأبطال كُثُـرُ كثرة العيون التي نراها على وجوه المارة في المدينة والمحطات.. الدموع غزيرة دوما غزارة الأمطار التي تغسل قلب الأرض بعد السبات... السعادة معبودة الجماهير الأولى.. والحب هو الوحيد الذي نحتضنه أبديا في اوجاعنا منذ الطفولة الأولى إلى لحظات الاحتضار بعد وداع الشيخوخة الأخير...

    أكتب عن الكل...للكل ... لكنني أشك دائما هل كنت اكتب عن نفسي؟؟؟

    ملحوظة صغيرة: تاريخ هذه الصفحة بالذات سجل حوالي سنة 1994 واظن أنني يومها لم اكن كبيرا بما فيه الكفاية لأرسم تلك الدموع بذاك النضج, لكنني رسمت وقيل لي أنني نجحت..
    أستغرب لذلك برغم يقيني بأني لم أعاشر تلك الجراح بعد

    سليم مكي سليم

    ReplyDelete
  10. ... الآن فقط عرفت الإجابة عن سؤالي اليتيم ... هببت واقفا ً .. صافحتها .. وانصرفت .... مخلفا ً ورائي .. ألاف الأسئلة ................


    ليا

    ReplyDelete
  11. الأسئلة أرامل
    في الساعات المتاخرة من الليل


    كم انتٍ رائعة مع النجوم و الليل رغم السهر
    أحييكٍ
    صافي

    ReplyDelete
  12. الأسئلة عتمة .. والإجابات قناديل ... معلقة في ذاك الضوء ... إلى الأبد ...

    شكرا للمرور
    لـيــا

    5/19/2008

    ReplyDelete
  13. حينما قرأتها أول مرة في ذلك الزمن البعيد.. اكتشفت أننا جميعا خلقنا لنفس الحروف ... لنفس المعاني .. لنفس المآسي

    ولنفس الأسئلة

    ثم اكتشفت فيما بعد أنني أملك الكثير من الأجوبة .. لكنها ستظل حبيسة وجداني الدفين في عتمة الليالي التي لا تبيح انقشاع الظلماء على أسرارنا المكبلة في أوجاع الصمت ...
    تلك آلامنا العميقة وأحلامهم الموغلة

    salimekki le 5/22/2008

    ReplyDelete
  14. الحزن أليف الروح
    و لكن
    حين يخدره النسيان
    و يرتدي معطف الذاكرة
    سيبدو مؤلما أكثر
    دعوه شفافا
    يجرح بلطف
    و نرى الحقيقة خلفه....

    صافي

    ReplyDelete
  15. Anonymous8/2/09 22:28

    يا مسافر وحدك ....
    .
    .
    .

    (( إليكم .. ستورق ذكراكم في قلوبنا دائما ً .. حين يطوينا النسيان ... )

    .. كان الوقت بعد منتصف الليل .. بينما أنا في طريق العودة .. لم يكن هناك سوى صوت المذياع الذي كان يشق عنان ذاك الصمت القاتل .. ..... إنطلق صوت عبد الوهاب باغنيته الشهيرة .. يا مسافر وحدك .....................
    تذكرت نفسي على الفور .....

    أضحى الآن قلبي وحده .. يجول فضاءات الذاكرة .. حين دقت نواقيس الفراق داخله المخبأ بالمتناقضات ... وكونشيرتو الإنهزام ...

    كانت خطاه الحائرة تودع أرصفة ممزقة .. أودعها سره الغامض ... الليل يحتضر على صفحات كتابه الباكي .. المستسلم للمل الراسخ بين سطوره الغارقة في الدهشة ... وبقايا نقشه المجنون على قارعة التحدي .. يلملم بقايا مالا مح محبوبته .. التي تتلاشى كلما حاول ذاك القلب تجميعها ...

    تجرفه أمواج الشوق الحائرة .. لدوامات الإنفصام .. وتتوحد مع صمته .. ظله .. وكأبته .. الموشومة على عمر لياليه وأيامه .. يقفز من رأسي سؤال حائر .. يمسح بالدهشة .. تلك الملامح المتعبة أبدا ً .. : ... هل سترحل ؟؟ ..... لتغمد خنجر النسيان في صدر أحلامي المهملة .. هل سيجهض فجرها الوليد .. وسط ركام الفوضى .. وبقايا الأسئلة المهترئة ....

    ... يسدل الفراق ستائره على أمنيات قلبي وايامه .. التي أتعبعا وأتعبته ... أتصفح ذاكرتي .. خيالات لزجة عالق فيها غبار العمر المتناقض .. وكل مفارقات الموقف تمر بطيئة ... صور الأصدقاء .. وأشباه الاصدقاء ... وبقايا الأصدقاء ..........

    .. عصبية بالغة تحتويني .. أضع يدي على رأسي ... كي يتوقف نزيف الماضي المثقل فيه ... لكن .. نداء الذاكرة كان عاليا ً ومؤلما ً .. الطريق أعرفه جيدا ً .. أعرف خطواتي المتعبة .. لكنني لا أعرف شيئا ً ...........

    فكرة ما تشتعل برأسي .. تحاصرني .. أطردها .. تلملني .. تبعثرني ... تسيطر علي .... أستسلم لها بانكسار متوقع ....... أهمس في نفسي .. : .... لا بد أن أراها .. أن أمنح عيني .. معجزة أخيرة للصلاة في محراب السحر الغامض الحزين المتوسد في عينيها وملامحها ... لا بد أن ابوح بسري الغريب .. كي أطفأ نيران الشوق المتأججة بمهجتي .......... أم أرحل في صمت .. كي أطوي صفحات كتبت بدموع الوحدة .. وحنين فرّع في الصدر .. أزهار .. الإحتياج ......

    وقلبي .. ؟؟ .... هل سينسى سره كما تناسيت أشياء كثيرة كثيرة ..... يعلم أنها لا تحبه ... لكن .. يكفيه أنه يحبها ..

    .. يكسوه الكبيرياء حين يراها ... يتوج بالنصر يومه المعدم .. حين يلقيها التحية ...

    إن ثانية بقربها تساوي كل العمر ... وتعادل كل العالم عنده ... تُرى ... هل تسأل الشمعة عن شعورها عندما تحترق .... أو يسأل الليل عن سر حزنه عندما تهجره النجوم .. وينتحر قمره على شرفات المساء ....

    إنني أعشق ذكرياتها كل ليلة .. وسُهدي .. وطقوس أحزاني اللاإرادية من أجلها ..... ليست الأولى في حياتي .. لكنها الأخيرة ..... إن ماضي قاتم .. كحاضري بدونها ... قد تلوث بقلوب كثيرة .. وجوه كثيرة ... أسماء كثيرة .. وأحلام كثيرة ... فما الفرق إذن ؟؟ ... لماذا هي بالذات أفقدتني توازني .. إخترقت كل حدودي .. شكلتني .. وتشكلت بداخلي .. ولم أشكلها ........

    بقيت وحيدا ً كالكأس المهملة آخر السهرة .. في حانات الليل الشاحب .. لا أدري كيف نما حبها في قلبي ... ولماذا أحبها ... ماذا أحب فيها .. ولماذا هي بالذات ...... أسئلة كثيرة ثكلى ... ليس لها جواب .....

    .... لم أكن أعلم أن لي قلبا ً مثل باقي البشر .. يستطيع أن يذوب .. يتلاشى .... ويختصر كل سنيني المهملة في لحظة واحدة ......

    تشرق شمس الشوق في أعماقي مرة أخرى ... ... هو ليس حب ..... بل وسيلة جديدة للعبادة ... للتصوف .. وصلاة اخرى للعشق الأزلي .. فيهتف القلب مرة أخرى ... لا بد أن أراها ... لكن .. ما الفائدة .. ؟ ! ....

    كثيرة وممتدة كل الفواصل ما بيني وبينها .. حبي كالجرح الغائر .. الذي يقتلني المه ... وأتمناه ألا يندمل ...صرخات الفراق تدوي في أذني .. يعلو ذاك الصوت بيني وبينها ... يحجب عن عيبي .. كل شيء ....

    .. تستوقفني أغنية قاسمتني ليلي القاسي .. وذكرياتي الأليمة ... أحلامي . مثل عمري القادم .. دونها .......... تقودني قدماي إلى بيتها .. آه كم أعشق هذا المكان ... أتأمل الباب الشارد مثلي .. أبادله المرارة .. والمأساة ...

    الدرجات التي لا يتعدى عددها أصابع كف يدي .. ليتني أتحول إلى درجة منها .. كي أحس بأقدامها تمنحني الوجود والحيوية .. والأمان .... أو جدار من هذه الجدران .. ربما تلمسني كفيها يوما ً ما .. كي تتجلى في ّ روح الخلق الأزلي .. وتمنو في خلجاتي معجزة الوجود .. وسر التكوين الأول .....

    ليتني كنت الجرس الغارق في دهشته .. كي تداعبني ألاف المرات بأناملها السحرية .. كي تسري في أوصالي الروح والدفء .. وأترجم كل لغات العشق الصامت في لمستها العفوية ... تتداخل في ّ البسمة والدمعة ... والصمت الشيق .. والقاتل ............

    ...... أخيرا ً .. قمت بدق الجرس .. فتحت هي الباب .. احتوت ابتسامتها الملائكية وجهي ... رحبت بقدومي ... وابتسامته التي تغسل عني كل قبح هذا الزمن .. ما تزال معلقة ... كقنديل على أشرعة الغيب .. تحج إليه النوارس ... كي تجاذبها تواشيح المدى .......

    .. صافحتني ... لمستُ يدها .. وكأن اناملها لمست شفاف القلب ... تناثرت مفرداتي .. تسلل الدفء من يديها إلى جسدي .. فسحبت يدي مسرعا ً .. كي لا انصهر في بوتقة الجسد السكري ....

    قادتني للداخل .. كلمات كثيرة تهشمت بداخلي .. إنتحرت فوق شفاهي ..

    .. هربت من ذهني جميع الحروف .. ورغم حرارة المكان والموقف ... إلا أنني أشعر ببرودة غريبة تتسلق جسدي ..... تحدثت إلي ّ عن أشياء كثيرة ...

    سألتني عن احوالي .. سعادتها لرؤيتي ... واسئلة كثيرة كثيرة ..........

    .. وأنا ... صامت ... شارد .. تُرى ... هل فقدت لاقدرة على الكلام .....تأملتها بدقة .. وكأنني اراها لأول مرة ....

    إنها ليست إمرأة .. بل هي كل الملائكة ..........


    الحب ..........


    ... الآن فقط عرفت الإجابة عن سؤالي اليتيم ... هببت واقفا ً .. صافحتها .. وانصرفت .... مخلفا ً ورائي .. ألاف الأسئلة ................



    قد تتساءل .. لما أكتبها بلغة المذكر .....
    هذه أحداث .. عايشت شخوصها فعلا ً ..
    هذه قصتهم .. لكن .. بلغتي أنا ....


    (( اهداء الى كل من حرمهم الزمان من أن يموت الحب فيهم بعدما ولد فيهم من دون علم واختيار ... ))
    وهذا بدوري إهدائي لهم ....

    هي ...

    ReplyDelete
  16. هي نفس الخطوط اذن
    نتقاطع كي لا نلتقي ونتوازى كي لا نفترق
    نفس الحروف
    ونفس المعاني
    ونفس الشجن

    لست وحيدا إذن.. وهي أيضا ليست وحيدة..
    سعيد بهذا...رغم أن الكلمات التي ننقشها هنا تحفر عميقا في باطن القلب..
    لقد عاد مسرعا وهو يسوق سيارته ... في رواق مخضب بالضوء المنسدل بين الشجر
    يطالع كفيه فوق لوحة القيادة المنارة بفرحة الحب
    ورقطت ظلال المقود على معصمه اليمين الساعة الجديدة التي أهدتها له منذ سنين
    فتأملها طويلا وكاد ينسى أنه يسوق بنبض قلبه والحنين
    وتاه
    لكن صوت فيروز أيقظه
    كانت النغمة الشجية ممتعة .. "قديش كان في ناس.. عالمفرق تنطر ناس"
    وعاد ليغرق في وحشة الطريق .. وغنى معها بصمت وابتسم

    هو.. كان سعيدا وكفى


    17/02/2009
    سليم

    ReplyDelete
  17. Anonymous3/3/09 23:27

    سيد سليم مكي

    ذاك الكائن المتفرد أبدا بلغة .. قوس قزح
    تحية


    كأنك كنت حاضرا أيضا مع السيد روان في بقية تلك اللوحة

    صور بطيئة جدا
    لا نملك إلا رؤيتها تمر .. لتروي قصة ما .. عن إختفاء الظل .. ولم يكن إلا إحتراق .. لما يخفيه فيها

    سيدي
    من ذاك الذي يملك كما ً من الوقت يلزمنا لنندهش .. يقف صامتا ً .. على بوابات من حكايا .. لا يضج بما يحمل ويذهب للأفق البعيد .. نبادله وقتا .. يبهرنا ضوء قنديل .. أحرق أجنحة فراشات .. كل ذنبها أنها لا تطيق العتمة.. نبحث فينا عنهم .. نجد المسافات فراغا ً .. يتسع في جدار الحكاية ..

    فضفاضا ً كان ذاك النور بهيئة محايدة .. يحاول الخروج من الإطار .. يتشبث بالعبق الملتصق بظل الياسمين .. يمجد وحدته والسكون .. والصوت الفيروزي الذي كان يغني .. (( قديش كان في ناس .. على المفرق تنطر ناس .. )) وهج الفقد يملئ رأسه بالنحل .. كلما أوشك على إنتقاء فراغ ٍ جديد .. عاد إلى سيدته بهيئة الملائكة تلك .. قامة مسكونة بالضوء ..

    هذه الليلة .. سيهبنا لغته .. وابتسامة كإتساع البحر ..
    هذه الليلة سيعترف .. أن الوقت سارق ٌ جميل .. ينظر من نافذته .. ويبتسم ..


    شكرا لمرور .. لون هذه الصفحات .. بقوس قزح ..
    شكرا لمرور .. سكب على يد المبحر على عتبات الحرف نقطة حبر .. أغلى من أن تمحى ...




    تحية ...
    __________________
    إن كـُنتَ تبيع الأحـلام .. بعني حُلما ً ...

    ReplyDelete
  18. .
    .
    أحلامهم
    أحلامنا
    .
    .
    تحملهم على أكتافنا ... أطفالا بقلوب مجنحة
    وملائكة وديعة تحاول التملص من لوحات رافائيل ومايكل أنجلو
    وسطورا بلمعان الشهب تغادر رفوفنا من الكتب
    وتسكن على هامة القلب الشفيف عيوننا..
    إشعاعا يبهر الأماني .. ويشذو الأمل .. ينير السماء
    حزمة من ضوء تجتاحني حين أحلق فوق السحاب
    أُشعُ أنا .. وتسْـوَدُ السحب
    وتجذبني كفراشات ليل دسائس نورها .. فأحترق
    امرأة تبكيني قبل أن اموت منذ الأزل
    بحبريَ المحروق ودمع الذهب
    وأحيا بها
    وتصدني عن عمقها جراحات ليلْ..
    وتصدها عن نشوتي إغماءة رؤيا .. غفوة حلمِ .. عذابات خجلٍ .. صرخات ميلْ
    لأصحو بدنيا
    وحيدا عتابُ المرارة يَشُجُني
    فأكتب لصحبي قبل أن أموت
    بدمع الانتظار وجفص الملل
    ان لم تكن حبيبتي قد وظبتْ حقائب الرحيل إليَ بعدْ
    فإن قلبي المجنح إلى قلبها - وإن مِتُ - مذ وُلدتُ يا سادتي.. قد رحل
    لقد رحل يا سيدتي
    لقد رحلْ

    .
    .
    .

    سليم مكي سليم

    ReplyDelete
  19. Anonymous3/3/09 23:30

    سيدي

    لماذا .. حديثك طيب .. حزين .. وقاس ٍ
    يخترق حدود الخيال .. كروعة الإحتضار تحت صوت المطر ..
    لماذا .. حروفك متعبة .. طيورك مهاجرة أبدا .. ربيعك مسافر .. كقسوة دمع هارب في عيون مملوئة بالبحر ..
    يا أنت .. المجبول بالحكمة .. لماذا جنونك مقنع وحزنك ساحر ..
    والسير على عتبات حرفك مبهر .. كرحلة مهاجر فقد متاع الصبر ...
    يا أنت .. من عصر آخر الفرسان .. لماذا حرفك جارح .. لماذا مرورك رائع كزهرة ياسمين .. تخط ربيع عمر ...
    يا سيدا تخطى حدود الشعر .. لماذا اليقين في حروفك محير .. والصيف في كلماتك ممطر .. شتاءك قارس .. كحرقة قلب ٍ غاضب .. أتعبه القهر ..

    لماذا ؟؟
    لماذا ؟؟


    يا سيدا .. نسي بعضه ها هنا ...
    شكرا لمرور .. لون هذه الصفحات .. بقوس قزح أبيض .. أبيض ....




    تحايا دمشقية ...

    ReplyDelete