مبحر على عتبات الحرف

أُكتُبْ جراحا......

أُكتبْ جراحاً .. وأرخي دموعك في وجلْ
أكتبْ جراحا.. ثم ارتحل عني .. لا تبالي
فارقتُ الحياه
وصرت أكره الذكريات ويعتريني من حنيني كل الخجلْ.
أكتبْ جراحا ..
ثم احترقْ في نار آلامي العتيقة
أكتب جراحا ثم ارتوي من دم أشلائي الرقيقة.
أكتبْ جراحا
يأتيك حزني .. ممدودا على نعش الحياة
ويغيب فرحي معتصما في كفن الحقيقة.
اكتب جراحا ..ستظل راسخة في كياني الى ان اموت
اكتب جراحا لاتموت
لا تلين, لا تملٌ, لا تنام لا تندمل

* * *
تعاتب من ؟ ...
قلبي الجريح ؟.. أم حبي الذبيح ؟.. أم عمريَ المشلول الضريح
أكتب جراحا .. تفضح حزنا يعتريك
أكتب جراحا .. تكسر عودكْ .. تقتل دمعكْ ..
أكتب جراحا يا أنـيـني فإنني
في الوهم عشت أعواما طويلة
غرقتُ في أمل عميق .. كم كنتَ وهماً .. كم كنتُ صفرا ولم أزل.

كان وهما يا حبيبي
كان وهما قد حملتـُه في خيالي ...
خمسون شهرا .
وحينما استيقظتُ فجر اليوم من منامي
أدركتُ أنك قد خنتَ الزمان
ورحتَ تمرح في الحقيقة بينما وحدي احترقتُ في كذب الخيال

من تعاتبْ ؟ ..
قلبي الجريح ..أم حبي الذبيح ..أم العمر الذي ضاع لما من وهمي استفقتْ
فصرتُ مبتور الجناح .. مسجونا في كهف أشجاني الفسيح ...

- من تعاتب ؟ .. ها قد نساك .. واغتال في قلبي هواكَ ... لقد ارتحل ..
- والفرااااااااااااااغ ؟؟؟؟؟؟ ..
- فراغ فظيع اشتعلْ
- اطفئوني .. إن جرحي مثل نار .. لا خليلٌ ..لا دليلٌ .. لا أملْ
- الأمل ؟؟؟ ... آلمتني ...
- مكتوبك أن تبحث طوال العمرعن ظل ماضيك ..تفتش دوما عن بديل..
- أرجوك يكفي .. ربما يوما يعود
- يعود؟؟؟ ..أرجوك يكفي ..آلمتني أكثر .. لن يعود مهما احترقت .. ربما يكفيك
اليوم أن تبحث بعده عن بديل ..............لكن !!!!
- ماذا ؟؟؟
- لن تنال شيئا يا حبيبي مهما أطلت الإنتظار أو الرحيل ...
- أريد بديلا بأسرع وقت ..
- هل أنت مجنون ..أي بديل ..صعب جدا أن تجد البديل .وأي بديل ؟؟؟؟

.......................................
يتبع في الرد

1 comment:


  1. أكتب جراحا لا تلتئم
    تروي لكل العاشقين الأغبياء تلك الحقيقة ..عن حبه الساذج الذي ظل يحيا 50 شهرا ثم اكثر .. كي يستيقظ هذا الصباح على خبر زواج تلك الحبيبة .. وحين حاول قلبه استخراج شهادة وفاة للحب الذي قيل له فيما مضى انه الحب الأول والأخير, وجد أن قلبه الحقيقي مات في واقعها منذ خمسة وثلاثين شهرا بالتمام ...
    كان المسكين يحيا في عالم من الأحلام الشريفة ..وكانت ثقته بالقدَر تدعوه لأن يكوّن ذاته على مهل ..يحضّر مهمرها على مهل ..ثم يقصد اهلها على مهل لأنه صدّق كلمتها الأولى والأخيرة :
    " انجح .. انجح .. انجح ..فإنك ستجدني يا حبيبا انتظر ".
    كان سعيدا .. متفائلا .. مبتسما لا يبالي بغدر الزمان ..لا بل بغدر القلوب ..
    وسقط الخبر المحزن على مسمعيه سقوط الرعد على قصب السقيفة .. اهتز وجدانه وشلت ساقاه ..توقف عن التنفس وكاد ينفجر ...
    "... لقد كونت نفسي لأجلها... ولأجلها جعلت طعما لحياتي ولنجاحي معنى .. لقد ملأت باسمها كل جدراني بالزهور..وكل رفوفي بالكتب ..كم كانت تعشق الكتب .. حرمت نفسي متعة السفر والترحال كي لا أبعد ولو بشبر عن أرضي تلك التي تبعد 500 ميل عن أرضها... كم كانت تحب البحر وتهوى السفر, ركبت الموج لأجلها, عشقت السفينة, , كانت شفافة جدا تغار كلما رأتني أرسم فهجرت اللون وطلقت الريشة لأجلها, كانت بهدوء الزهرة, بعمق الخريف, تستسلم بسرعة إلى البكاء لأن في أعماقها عالم من الحزن فظيع, كم كانت تعشق العائلة, لأن العائلة تمثل لها الوطن الوحيد, لقد كانت وحيدة مغتربة, لكنها صلبة أشد من الأب الشديد, رقيقة أحن من الأم الودود, تعشق القراءة, تطلب مني أن كلما اشتاقت لنفسها أن أكتب لها, احترفت الكتابة لجلها, صرت أصابعي كلما اشتقت إليها تحترق, علمتني معنى الأرق أورثتني كل الشجون... تموت في خضرة الطبيعة تتمنى العيش في ركن من حديقة بديعة, كانت أميرة أميرة أندلسية, وديعة كما القمر, واعية كشيخ حكيم, هشة كطفل صغير منكسر, كانت تحب الله, متحجبة كراهبة, ملتزمة لا ينافسها في العفة إلا نساء أصدق المتدينين ... "
    كيف ضاعت منه, وكانت حلمه وجنته, مستقبله وكل ماضيه ..
    هل كان أحمقا ياترى ؟ ..لمَ لم يفكر في الذهاب قبل ذاك الوقت ؟ لم لم يقدم نفسه لأهلها ؟ .. ثم يستمر في تكوين نفسه بارتياح... هل يستحي أن يتقدم لتلك الأميرة وهو لا يملك ربع عمل دينار ثمن الهديه, أنى له الحصول على تذاكر السفر , لنفسه ان لم نقل لمرافقيه... لقد كان مسكينا, مجرد شاب في بداية الطريق, للتوأكمل دراسته, احترف البطالة لبضع سنين سنين سنين.. فأنى فأنى له ان يسلك ذاك الطريق... ذاك الصعب, ذاك المستحيل.
    لكن.........
    لمَ لم تنتظره ؟.. لم لم تخبره؟ هل هان حبه على قلبها بتلك السهولة؟ .. وعدته أن تعلمه بكل طاريء وحين لم يصله منها جواب أقر أنها لا تزال على الوعد ..إنها حتما تنتظر...لكن؟ كيف يعرف ؟ بقلبه عنوانها لكنه لا يملك الجرأة على الاتصال إلا خاطبا, وعدها بأن لن يحرجها ولو برنة هاتف, ولو بقصاصة من الورق, كم يخاف عليها, كان يصارع الزمن كي لا يأتيها إلا فارسا على جواد... كانت تنتظر وكم طال فيها الانتظار, إلى متى ستظل تمانع, فالأمراء الذين ولدوا بالصدف امراء مصطفون على عتبة الباب يحتجون على سبب الرفض, ويصرون على نيل الأميرة .. يحملون نعش الاحتضار, آن الأوان ... لقد صار أميرا (وأخيرا, أميرا بسيطا, لقد وجد منصبا للعمل, عملا بسيطا يعينه على تحضير الهودج)
    و ليستعد.. ...

    - ألو .. هل "حسين" موجود
    - أهلا حسين معك ..
    - هه, أخبرني هل من جديد
    - الخبر محزن...
    - بدأتني بخبر محزن .. بم سوف تختمها يا حسين ؟
    - هههه ...
    - خير ان شا الله ضحكتك ليست على عادتها
    - ليتني لم أكن من اخترته ليأتيك بهذا الخبر ..
    - خيرا ان شاالله أرعبتني
    - وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم
    - والمفيد... أرجوك أخبرني .. كلامك أقلقني هل بامكاني أن أأتيك
    - الآن ..
    - أجل ..الان .
    - بكل سرور انني انتظر في مكتبي .
    - مرحبا حسين .. هل انت جاد فيما تقول
    - للأسف نعم ... زوجتي تقول أين كان مختبئا طوال هذه السنين .. تزوجتْ منذ سنتين ولديها اليوم صبية .
    - أين تزوجتْ؟؟؟؟ بالعاصمة ؟
    - لست ادري ؟
    - .....................
    - إلى أين أنت ذاهب ... انتظر ..أرجوك عد

    لست أدري صدقوني ..... إنه حقيقة لأول مرة لا, لا ولا يدري
    -------------------------------------
    سليم مكي سليم ولحظة وجع

    ReplyDelete