مبحر على عتبات الحرف

فكِر قبل ان ترحل :: سريالية

لكل لوحة قصة.. وقصة اليوم عن عالم ينبض بالألوان.. لكن صاحب الألوان ذات يوم رحل ... ودونما وداع رحل.. فلم أتمكن يومها حتى من أن أقول له
فكر قبل أن ترحل, لمن ستترك هذه الألوان كلها
لمن سيضحك الأزرق من بعدك, لمن سيبتسم الأخضر, وهل سيضحك بعدك الأرجواني؟
فكر قبل أن ترحل, سوف تغزو الظلمة أوصالي, وتخترق الآلام جذور بهجتي
فكر قبل أن ترحل ... كم من نجمة تأفل, كم من زهرة تذبل, كم من الدواليب لن تدور
فكر قبل أن ترحل ... لمن ستترك هذه الألوان كلها
فكر قبل ان ترحل... أتظن التاريخ ناسيك؟ .. هل تظن أن القلب ناسيك؟ ...
فكر قبل أن ترحل
لحظتان تلاحقان العمر كلما تذكرتـُك هاجرا
لحظةَ رأيتك أول مرة... واللحظة الأخرى حين تمحو بهجرك كل ماضيك
فكر قبل ان ترحل ... فقد أعطيتك اليوم كل ما املك ... وبعد قلبي لا أملك شيئا كي أعطيك ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,
مهداة إلى كل الذين عنا رحلوا ... مهداة إلى كل من يفكر يوما بالرحيل ..

قـلوبٌ كثيـرة .. وحُـبٌ واحــد

أسألهم عن عيون ترى ما خلف الضلوع وما بين الحنايا .
وعن عقول تعشق مغازلة الذكريات ..وتقدس اللحظات الثمينة من الحياة ..
ولا تبالي بما تخلف في شجن الماضي من بقايا ..

أسـألهم عن قلوب شفافة هيفاء ... تحتضن الكل
تعتنق الحب دينا , تنير شواطيء الحائرين نورا ..
تلمع مثل المرايا ,
لكنه لاينعكس فوق أحداقها إشعاع الروح
بل تمتص كل ما فيه من بريق المشاعر وحرارة الإحساس
فتعشق الخروج إلى الزمن الرحب .. وتنبذ الموت في ركن الزوايا .

أسألهم عن دفء تنتعش فيه أوصال نفسي
أسألهم عن وسادة تنتحرعليها تنهداتي
وعن صدر يغرق فيه جبين ألمي وجراحاتي...
أسألهم عن أفئدة لا تعرف اللوم ولا العتاب ولا الغضب
وتمقت الهروب ممن يبحثون عن الهدوء بعد التعب.

أسألهم عن عيون تبكي ولا تدمع
وعن نيران من المشاعر تـُدفيء ولا تلسع ....
أسألهم عن أيادي حانية
وعن أصابع رقيقة تمسح الجروح الجانية ...

أسألهم عن ضميرْ ,
يوقظ الغرقى في السواد, ويرسل النور في العقل الضرير
أسألهم عن حب كبيرْ
يجمع الحيارى في زمن الغدر..في زمن الدناءة
يحشد الأرواح الطاهرة حول مسجون صغيرْ
يكسر القيود ..يحطم القضبان والسلاسل
يفجر الجمود .. ويرسم التفاؤل براعما لزهور الأمل
فوق شفاه الباكين ألما على دموع الأسير..

أسألكم حبا لا أكثر ولا أقل
حبا للخير .. حبا للحق .. حبا للأمل ..
وقبل ذلك كله حبا لله ...... فبه ننال كل شيء جميل في الوجود
العدل .. التكافل .. الأمان .. وبعد ذلك كله
ننال رضى الله ..وننال الجنة .

,,,,,,,,,,,,,,,,,
سليم مكي سليم - نبتعد بأجسادنا قليلا .. لكننا بالروح أبدا لا نموت
كل الحقوق محفوظة

لحظات قبل رحيلي ...

.
.
.
كان الوجود بلا معنى, واكتشفت أن الأيام حين يخذلك الآخرون, مجرد ريح تعبر الصحراء فلا تزيدها إلا جفافا...


لحظاتٌُُُ قبل رحيلي.. علمت أنني لم أكن أحيا بينهم... بل هم الذين ماتوا في عيون شوقهم إلى احتراقي..

لم يفهموا شيئا مما قلت لأنهم لا يريدون إلا سماع صوت الصدى .. صدى أصواتهم يكسر أشواقي..

لم يدركوا أن في حروف غضبي.. جذوة الحب الكبير الذي انتحر في دمع دمعة أحداقي


لحظات قبل رحيلي.. قرأت على جبين السماء.. وفوق موج البحر.. تحت طيات الثرى
أن نشوة الحب تبدأ بسرعة ثم تنتهي بسرعة.. وأن أكثر ما في الحب من جمال.. هو ما يتركه في قلبك بعد الرحيل ..من شجن وألم وفراغ ولوعة...


لحظات قبل رحيلي.. أحسست أن الموت يداعب الحلقوم.. وأن العمى يلف العيون.. وأن الفضاء يندثر من حولي كما تندثر النجوم عندما تشرق الشمس قبل ميلا الفجر...

لحظات قبل رحيلي.. رميت بصري خلف ظهري .. علَِيَ ألمح خطاهم تلهث صوبي قبل المضيْ.. تتمنى اللحاق بي قبل الرحيل.. تتمنى رؤيا السلاسل تسمر أرجل وجداني على أرض المحطة..
لكن المحطة في غفوة حلمي انمحت.. واغتال الرحيل صفير القطار...
وعدت أدراجي خائبا إلى قوقعة النسيان العتيقة ..

حيث لا أرى أحدا ولا يشعر بي أحد ...


سليم مكي سليم ...

لست راض عن القصيدة

لست راض عن القصيدة
يرغمني جبروت الشعر على السجود لغير الله
كي أنحني.. أو أنثني
مثل الجريدة
هل تهزمني شطحات الشعر
كي أنكسر
أو أكتب نفسي بلا عقيدة؟

يا للمكيدة
تجتاحني فوضى المشاعر
والصمت شاعر
أحنُ إليه... يتوق إليَ...
يحتلني
يشلني كي لا أغادر
لمَ لا أغامر.. من تسامر
فالشعر ساحر
يغشى سباتي... وأمنياتي
أنا لا أحبك...
أخاف ذاتي
وسكرة الحرف الشجي
وذكرياتي...

لي صلاتي
ولست أرضى في حياتي
طلاسم شعر..
تصطفيني راهبا متنكرا
يقضي الحياة
في ديانات جديدة

يجبرني الشعر على الركوع لغير الله
مهما ابتعدت
سأمزق سرجي.. كي أترجل
وأركب موجي
لأنني ما كنت شاعر
مبحر في همس صمتي
كالمغامر
ما عدت شاعر
مهما كتبت
لست راض عن القصيدة
يأمرني الشعر على الرحيل لغير الله
لكنني ما بعت نفسي
كي أشتري من سكرتي.. في غفوتي
أثلام شعر... أبيات سحر
أشباه قصيدة.. بلا عقيدة

أنا لا أحبك
ولست راض عن القصيدة