مبحر على عتبات الحرف

تريدون الكثير من أحلام... لكن هل سألتم يوما ما الذي تريده أحلام منكم ؟؟؟

طبعا قبل أن أناقش هذا الموضوع أعتذر لطرحه بهذا الشكل المستفز والذي وجدتني أخطه من تلقاء نفسي, وتجرات على كتابته رغم كوني لست بناطق رسمي للسيدة أحلام ولا بمحام عنها ولا لها ... لكنني حين قرأت رسالتها الخطية شعرت فعلا برغبتها في الصراخ

اعذروني .. اعذروني .. لا أستطيع أن أكون كما أنتم
فتخيلت كل من يقف خلف هذه الشاشة مطالبا ببريدها الالكتروني أشبه بجالس في قمرة ديجيتال.. يعبث بذراع التسالي يصنع فرجته, يريد استعمال بريده الالكتروني وكفى.. سواء لغاية في نفسه أو لمجرد المتعة ومهما استمتع بالحديث ما اكتفى

أحلام ليست مثلكم
إنها ليست من جيلنا.. افقهوا هذا.. أحلام من زمن زوربا وبيدبا الحكيم.. من عهد جبران وفدوى طوقان وابن المقفع لالذي لا يعزف نشوة لياليه إلا على روائح الورق.. أحلام لا تؤمن إلا بالورق, ومكتب عتيق مغلف بالحب وأنين الذكريات القديمة.. ذكرياتها .. ذكرياتهم .. أحلامها ..أحلامكم..
أحلام ليست مثلكم
ترى الشاشات الملونة "صندوق العجب" لو أطلت منها لانسحبت إلى عالم السائحين في سرعة الصوت والعابرين على صواريخ التكنولوجيا للقارات.. لو ولجته تضيع
ستفقدونها كأديبة لو فعلت ذلك..صدقوها إن الكمبيوتر بالنسبة لها "لعين".. بقدر ما يساعدها على التواصل معكم.. بقدر ما يشعرها بالرعب ان هي أطالت البقاء عليه... ربما هو نوع جديد من الفوبيا .. فوبيا الكمبيوترات التي تسرق الناس من عالمهم الخاص .. إلى عالم الآخرين ..فيضيع كثيرون لسبب بسيط وبسيط جدا.. أنهم لم يعودوا يعرفون بأي بلد يقطنون .. ولا لأي قبيلة ينتمون .. ولا هوية يملكون ..فيرميك الحصان الذي يحملك عليه.. ويقول لك .. اركب أحصنة كمبيوترك اللعين... لم أعدأعنيك كفاية..

أحلام الحقيقية .. فصول رواية

ما الذي تريدونه من السيدة أحلام, بعيدا عما تخصكم به بين أحضان رواية.. كثيركم يطالبها ببريد خاص.. برقم تلفون .. باتصال مباشر .بأشياء أخرى لا تقبلونها حتى لأنفسكم .. فأنتم كمثل البشر جميعا .. كمثلها هي أيضا .. تتواصل مع الناس بمحض الظروف والصدف وليس بطلب ممضي ولا بإعلام مسبق ...
يصعب عليكم تخيلها إنسانة بسيطة, لها حدود يومية .. وحياة شخصية .. وأطر خصوصية .. و طبائع نفسية قد لا تعرفونها بها من خلال قراءتكم لها وقد يستحيل عليها أن تكشفها لكل من أحبها من الناس إلا المقربون .. المقربون

أحلام الحقيقية.. هي أحلام التي تقراون لها على الصحف, وعلى صفائح رواية ذهبية تشع بوهج روحي في غياهب اوصالكم.. هي أحلام التي تخاطبكم دون صوت.. وتبتسم لكم دون رؤي الملامح فابتسامتها هي ما ترسمه الكلمات المهداة منها لتسكن في قلوبكم.. لتلمع على احداقكم.. لتشرق على شفاهكم...
أحلام الأخرى لا تستطيع منحكم ذات الحب.. ولا ربع الصداقة التي تحلمون بها مع من يحيط بكم من الناس.. لأنها كمثلكم جميعا لها من يحيط بها.. من أفراد أسرة.. من أصدقاء عمل.. من جيران.. من رفاق الماضي والزمن ... يصعب على المرء أن يدخل في حياته أسماءا جديدة هكذا بالاصطفاء او بالاختيار العشوائي.. العلاقات الانسانية تبنى بالعفوية.. بايعاز من الله .. وليس بطلب من البشر...
قد تحبونها فعلا كحبكم لأهلكم.. لكنها وبنظري أقرب إليكم من الكثيرين من ذويكم لأنها تسكن بأفكارها وبعطر روحها العربية جدا.. والشرقية جدا.. اعماقكم التي أضاعت الكثير من الحنين للحب.. وللدفء العاطفي.. والتعطش للحكمة المضاعة في زمن التكنولوجيا المستوردة.. التكنولوجيا اللعينة بمنظور التراث المنسي.. لأنها بحق أفقدتنا الكثير من ولعنا بالماضي الشجي .. ماضي قرطبة وبغداد والشام الأصيل ..

لو لبت السيدة أحلام ربع ما تطلبون.. لما تفرغت لحياتها الخاصة قيد انملة.. ولما توقفت كل يوم عن الرد عن هذا وتلك وذاك.. ولابتعدت عنكم اكثر.. ولتاهت بين لغو الكلمات المتطايرة على صفحة منتدى او غرفة شات.. ولابتعدت عن جاذبية الورق.. ذلك الذي يصنع أفراحكم كلما طرزت عليه بالأسود والأزرق والليلكي معزوفات الروح التي أحبتكم بها .. وأحببتموها لأجلها

دعوا أحلام الأخرى لأهلها.. وتمسكوا بأحلامكم الحقيقية.. أحلام الحرف وروح الكلمة.. تريدون منها ما لا يسمن ولا يغني من حنين.. وتنسون أنها لو لم تختل بحبكم لها لما استطاعت ان تكتب .. تنكرون أنها لو سقطت تحت الاضواء أكثر لما استطاعت ان تنهض لتضيء أكثر.. فالكتابة كما قال حكيم "قفزة في الظلام".. اتركوا أحلام الأدب تبدع في الظل.. تحت شجرة مورقة بحبكم لها.. بصبركم عليها... بتشوقكم لجديدها... طالبوها بانجاب التوائم من رحم الكتابة.. طالما أسعدتكم ثلاثة كتب عتيقة.. فطالبوها بمنحكم أكثر.. من وقتها للحرف.. للنحت على الصخر.. للرسم على جدوع الشجر.. للتحليق فوق رذاذ البحر.. للسفر في جيوب القلب.. في أعصاب الدماغ.. في كريات الدم ... حرروا أحلام من مطالبكم السخيفة واسألوها أن تبقى حية لأجلكم.. انتم من تعشقون هذا الحرف .. العربي الأصيل

ربما من حظ الأدباء المبدعين في الغرب ان يكون لهم من المعجبين من يتكفلون بتنشيط حركة ثقافية حول عطاءهم وابداعهم البسيط.. فيقيمون لهم الندوات والموائد المستديرة في نطق عائلية أو جمعوية او جامعية.. ويفتحون لهم نواد خاصة ومواقع متخصصة للنقد والتحليل والتقييم والاثراء والتثمين والدعاية بايصال الفكرة بالصورة والصوت بأرقى السبل
لكن من سوء حظ مبدعينا العرب أن حركة المعجبين تتوهج أكثر حول وميض المطربين والراقصات, ويخبو نشاطها حول مجرات عملاقة تصنع فرحة القلوب الحائرة وتقود مسيرة الأدب...

تريدون الكثير من احلام
وصلها ذلك..
فهل سألتم يوما ماذا تريده أحلام منكم؟؟؟


اعتذر مسبقا ان أخطأت
وسعدت جدا برؤية خط أحلام..
ذكرني بعقدة لأخت لي تنتابها كلما عاتبتها على فظاعة رسمها لبعض الحروف
شكرا سيدتي على تلك النسخة من الرسالة

أشياء صغيرة نعبر بها عن حبنا لأحلام
أعدت قراءة ما كتبت فشعرت ببعض القسوة.. لكنني اكتشفت فيما بعد أن القسوة ما يلزم لقلوبنا الصماء كي تتنور فتبصر في الظلام

ليس شرطا أن ترى الانسان قبالتك لتقول له أحبك
وليس شرطا أن يرسل لك صورة أو تسمعه صوتك لتشعره بعمق حضوره فيك
وليس شرطا أيضا أن تدعوه للبيت أو تضرب له موعدا على احدى الطاولات كي تؤكد له اهتمامك به

أشياء صغيرة تكفي ليصلك دفء روحه وتستشعر دفء روحك فيه
فكر به.. وقل له في قلبك "أحبك" ولا أنتظر منك شيئا سوى أن تكون بخير

إن الأرواح تتعانق في السماء.. وتقول الجدات حين ينجو الأطفال من خطر مؤكد.. إن الملائكة تحميهم من السماء.. الملائكة تحمي الكبار أيضا.. كبار القلوب الطيبة البيضاء... أرواحكم تتلاقى في السماء
ألم تلتقوا بعد بأحلام؟

يكفي أحلام أن تعرف أن كل هؤلااااااااااااااء الذين يكتبون هنا ولو ربع حرف جاءوا من أجلها.. لأجل شكرها .. لأجل التعبير عن ارتياحهم الشديد لتأثرهم بها ((بما تحمله روحها من تأثير)) ... إن الانسان بما يوصله لك من ذبذبات عبر الأثير وليس بما تطوقه به من صور وحواس ... هل قرأتم فوضى الحواس؟؟؟

ناقشوا أحلام في فوضى حواسها.. ناقشوها هنا.. ناقشوها في أبطالها.. سائلوها في المواقف والمشاهد والحركات.. في تركيبة الجمل واختيار المفردات.. في حرارة بعض السطور وبرودة بعضها.. في قوة بعض الفقرات وسذاجة بعضها.. لا يوجد نص مكتمل النمو ولا موضوعا كامل النبوغ والفتوة... بعض المقاطع يصيبها الهرم فتشيخ في آخرها.. بعضها يصيبها الملل فتنتحر من بدايتها ...
ناقشو احلام في قراءتكم لكتابتها.. قراءتكم تفيدها أكثر مما تفيدكم.. لأنكم الناقدون الكبار.. لأنكم جمهورها الحقيقي...
إن ما يكتبه عنها النقاد المحترفون والمحللون لا يخلو من الذاتية بقدر ما يؤكدون أنهم ينتقدون بكل موضوعية ...
عفويتكم انتم في التعليق على ما تكتبه أحلام أجمل بكثير من احترافية البعض

أحلام بحاجة لمشاعركم أن تفضحوها .. لا لأصواتكم تلفظوها
بحاجة إلى معرفة نقط الضعف فيكم تلك التي أسرتكم من خلالها لتستطيع أسر المزيد من القلوب أكثر فاكثر

ان أحببتموها بحق.. فاكتبو لها .. لا مجرد كلمات ثناء وشكر ومدح
بل قولوا كل شيء.. عن شعوركم الجديد بعد الخروج من سجن الرواية عند آخر صفحة
شرحوا انطباعكم في تلك التفاصيل.. في تلك الشخصيات .. في الاشياء الصغيرة التي لا تلقون لها بالا..لكنها عندها أهم.. لأنها تعني لها الكثير
أين لامست أحلام شغاف قلوبكم وأي الجمل التي عانقت انسانيتكم أكثر.. أو داعبت سوداويتكم أكثر...

أحلام تعلمكم القراءة.. فعلموها الكتابة أكثر

اكتبوا.. استفزوها
هي بحاجة لدوافع انسانية للكتاب
حتى لا تصبح مثلهم ومثلكم
لا يميزها عن باقي الكتاب إلا عناوين رواية

اجعلوها فعلا اسطورة قلم
واجعلوها بحق تسكن فيكم ومعكم وتشارككم كل شيء

ألم تتسالوا يوما لماذا فتحت لكم هذا المنتدى؟
ألتضع فيه عناوينها الخاصة وأرقام هواتفها؟
لتستقبل وحسب باقات الورود؟

لا
كونوا هنا
لتحيا لكم وبينكم ..
فأنتم من تصنعون أحلام
ولأجلكم ستبقى أحلام مستغانمي تنبض بالحياة
تزرع الحب في كل مكان.. تتفنن في الكتابة
ترسمم و تبدع

ولكم ثقوا في نجاحها نصيب
فشاركوها ذلك ..ليس الأمر بصعب


سليم - مع كل الحب

6 comments:

  1. Anonymous5/9/08 10:27

    نعم
    اوافقك الرأي تماما
    يكفينا أن نقرأ عيونها بتلك الحروف المنقوشة على أوراق روايات أصبحت من التاريخ

    أوافقك الرأي تماما الفاضل سليم
    واسجل اعجابي بما كتبت

    المثنى
    le 9/3/2008

    ReplyDelete
  2. Anonymous5/9/08 10:29

    احلام غيرت مبادئي

    في الحقيقه كنت و لفترة طويلة لا أقرأ الروايات الادبيه وانتقد من يقرأها بحجة ان لا فائده منها الا ضياع الوقت متجها بالقراءة الى التاريخ بكل انواعه مدعيا الواقعية في ذلك

    الى يوم ما وقعت بين يدي فوضى الحواس التي غيرت كل تفكيري و جعلتني اتنازل عن كل مبادئي في هذا

    احب روايتها وأتمنى جدا ان التقي بها
    واراها وجها لوجه

    ReplyDelete
  3. Anonymous5/9/08 10:31

    لست وحدك اخي
    من غيرت أحلام حياته

    فأصلا هي لم تكتب الا لتفعل ذلك


    " كنت أحلم بكتابة كتاب واحد
    استطيع بعده أن اموت وأنا كاتبة
    كتاب يتدخل في حياة القارئ حد منعه من النوم
    وجعله يعيد النظر في كل شيء حوله بعد قراءته

    ReplyDelete
  4. لفيلم الذي كان بداية لرواية فوضى الحواس
    كم سعيدة حينما اهدتني صديقة
    الفيلم الذي تحدثت عنه أحلام في رواية
    فوضى الحواس

    Dead Poets Society

    ناي - حزن القصب 5/25/2008
    nay16@live.com

    ReplyDelete
  5. .
    .

    احقا هذا الفيلم موجود؟؟؟؟؟؟
    لا ادري كيف نال مني حمقي الى هذا الحد
    فلم ابحث عنه..
    انا المؤخوذة بكل تفاصيل تلك الرواية
    شكرا لانك جعلتني اعي جريمتي التي لن اغفرها لنفسي في حق اجمل رواية قرأتها في حياتي

    لاني كتبت ذات يوم تحت نصها ذاكو
    منذ الأزل وأنا ابحث عن قارئ يتحداني ،ويدلني اين توجد الطلولة و الأريكة في كل نص "


    لقد قبلت التحدي
    ماكنت لأهدأ دون أن أجد الفيلم
    وأخييراااااااااا
    بعد اكثر من ساعتين من البحث
    هاهو باللغة الفرنسية
    http://www.badongo.com/en/cvid/78669/1

    حجدم الفليم 700 ميقا
    وهو مقسم الى 8 اجزاء من حوالي 90 ميقا

    مشاهدة ممتعة للجميع
    اطير فرحة لفكرة أني سأتقاسم معك مشاهدة ذلك الفيلم على عكسه "هو"

    شكرا
    ahleme_toujours@hotmail.com

    ReplyDelete
  6. Le Cercle des poètes disparus
    يكفيه أن تكون البطولة لـ
    Robin Williams (John Keating)
    كي يكون جديرا بالمتابعة ويكفي أن يكون موضوعه "الحرف والكلمة" ليكون تحفة ملهمة لكتابة مجلدات وليس رواية

    أحببت هذا الفلم قبل أن أراه
    وكنت قد اشتريته منذ فترة ولكن صديقا لي زارني وأردت أن اهديه شيئا قبل أن يسافر فأعطيته ذلك الفلم على أمل أن اشتريه مرة تانية لأراه ونسيته كلية ... واليوم تذكرته.. مؤكد سأراه

    لكن فلما آخر أحسبه جميلا جدا... في نفس السياق .. شاهدته وأعجبني أيما اعجاب
    عنوانه:
    Freedom Writers
    وعنوانه بالفرنسية
    Ecrire pour exister
    يعني أكتب لتظل موجودا...

    لن أروي لكم شيئا عنه يكفي أنه قصة واقعية لصيقة بهواية الكتابة وسحر الكتابة وقد تمكنت البطلة من خلالها أن تغير مجرى عينة من المجتمع بأسرها
    http://vladimirlebrun.free.fr/blog/index.php?2007/03/17/349-ecrire-pour-exister-freedom-writers

    سلامي لكم

    ReplyDelete