تضطر السفينة إلى مغادرة الميناء, لتجري في عكس الاتجاه الذي تنظر الأعين إليه... تبحر إلى البعيد, تسير الى الخلف وامام عينيها صورة تلك الجبال ا لتي صغرت, والعيون التي كلما ازداد بعدك عنها كبرت...إن السر الكبير في كل رحيل, هو ان ما خلفته العيون من حولها يزداد التصاقا بها كلما ازداد البعاد, وأن الذكريات تزداد رسوخا خيالاتها على جدران القلب كلما مر الزمن...تخيلوا حياة بلا رحيل, ثم تخيلوا رحيلا بلا حنين... إن لنشوة الذكريات وشغف الحنين لذة لا أصدق منها ولا أعمق في الوجود, رغم كل ما يعتليها من ألم...أن تتذكر أحبابك وخلانك, واصحابا رافقتهم دمعتك وابتسامتك بكل عمق, لشيء يستحق وقفة مع الروح طويلة...تجلس الى نفسك, تقلب بعضا من صفحاتك التي انطوت, ولكنها في الحقيقة لا تزال إلى الأبد, لأن تلك الوجوه أبدا لن تنساها... وتلك القسمات حفرت سطورها فوق أحداقك, تبتسم في أعماقك - وانت عنهم بعيد - لتغمرك بعض من نسائم السعادة .. لسبب بسيط وبسيط جدا , وهو انه في أيامك التي خلت بينهم, كانت لك فيهم سويعات جميلة, جمعتك بهم, قاسمتهم الضحك كما البكاء, أخذتهم بالأحضان لحظات, وأدرت لهم ظهرك غضبا لحظات اخرى... عانقتهم مرات وخاصمتهم مرات اخرى... اتفقت معهم أياما وخالفتَهم أياما اخرى... ومهما كانت المواقف والانفعالات, تنسى كل شيء وراءك, ولا ترى أمامك غير أثمن اللحظات, واجمل اللقاءات وأبهى النظرات... وبعض الصور وهذي الكلمات
تجهلين طعم الانتظار
تجهلين حبي حين أصبح على حلم لقاك المستحيل وكلي حيرة إذا كنت مثلي بحبي المهزوز تحلمين
تجهلين حبي حين أرغب في العودة الى النوم علي أراك فيه من جديد
تجهلين حبي حين أطل من نافذتي كل صباح وأجمل آمالي أن ألمحك بين المارة على الرصيف
تجهلين حبي حين أجمع شتات أوراقي من على مكتبي ولهفة ترتادني لأن أجد فوق أحداقي رسالة منك بين بريدي الوارد هذا اليوم
وتجهلين حبي حين أمسي على امل بسيط لكنه أيضا مستحيل, وهو أن نتعشى سوية هذا المساء
تجهلين حبي حين ألاحقك بين أضواء النوافذ ومصابيح السيارات
تجهلين حبي حين أراك على شارات المرور لما أقود سيارتي ليلا لأجلك
فيلزمني القانون بالتوقف كي أدفع فاتورة المخالفة, لقد كنت أسير في الاتجاه المعاكس
تجهلين حبي حين تغوص أنظاري في ثرثرة الشرطي فلا أسمع منه الا كلماتك تلك الأخيرة: " أنت في طريق وأنا في طريق "
تجهلين حبي حين تشرق الشمس لأجلك
وتجهلين حبي حين يضيء البدر لأجلك
تجهلين حبي حين تضطرب الأمواج لأجلك
وتسقط الأمطار لأجلك
تجهلين حبي حين تتخلى أمي لأجلك عن دور تعشقه كل حماة
تجهلين حبي حين ينتظر كل أحبابي وأصحابي وخلاني يوم عرسنا فترحلين
وانت تعلمين يا سيدة لا تفقه شيئا من الهوى أنني نذرت في حياتي كل ما املك لأجلك
تجهلين حبي .. تجهلين حبي .. تجهلين حبي
وإذا كنت تجهلين كل هذا ... فبالله عليك أخبريني ... ماذا كنت تعلمين ؟؟؟؟؟؟
بقلم سليم مكي سليم - مايو 2004
مهداة الى أخي العزيز " ضرار"
إعـتـرافات جـرح
يكفيني اعترافا واحدا أبوح به وهو أن الجرح العميق ..يطفو دوما على السطح..
مهما حاولنا طمسه لا بد أن يظهر
لا بد أن يرى النور قبل أن يموت كل شيء جميل كان فيك ولم يزل..
يخرج الى النور وحين يظهر للعيان
يخجل من الكل
ثم يستحي من رؤيا الشمس... فيندمل
و يذوب كما الزبد حين يهجر الموج
ويتلاشى كل الألم
ثم لا يبقى غير الرذاذ
رذاذ الجرح
الجرح الذي يسكن أعماق الكل
وذاك جزء من اعترافاتي
كان لي في يوم ما ..مع الحب جرح
لكنه يا سادتي ..لم يزل
بقلم سليم مكي سليم - يناير 2005
أهديت ذات يوم الى "حنين"
صاحبة القلب الكبير
أتذكرين,,,,,,,
قصة العاشق الذى انتحرلما رأى الخائنين يدخلون مملكة المحبين
ورأى المحبين دخلو عالم المتكبرين.
أنا الذى صنعتك من كلماتى
واعلمى يا صغيرتي أنه حين تغيب كلماتي ستذبلين
الأوراق التائهة ...
كتبت الشاعرة ذات يوم عن قصيدة رائعة عنونتها الأوراق التائهة :" كنت أعتقد أننا لايمكن أن نكتب عن حياتنا الا عندما نشفى منها..........عندها يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم دون أن نتألم مرة أخرى ........عندما نقدر على النظر دون حنين ,دون جنون ,ودون حقد أيضآ...".....فأجبتها بما يلي:الكتابة لغة للروح , أما الاوراق فتعتبر ملاذا آمنا تستقر عليه ذكرياتنا المرهقة, نسجن فيها آلامها, ونهرب إليها خيالاتها الجارحة
تعتبر الأوراق أيضا.. قصرا ترقص في باحاته بعضا من اجمل لحظات العمر, تلك التي يلفها بكل بساطة شعاع الحب
حقا إن تجارب الحب بكل قساوتها, من أجمل لحظات العمر
إنني لا أبرر بهذه الكلمات أشياءا وسلوكيات تناقض مبادئي, لكنني اؤمن بان الحب اذا صدق طهره سيظل خالدا أبد الآبدين
ولا أنجع لهذا الخلود من ان ترسمه أنامل مشاعرنا الناصعة على بياض الورق, فيزداد الحب طهرا على طهر وبياضا علي بياض.
قرأت بين السطور كثيرا من الثقة في حبها, ذاك الجميل,
شاهدت كثيرا من الاعتزاز بتلك الذكرى,
رأيت عيونا تفيض بالابتسام لذلك اللقاء اللامنتظر,
لامست شوقا منتفضا لاحتضان تلك الرغبة الفطرية في اكتشاف شيء خارق للعادة
رأيت أشياءا توحي بالاستقرار, وبأن ما كتب على هذه الاوراق زادها جمالا
وان ما ترجم من تلك اللحظات زادها واقعية وموضوعية.
لماذا إذن تعبرين أوراق شعرك تائهة ؟؟؟ لا اعتقد أنها تائهة
فسواء كان ذلك الحب جنونا او مغامرة
سواء كان ذلك المجنون الذي احتوته أحلى المشاعر صادقا يستحقها أو احمقا لا يفهمها
سواء كان الحب من هذا المنظور نعمة او نقمة
تبقى التجربة أحلى الثمرات التي تهديها لك هذه الكلمات الخالدة على هذه الأوراق الهادئة, الجميلة, المستقرة في قلبك وفي أعماقنا جميعا, نحن الذين احببناك بعمق وانت تعلمين....بقلم سليم مكي سليم - يناير 2005
مهداة الى شاعرة كانت تسمي نفسها "ليتل مون"
بعدما نغزو السديم
تبدأ كل الأساطير وتنتهي يقطع " أوليس " رحلة الخلود ليتدثر من الوجودثم يقتل المريخ عطارد, كي تصبح " الزهرة " أقرب إليه من حبل الوريديحمل" كوبيدون " ابنها الملائكي قوسا كي يوقع في الحب من يشاء تغتال الشمس كل أبناءها فلا يبقي منهم إلا القمروتندب" آفروديث " إلهة الحب حظها ويبقى " هيركول " نصف إلهوتصبح " شيفا " الأفعى للهند إلهينتحر" نرسيس " مغترا بجمالهويموت " آشيل " عندما تحتل " أثينا " حصن طروادةثم ينزل القرآنليفهم الكون أجمع كم ان البشر كانوا اغبياءوان لا وجود لأشباه الآلهة وأبناءهموان لا وجود للسماء الثامنة ولا التاسعة ... فتبدأ كلا منهما بالنحيب ثم الهذيانتفتح السابعة أذرعها لاستقبال الرسلولا يبقى من الأساطير غير الحكايا وتلك الكواكب وذاك السديم ------
سليم مكي سليم- الجزائر - 2005
...أيها المدثر بالأرض
إن أجمل النهايات أن تبدأ قصتك بالموتفتكون الأرض التي تدثرك أرحم من كل قلوب الدنيا
ويكون عشقها الأزلي لأجسادنا
أجمل حب في الوجود
أيها المدثر بالأرض تلك نهايتك
...
سليم مكي سليم- الجزائر 2005مهداة إليك ZEDوختاما سليم يدعوكم لتلتمسوا نارا حول
أعـمـاقــه لـمـا تـحـتـرقلتبقى الذكريات تلازمنا
لا تنتهي حتى وان نحن انتهينا