طعم صمتكِ مُر هذه المرة .. ليس لكوني لا أتحمل المرارة .. بل لكوني بتّ أخاف من حلاوتك أكثر .. أصبحت أخشى من مذاقاتك كلها .. من نكهاتك المتقلبة .. من مزاجاتك أكثر.. حتى الحلوة منك باتت خطيرة .. فرحتك الرخيمة قد تنقلب في أية لحظة .. إلى مُرة ..
لا تنتظري مني أن أقول شيئا مهما حينما اكتب .. أنا لا أتقن فهمي على منفى الورق كما تفعلين .. أنا لا أجيد الانتقام من قلبي كما تفعلين .. لا أجيد تمزيق ألبوم الذكريات المجيدة.. لا أستطيع طمس ضوء ابتسامتك حينما منك أغضب أو مني تغضبين .. لا أستطيع أن أنسى أنني أحبك دائما حتى عندما لكبريائي تنكرين .. تعلّمي أن تسامحيني مسبقا كما أفعل .. تعلّمي أن تخبريني سلفا قبل أن تتخذي قرارا بمعاقبتي على الخطأ .. أنا لا أقيس الأمور وفق فلسفستك التي تفهمين .. أنا لا أفكر مثلك .. وأتقبل دوما انك عني تختلفين .. تقبليني كما أنا .. لا تحقدي عليّ.. أنا لا أكرهك بسرعة .. لا أجيد الهروب منك.. لا أجيد التعبير بسخط عن خياراتي مثلك حينما تصرخين ..
ما طعم مزاجك الآن؟ ما درجة اختناقك بي هذه المرة؟ .. مستاءة جدا؟ .. لم يعد يهمني صدقي .. تعودت على فقد الإهتمام بقناعاتك كلها برغباتك كلما ازددت تمسكا بغضبك النافذ مني .. بنفيك لي .. بعزلك عني مع سبق الإصرار والترصد .. البطاقات الحمراء لا تمنح في نفس المقابلة مرتين ..
تعلمين أنني لست بكمّ البشاعة تلك .. تلك التي ترصفيني بها على سنم الخائنين كلهم .. لم أصنع يوما للشياطين مجدهم .. وصناع الكبائر يرحمهم الله .. وأنا لم أخنك صدقيني .. كل الذي أخبرتك به .. أنني شكرت امرأة على إعجابها بي .. بتجربتي العلمية تقصد .. ثم طلبت منك أن تكفي عن الصراخ حين لا تثقين بي وأنني لم اعد أحتمل الصهيل .. غيرتك الزائدة عليْ فيض لا قليل .. فقدانك السريع لثقتك بي أجرح من صليل.. لا تدفعيني لرفس جمجمتي بيدي .. هللا صمتتِ .. ثم لا تصري على أني – شكرتُ- .. و لا تركزي في كل ما قلت على إعجابها –بي- .. لم لا تُعجبين بي أنت أكثر لأني أخبرتك .. ثم هل ذنبي أن الرجل الوحيد الذي أحببته لا تزال معجبة به بعض النساء .. أنا لم أخنك صدقيني .. لم لا تذكري أنني أخبرتك بما قيل لي... من كان يرغمني على ذلك سوى ثقتك بي .. غير حبي لذلك...
إلى أين؟
لا تذهبي حين أدافع عن نفسي لأجلك .. لا تعاقبيني بالصمت حين أتكلم ...
أسبوع أول ..
لا يزال صدى الجدران وأنت بعيدة عني يحدثني بنفس القسوة ... أحتاج إلى السكينة .. لا أرغب في الحديث .. وأشتاق إليك صدقيني ..
أسبوع ثان...
لا يهمك شعوري بالوحدة اعلم .. ولا سؤالي عنك .. تلوكين حرقتي ببراعة .. تقاومين شوقك بمكر .. وقلبك مُعرض عني ..لا تسألين.. . هل تصدقين؟ .. ستكون هذه محاولتي الأخيرة .. حيث اكتب رسائلي القصيرة .. ولا تردين ..
أسبوع ثالث ...
يكفيني برد غرفتي لأعترف لنفسي بأنه زادني غرورا حبك المجنون لي .. ثم أندم على ذلك .. لا اكذب.. أنوثتك سر رجولتي .. وفرحة قلبي بغيرتك عليّ أشتاقها بين الحين والآخر لأشعر بقيمتي لديك .. بأهميتي عندك ..بمكانتي فيكِ .. في قلبك أكثر.. لذلك أستحثها من برودك في الغالب .. من إهمالك على الغالب.. غالبا ما أحب رؤيتي على عينيك طفلا صغيرا ينتشي بدفاع أمه عنه إثر صدام غير متكافيء مع أطفال الشارع أو أبناء الجيران .... شراستك في الانقضاض على امرأة أخرى توشك عينيها على الاهتمام بي تشعرني حقا كم أني مهم .. رجل مهم .. رجل جميل في عينيك فقط .. وسيم على مقلتيك أكثر .. كائن ثمين يستحق العناية الفائقة في عالمك الخاص .. بين يديك أكثر .. ثم يريد أن يبقى دلالك لأجله رحيق مؤبد .. أتعطر به..
أين أنت؟ .. فراغاتك موجعة صدقيني .. وكل ما يؤلمني الساعة أنني لست غضبا منك .. لكنك – برغم ذلك- لم تصفحي عني بعد..
أسبوع رابع ..
بدأت اشك خلاله في مقدار حبك لي .. وإن كان فعلا أكبر من حبك لنفسك .. وأكثر ؟..
هل أحببتني لأنك أعطيتني الكثير أم لأني قادر على إعطائك أكثر .. أنت أخذتِ - دون أن تطلبي - قلبي .. كياني .. عمري وزيادة.. أنا أيضا بحاجة لاأخذ –دون أن اطلب- حلمك اللاموقوف .. صبرك اللامشروط .. حنانك اللامحدود وأكثر ..
متى تهزمين كبريائك لأجلي ؟
بعد شهر؟؟؟
أسبوع رابع حبيبتي .. حسبته يكفيك لتفهمي أن عنفوان الأنثى لا بد وان ينكسر في لحظة ما وإلى الأبد على أعتاب ثقتها اللامهزوزة وحبها اللامنقوص لقلب الرجل .. الرجل الوحيد الذي يحق له أن يصرخ في وجهها دون أن تتحسس منه .. الرجل الوحيد الذي يحق لها أن تغار عليه دون أن تذكره أنها ليست المرة الأولى التي يخبرها فيها أن امرأة ما أعجبت به – لا أعجبته- وان في هذا دليل مريح على انه فعلا جميل –حبيبها- ليس فقط في عينيها ولا عيب أن تراه الأخريات جميلا كذلك .. فخر لها .. من المذنب ههنا بالضبط؟ ..
إنه لمن المحطم لسكينة قلبيهما أن يعاقب احدها الآخر بسبب ذلك.
كثير من النسوة بمجرد عقد القران إما يفقدن الأنانية في الحب أو يتطرفن فيها كلما تعلق الأمر بتملك الشريك .. وينسين –في كلتا الحالتين- أنه في وسع أي امرأة ذكية أخرى أن تهزم الاستقامة في قلب رجل .. وأنه - جنس الغزاة - مجبول بقدَر في غالب الأحيان على ضعفه الفطري اتجاههن معذور في ذلك .. أنا لا أبرر أخطاءنا لاكتشاف الآخر بنفَس جديد ولن أدافع عن نزعتنا كجنس شره أو نزوتنا المنحرفة لكنني أحب أن أرى المواقف النظيفة بعفويتها الاجتماعية وان أراعي في كل الأطراف بالأخص الزوجين حاجاتهما النفسية واختلافاتهما الفطرية ..
شعورك بوجود امرأة أخرى تهتم بك يشعرك بالشباب دائما وبأنك لا تزال عمليا متمتعا بنسق أفضل .. شيء يبعث على الثقة لدى طرف ويزعزعها لدى آخر .. تستطيع أن تخبر شريكتك مثلا بتفاصيل ذلك لتضاعف في عروقها دفقة اهتمامها بك.. كما تستطيع أن تخفي ذلك عنها إذا ما كنت واثقا من أنها لم تعد تجيد منحك غير الشك أو الشعور بالنقص ..
يستحيل أن نعيش كرجال في كل الأحوال في معزل عن هذا المحيط الخصب بالأخريات .. الاحتكاك غير اللائق بالأخريات بالنسبة لنا مثل تعاطي المسكرات الضارة.. أما التواصل الراقي واللبق فكتناول الأجسام المضادة بمفعول الفيروسات لكن آثارها غير ضارة لا يجب أن نتعلق بها حتى لا نصاب بالتبعية.. كما لا يجب في نفس الوقت إنكار حتمية وجودها أو احتكاكنا بها كي نحافظ دوما على تلك المناعة .. المناعة التي نؤَمَن من خلالها التزامنا ووفاءنا بالشريك الحقيقي لنا في غيابه.. ونؤْمن فيها كل يوم قبل أمسه أن قلوبنا مرتبطة عميقا بمن اختارنا بكل قبول واخترناه بكل رضا وان حبنا لا يزال بصحة جيدة وأننا أمام الله نعم الحبيب لنعم القلب.
لم أفهم بعد فيم أخطات ؟ .. كل ما فهمته الآن أن الحب دائما على المحك.. وانه كقشرة البيضة الطرية.. هش للأبد.. ولا يعني ارتباطهما المقدس أن قلبيهما باتا في مأمن .. أكبر الرهانات للحفاظ عليهما لبعض تبدأ حين يطمئن كل طرف أن الآخر أصبح له ويسلم بذلك.. الاختبار الحقيقي للحب يأتي بعد الارتباط وليس قبله .. حينها فقط يجب الحرص على اهتمام كل منهما بالآخر أكثر .. ومراعاة حساسيته .. حبنا .. والصبر على تقلبها .. قلوبنا في كل الظروف ...
أشعر أن الرجل أقدر على المسامحة بسرعة .. في قلوب الرجال –الصغيرة في عيونهن- عقول كبيرة.. أكبر من مساحات عواطفهن الوفية بتطرف .. أبسط من حدادهن علينا إذا ما نحن عنهن رحلنا .. لذا يتجاوز آل هذا الجنس الشره محنه بسرعة ليس لكون الرجال ينسون بسرعة بل لأنهم يفكرون كيميائيا في الحب بطريقة أشرس ويفكرون حسابيا في الغد بوتيرة أكثر موضوعية .. أنضج من تلك التي تحدث في عقول النساء الصغيرة مقارنة بعمق قلوبهن .. قلوبهن الأكبر من قلوبنا ...الأكبر من كوكب الزهرة حتى ..
ربما لأجل هذا لم أعد استهجن اللحظة صمتك القسري و لا اسألني البتة كيف سامحتك أسرع .. ولا كيف أبحث عنك .. قبلا منك وقلبك المفروض من قلبيَ أكبر.. لأجليَ اكبر .. ألهذا الحد تفوق قلبي البسيط على قلبك الكبير .. وبات عقلي البسيط أنضج من عطفك المركب.
لم اعد أخاف منك صدقي .. أصبحت أخاف مني أكثر .. لم أعد صدقا أعرف ما أريد .. ولم اعد اعرف هل ترعبك برودتي هذه أم تريحني .. وهل انفجر غاضبا منك أم أقابل صمتك السخيف بصمت أكبر .. أتساءل الآن فيم تفكرين .. وهل تشعرين مثلي بالألم .. أم لا تذكرين مثلي سوى صخبي عليك .. تنكرين علي إنسانيتي وعلى خطيئتي تصرين ..
قبل حلول اليوم الخامس .. احبك أن تسامحيني .. أحبك أن تعودي صدقي
لقد كذبت آنفا .. لم يكن أسبوعا ما مضى بل كان يوما
واليوم في غيابك عن عيوني بشهر
لم اعد اذكر من خصامنا شيء يذكر .. لم اعد أذكر من لحظاتي شيء ..
سوى أنني افتقدتك فوق ما تتصورين
وانتظر أن أراك كل مساء على مقلتي..
لا انتظر منك الشيء الكثير بعدما نغضب
تستطيعين السهاد بعيدا أكثر
لا أريد أن تصري.. كم أخطأتَ.. لا أريد ان أقول أخطأتِ أكثر..
لا أريد أن أرغمك على شيء حبيبتي..
أريد فقط أن نختلف من جديد .. من حبه أكبر
من يملك قلبا أحلم من غيره
من يحب الثاني أكثر
تصبحين على خير ..
سليم مكي سليم